كسر هيمنة ترامب: الأردن ومصر.. رؤية مشتركة ترفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
منذ تحققت معركة طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023، تحالفت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، مع دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى التى وضعت أهداف عملياتها العدوانية الإرهابية، التى دعت إلى القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن والأسرى من دون تفاوض مع حماس.
.. وفى سياق معلوماتى إعلامى، أوردت صحيفة «إسرائيل اليوم» خبرًا مفاده أنّ رئيس حكومة التطرف اليمينى التوراتية، بقيادة السفاح نتنياهو، يهدف من وراء الحرب والمجازر والإبادة الجماعية، إلى تهجير أهل قطاع غزة ورفح إلى الخارج.
هذا التوجه الصهيونى- التوراتى، اتفق الإعلام الأمريكى والدولى، والعربى أن دولة الاحتلال الإسرائيلى: منهكة وتواجه انتكاسات!.. وأوردت ذلك صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن ظاهرة تزايد الانتكاسات العسكرية التى تُواجهها فى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والشجاعة والنصيرات والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
تعلل الصحيفة، أن جيش الاحتلال، وحكومة السفاح: تجدُ قواتها مُنهكة فهى تخوض حربًا على 3 جبهات وهى قطاع غزة ضد حماس، جنوب لبنان ضد حزب الله، المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية.
ما يؤكد عليه الإعلام الإسرائيلى والأمريكى، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، ربما لا تزال مُترددة فى الضغط على السفاح نتنياهو بشدّة، لتقديم تنازلات لحركة حماس، خوفًا من أن تتعرض الإدارة الأمريكية من توجهات ترامب وتحالف الشكلى مرحليًا مع السفاح نتنياهو على التوصّل إلى تنفيذ اتفاق غزة، بالذات فى المرحلة الثالثة السرية لغاية اليوم.
*متاهة الإدارة الأمريكية.. وحرب التطرف الإسرائيلى.
عشرات استطلاعات الرأى فى مراكز الأبحاث والجامعات الأمريكية والأوروبية والعربية وحلف الناتو، تضع بوصلتها وأرقامها الإحصائية، حول نتيجة أن الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة الجديدة فى البيت الأبيض والبنتاجون أصبحت فى وضعٍ حرج، فقبل أن يعيد السفاح نتنياهو، مع حكومة اليمين، والكابنيت، شل وتهديد دول المنطقة وجرها إلى ساحة الحرب، بعكس ما يريد الداخل الإسرائيلى فى اليسار والمجتمع المدني، إذ أظهر استطلاع رأى أجراه «معهد الديمقراطية» الإسرائيلى فى القدس، أنّ:
82% من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزّة.
كما أنّ أغلبية الإسرائيليين، يؤيدون التوصّل إلى اتفاقٍ منذ أشهر، ولكنهم ما زالوا منقسمين بشأن الشروط، وهذا جعل نتنياهو أن يمرر اتفاق إيقاف النار فى غزة ورفح، وكل ذلك بضغط من إدارة الرئيس ترامب، بينما وقف خلف قناع السفاح نتنياهو.. حقائق استمرار الإبادة وتهجير سكان القطاع،
التورط الذى جر اليه جيش الاحتلال، يقر الكابنيت أنه خيار توسع الجبهات، عدا عن وضع المرحلة الثالثة من اتفاق غزة فى مناخ السرية، لتعزيز ألاعيبه عند الائتلاف اليمينى فى دولة الاحتلال والمعارضة الإسرائيلية، التى لا تركن لنتائج أن الحرب، قد تتوقف وتنتهى من دمار وإبادة، بقدر ما ترنو إلى محفزات عن الاستيطان والعودة إلى ما قبل معركة طوفان الأقصى.
..وفى تحديات الوضع المربك الذى عززته تصريحات الرئيس ترامب، عن التهجير لشعب وأهل غزة، مساهمات فى دعم مقولات الكابنيت الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى عن صورة اليوم الآتى فى قطاع غزة.
ترامب، عمليًا يلوح بصورة الرئيس الذى يريد ما يقرر، والوضع فى غزة رفع عنه أسطورة القوة أو الجنون، بالتالى، هناك دول قيادات وشعوب فى مصر والأردن، وكل دول جوار فلسطين المحتلة، ترفض التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية، فى ذلك ليس حركة حماس وحدها ما يشكل القاسم المشترك بين الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال، وهى تحديات سياسية وأمنية وعسكرية وإنسانية، فشل الكابنيت فى إدارتها، بل بقى مهزومًا من المقاومة التى بقيت صلبة فى المفاوضات، كما عزز ذلك صلابة وجهود الدول الوسطاء فى كل مراحل الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس. للنظر، هنا بعض من التحديات، التى قد تغير المرحلة القادمة من مواقف ترامب المؤيدة لدولة الاحتلال:
*التحدى الأول:
القول الأمريكى من الرئيس ترامب، أن تهجير سكان أهالى قطاع غزة إلى الأردن ومصر ممكن وفق الضغوط الأمريكية، وفى مقابل تحديات وأزماتها دولية أبرزها:
*أولًا: تحدى استكمال تنفيذ اتفاق غزة فى المرحلة الثالثة.
