اغتيال القادة يكشف خطايا إسرائيل فى لبنان.. لحظات فارقة تهدد باشتعال المنطقة
أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعد لحظة مهمة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ولكن العواقب الناتجة عن هذا العمل المتهور غير محسوبة، خصوصًا وأن استراتيجية إسرائيل التي تنص على اغتيال قادة حزب الله وفصائل المقاومة الأخرى لتدميرها غير صحيحة، لأن حزب الله لا يتوقف على نصرالله.
وتابعت الشبكة أنه من غير المرجح أن يؤدي اغتيال حسن نصرالله لتدمير حزب الله، أو شل حركاته، وسيقتصر التأثير فقط على بعض الارتباك والفوضى والعودة سريعًا.
انتصار مؤقت لإسرائيل
وأشارت إلى أنه يتعين على إسرائيل أن تعلم من تاريخها أن مثل هذه الضربات لا تنجح دائمًا في شل فصائل المقاومة، ففي عام 2008، قتلت إسرائيل القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، في دمشق، ولكن الجماعة لم تكتسب قوتها إلا في السنوات التي تلت ذلك.
وأضافت أنه في عام 2004 اغتالت إسرائيل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين في غارة جوية، ولم تنهر الجماعة أو تهتز، وبعد ما يقرب من 20 عامًا نفذت أكبر هجوم على إسرائيل من خلال عملية طوفان الأقصى.
وأشارت إلى أنه في يوليو الماضي زعمت إسرائيل اغتيال محمد الضيف، القائد العسكري لحركة حماس، وبالرغم من ذلك، لم تتوقف هجمات حماس وقتالهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأوضحت أنه يتعين على إسرائيل أيضًا أن تدرك أن حركة حماس وحزب الله ليس مثل تنظيم القاعدة وداعش، لأن حماس وحزب الله فصائل مقاومة للاحتلال متجذرة في المجتمع اللبناني والفلسطيني وتحظى بشعبية كبرى في العالم العربي.
وتابعت أن حزب الله متجذر في الثقافة اللبنانية منذ أكثر من 4 عقود، ولديه أكثر من 30 ألف مقاتل نشط وترسانة أسلحة واسعة النطاق وأكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة.
وأضافت أن اغتيال نصرالله ليس أكثر من انتصار مؤقت لإسرائيل في معركة لا تزال مستمرة حتى الآن، حيث كثف حزب الله في وقت سابق من هذا الشهر عملياته السرية التي شملت تفجير آلاف أجهزة النداء واللاسلكي، ثم تبع ذلك غارات جوية ضخمة أدت إلى تدمير البنية التحتية وكبار القادة الآخرين.
وأشارت إلى أنه من السابق لأوانه التحدث عن القضاء على حزب الله، لأنه بالرغم من الفوضى والارتباك، فإن الجماعة اللبنانية ستعيد تنظيم صفوفها بكل سهولة، وتعيين قادة آخرين لمواصلة الحرب طويلة الأمد ضد إسرائيل.