عدم الثقة وتنظيم الصفوف.. أسرار الاجتماع الأخير لنصر الله مع قادة حزبه
كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أسرار الاجتماع الأخير الذي جمع بين حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وكبار قادة الجماعة اللبنانية قبل لحظات من اغتيال إسرائيل لهم باستخدام 80 طن من القنابل أمريكية الصنع، ليل الجمعة الماضي.
وتابعت الصحيفة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت مئات الذخائرل خلال الغارة التي شنتها على مقر نصر والله ورفاقه في الضاحية الجنوبية في بيروت، بما في ذلك عشرات من القنابل أمريكية الصنع التي تزن الواحدة منها 2000 رطل.
وأضافت أن نصر الله كان لديه هوس التخفي وعدم الظهور العلني بكثرة وكان دقيق للغاية فيما يتعلق بترتيباته الأمنية، ولكن يبدو أنه لم يمنح اجتماعه الأخير نفس الاهتمام.
اختراق شبكات حزب الله
وأكدت الصحيفة أن اختراق شبكات حزب الله السرية كانت عميقة للغاية، للحد الذي جعل إسرائيل تعلم أن نصر الله وأعضاء آخرين من الناجين من قيادة حزب الله التي دمرت بالفعل سوف يجتمعون في الموقع السري المفترض ــ وأن الأمر بقصفهم قد يصدر.
وأوضحت أن الأمر المثيير للاهتمام هو إصرار نصر الله على عقد اجتماع مع أبرز قادة حزب الله بشكل شخصي، بعد ما يقرب من أسبوعين من تصاعد حدة التوترات على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وتفجير أجهزة النداء الآلي واللا سلكية المملوكة للجماعة التي كان يفضلها حسن نصر الله في التواصل بين أعضاء الجماعة نظرًا لتقنيتها المنخفضة التي تعد أكثر أمانًا من الهواتف المحمولة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرًا لعدم ثقته في كل وسائل التواصل الإلكترونية، كان على نصر الله الاجتماع مع جميع قادة الجماعة اللبنانية وجهًا لوجه، لمناقشة التصعيد مع إسرائيل وإعادة تنظيم الصفوف بعد تفجيرات أجهزة النداء الآلي.
وأوضحت أنه يبدو أن إسرائيل كانت تتوقع هذه الخطوة من نصر الله وتنتظرها على مدار أسبوعين، حيث تم إعداد خطة منظمة لمهاجمة وتدمير القيادة العسكرية لحزب الله التي بدأت بتفجير أجهزة النداء الآلي ثم عدة غارات جوية لاغتيال أبرز قادة الجماعة اللبنانية.
وتابعت أنه خلال تنفيذ خطتها قتلت إسرائيل مئات المدنيين وتسببت في نزوح قرابة مليون لبناني من مناطق الجنوب، وهو الثمن الذي تعتبره إسرائيل مقبولًا مقابل وقف هجمات حزب الله على الشمال الإسرائيلي والسماح لأكثر من 65 ألف نازح إسرائيلي بالعودة إلى مستوطنات الشمال الحدودية.
وتشير التقارير حول التخطيط وراء الهجوم إلى أن إسرائيل كانت تراقب مقر نصر الله السري لبعض الوقت، حيث قال قائد السرب 69 من طائرات F-15I التي نفذت الهجوم، الذي تمت تسميته في وسائل الإعلام الإسرائيلية فقط باسم "المقدم م"، إن أطقم الطائرات المشاركة كانت في وضع الاستعداد منذ عدة أيام، على الرغم من أنهم أُبلغوا بالهدف المقصود قبل بضع ساعات فقط.
كانت طائرات F-15I مسلحة لضرب وتدمير ما تحت الأرض، الأمر الذي يتطلب كمية كبيرة من المتفجرات، القادرة أيضًا على تدمير المباني أعلاه.