*التحدى الثانى:
كل البدائل فى اتفاق غزة، وعودة لمراحل المفاوضات، كان مصر تنظر لازمة ممر فيلادلفيا رافضة تغير الوضع فى القطاع وعلى الحدود المشتركة الجنوبية، بين مصر وفلسطين.
حمّلت مصر السفاح نتنياهو، الذى يريد السيطرة على ممر فيلادلفيا الحدودى فى قطاع غزة، عواقب سياسته الاستعمارية الإرهابية المتعنة، خلال جولات عدة من محادثات وقف إطلاق النار فى غزة، التى جرت فى القاهرة والدوحة خلال الأشهر الماضية، فى ظل مشاركة الإدارة الأمريكية بين رئاسة بايدن وترامب.
.. وكان الوسيط المصرى، ضد كل ما قدمه قدم المفاوضون الإسرائيليون رسميًا، بما فى ذلك بقاء القوات الإسرائيلية فى ممر فيلادلفيا وعند معبر رفح الحدودى. ما أثار توترات مع مصر، التى تعترض على أى وجود إسرائيلى هناك وقد حذرت من أنه ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979. لاسيما أن نتنياهو يدعى منذ 7 أكتوبر، أن ممر فيلادلفيا قناة رئيسية لنقل الأسلحة والأموال إلى مقاتلى حماس.
أتى ذلك التصعيد بعدما أمضى ممثلون إسرائيليون زاروا القاهرة قبل أسبوعين، يومًا كاملًا يناقشون مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مسألة ممر فيلادلفى فقط، عوض تفاصيل تبادل الأسرى، وفق ما أكد لمسئول مصرى سابق مطلع على المحادثات. وأوضح أن «مصر مستعدة للقبول بانسحاب إسرائيلى مرحلى من ممر فيلادلفيا، لكن يتعين على إسرائيل فى النهاية الانسحاب». لكن الجانب الإسرائيلى رفض الأمر أيضًا.
*التحدى الثالث:
التدخل الأمريكى غير محايد ومؤيد لحرب الإبادة.
أكبر تحدٍ، أن الرئيس ترامب، اتخذ مواقفه الغريبة، مثلما ما كانت قراراته وأوامره الرئاسية مثيرة للقلق، ويدرك المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، أن علامات التدخل الأمريكى غير محايدة بل ومؤيدة لحرب الإبادة التى مارسها جيش الكابنيت بدعم أمريكى لم يكن خفيا، بل مارس وجوده بشتى الطرق.
.. لم يكن تدخل ترامب فى أيامه الأولى إلا لتحريك الحديث حول غزة وكل أزمات القضية الفلسطينية، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، يتركّز حول تسوية سياسية، ولم يدرك أنه يلعب بالنار، ويعيد شبح الحروب، التى قد تمتد، لأن اتفاق غزة، قد لا يوقف إطلاق النار، فكما قلت، نحن نتخوف، بعد تصريحات ترامب المفروضة حول التهجير القسرى، وإعلان التصفيق لأفكار تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهو قطعًا يعيش وهم نشوة قوة موهومة استطاعت إرادة الشعوب، قيادة ودولًا أن تكسر الصمت حول طاولة الرئيس ترامب التى تتأرجح.
الولايات المتحدة الأمريكية، دخلت التحدى الصعب، وتحاول تلفيق أسباب إطالة تحولاتها السياسية والأمنية، والاقتصادية والعسكرية، ربما لأن الانتخابات التى أوصلت ترامب البيت الأبيض، دعمت بشك كبير ومباشر من المنظمات والجمعيات الإسرائيلية الصهيونية والتراتية، ودعم من الايباك، كل ذلة يدور فى خلد ترامب وهو يترقب زيارة رئيس حكومة اليمين المتطرف، السفاح نتنياهو.
*التحدى الرابع:
[غياب وصمت وازدواجية قرارات مجلس الأمن].
منذ بداية الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كان الحراك الدبلوماسى من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، فى حالة شلل، برغم محاولات عديدة، اصطدنت الفيتو الأمريكى، بينما كان انعقاد مجلس الأمن الدولى، حالة لبحث ملف الأسرى، والرهائن، دون نبش ملفات الحرب، بينما تتواصل الإبادة الجماعية بحق سكان أهالى غزة، ورفح وصولًا إلى الضفة الغربية والقدس، يعد تحديًا ينعكس إثره على واحد من الأطراف، ولن يصيب السفاح نتنياهو أو جيش الكابنيت، المجتمع الدولى، مخادع، سينظر إلى ما تقول الإدارة الأمريكية وتعتبر قضية الرهائن.
تضليل الإعلام الأمريكى الإسرائيلى وغيرهم، كان داعمًا لغياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، رهان السفاح نتنياهو، كان على انتظار بايدن، وما يفكر به على طريقة ما دعا إليه الشعب الأميركى والعالم ابان انتشار كوفيد-19 الكورونا، أن اغتسلوا الديتول.
.. *الإرادة تحد وكسر لجنون الغرب
ما فى التحديات الخطرة بعد رغبات وأمنيات رئيس أمريكا، أن التدخل السافر فى حق من حقوق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، إنما هى نتيجة لهيمنة، يراها المجتمع الدولى بحاجة إلى تحاور وإرادة الشعوب ضد صورة أمريكا التى يريدها ترامب.
هناك من حلل ذلك، قائلًا: إن العالم، بات مشتتًا، غائبًا عن الوعى والحوار، إذ أن القطب الأمريكى، يعمل على تهريب نتنياهو من جلده، كيف بالعمل على إطالة الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، فى مطلق فلسفة المفاوضات حول نهاية الأزمات أو الحروب، لا يتم ذلك بعدم الحياد،، إبان الأزمات والحروب، تظهر تسريبات تقول:
إن عمل وانشغال مراكز الأبحاث والاستطلاعات، تنتشر فى مواكب الانحدار عند من يقود الرأى العام، فى المجتمع الدولي، إذا ما علمنا أن عالم اليوم يراهن شكليًا على علوم استراتيجية دخلت فى إطار الاستخبارات فائقة الخطورة، تقودها مشاريع التمويل الأجنبى، عبر عشرات شركات آخر همها مستقبل حماية الشعوب، وأنه لا جدية أو مصداقية لحالة ترامب الذى يريد شيطنة حق المقاومة الفلسطينية المشروع،، والتذلل لكل أعمال الإجرام والإبادة التى قادها السفاح.
.. لفهم ذلك، على المراقب، المحلل السياسى، أن يقرأ جدية الاستطلاعات اليوم التى تشرح ظرفية وقوع الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة، غالبًا لديها أدوار متناقضة،غير دقيقة ولا محايدة:
* الدور الأول: عن مصداقية تعريف العالم بحدود صلاحيات السفاح نتنياهو، من خلال، دعم شركات وشخصيات ودول الممولين والمنظمين لهذه الاستطلاعات، وهى فى سياق غير محايد، فالمعلومات، عند الرأى العام، تجعله، يفتقد توجهاته، ورغباته، ليتمكنوا من إيجاد الطريقة الملائمة لقيادته وغزوه، بدلالة ما تم من أحداث بعد خطاب السفاح فى الكونجرس الأمريكى، أو فى الكنيست أو أى برلمان فى العالم.
*الدور الثانى: تهريب مسئولية السفاح عبر تضليل الشعوب، المنظمات والجيش بنتائج إحصائية زائفة لتصبح ضمن حقائق سياسة القطب الواحد، الداعم لدولة الاحتلال.
تشويه الحقائق، هو تحد مفتوح، لأن من ركائز المعلومات، وجديتها ومصداقيتها وحياديتها، السفاح، هناك من يخرجه أو يعمل على تهريبه بتقديم وتبرير ودعم حرب الإبادة المدعومة، بالسلاح الأكاذيب، والاستشارات لصانعى القرار فى الولايات المتحدة، ودولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.
*كيف يفكر ترامب فى حرب غزة؟
بعد أكثر من ١٦ شهرًا من حرب إبادة جماعية الأسلحة الأمريكية الألمانية والفرنسية وغيرها، جيش الكابنيت الصهيوني، بقيادهَ السفاح نتنياهو، نتج عنها
معركة «طوفان الأقصى»، التى تعد أهم وأخطر شرارة مقاومة فلسطينية مشروعة، وكل ذلك لا يريده ترامب، يريد باصات طائرات للتهجير القسرى، وهو يشاهد إصرار الفلسطينيين، يتقدمون مشيًا على طريق تحررهم من أشكال الحرب والمجازر والإبادة، والحاصل أن ترامب ازدادت لديه الأسئلة السياسية والأمنية، عن دلالة عدم حياد الولايات المتحدة الأمريكية، بالتالى إثارة الأسئلة عن مصير الحرب ومصير حركة حماس، ومصير حليف الولايات المتحدة الأمريكية، مخلب القط السفاح نتنياهو.
وحسب مصادر مطلعة فإن هناك مخاوف حقيقية لدى بعض من أن يهرب نتنياهو الى خطوات مجنونة فى خارج إسرائيل، بهدف صهيونى، أمريكى مشترك، هو توحيد الساحة الداخلية حوله، وتثوير سخط الساحات الخارجية، ومن ضمن دول الجوار الفلسطينى، لكن الوعى، جعل تفاهمات الأردن ومصر تحدد مسار مختلف، إذ تتوقع الأوساط السياسية فى الكونجرس، أن يصمت ترامب، وربما لا يقيد نفسه بالاستماع إلى ما يريد نتنياهو فى هذه المرحلة.
السفاح نتنياهو، عندما دخل الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، كان يهدف الإثارة مشاعر يهود العالم، وأن ميقات الحرب فى غزة هو نقطة الارتكاز، إعلان النصر/ الهزيمة تهديف، قد يقتل أو يغتال المحاوت السياسية والأمنية للخلاص،، لكن لن يقتل حركة مقاومة شعبية جادة، تكمل المنحنى البيانى لقضية، باتت الآن فى مآلات تحتاج إلى تكاثف عربى سيادى، ناضج.
*مصر والأردن التنسيق والعمل المشترك للوقوف أمام ترهات ترامب
ليس اليوم أو الساعة الراهنة، مصر والأردن بداية للوقوف أمام ترهات ترامب على كل المستويات، طرق على بداية دبلوماسية شديدة اللهجة والمواقف، لكبح جماح ترامب إدارته المستجد.
اليوم العالم يقر بما يقف عليه الخطأ الأميركى والأوروبى، إضافة إلى غياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ما خلق تفاهمات سلبية ولا منطقة فى قضايا الحدود وأصالة مصداقية الخرائط التى قد تتغير، وتغير معها الواقع.
*نحو أوروبا والعرب
.. ما يصرح به ترامب من لعنة التهجير القسرى للفلسطينيين، أمر فى غاية المخاطر، والأردن ومصر وأى دولة، يبجب ان ترفض اى شكل من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ليسوا إرهابيين، بل إن المحكمة الجنائية الدولية حددت الإرهابى، وترامب أخذ الثمن السياسي، وبات فى عالمه يقطع بالكرات ملاعب الجولف.
..لهذا أنا من يقول، إننا ننتظر أن تقرّ الأوساط الأوروبية الأمريكية، وبلدان العالم العربى والإسلامى، وكل منظومة الشرق الأوسط، بما فى مسارات القضية الفلسطينية، ما يمكن أن يطرح، كاستراتيجية، أو حلول لمنع الذى تفكر به الإدارة الأمريكية، من أسباب ومراهنات اختلقها الاحتلال، الذى يريد التهجير وإعادة الاحتلال والسيطرة على الضفة، تحت مفاهيم إرهابية: «التحول من الردع، إلى المنع»، والتذرع بـ«الخطر الإيرانى»، وفق تسريبات غربية، ساندت الاحتلال، بينما الحقيقة انها، عملية عسكرية، واستهانة، متدحرجة لفرض السيطرة الشاملة على الضفة، والواضح أن الاحتلال الصهيونى يركز فى حملته على كل المدن والمخيمات الفلسطينية، مثلث جنين- طولكرم- طوباس، بيت ساحور، قلقيلية، الخليل، اريحا بهدف التسهيل العملياتى لخطة نتنياهو- سموتريتش، لعودة المستوطنات إلى المنطقة الشمالية للضفة، وذلك ما أفصح عنه الباحث أدهم المناصرة.
أيضا: إن عمليات الاحتلال الصهيونى فى مخيمات طولكرم وجنين، طويلة وسرية، ما يجعل كابوس التهجير حاضرًا بقوة.
ويحذر المناصرة، من مخطط إسرائيلى لتهجير نحو 750 ألف فلسطينى من سكان الضفة لديهم «رقم وطنى أردنى»، وذلك بإجبار هذا العدد الذى يشكل 25 فى المئة من سكان الضفة، على الانتقال إلى جوار فلسطين، قد تكون الأردن، لبنان، وسوريا، رغم مأساوية التصور. مأساوية التنفيذ، ما يستدعى، أن تقود مصر والأردن، فى هذه المرحلة، الحراك السياسى باتجاة الدول الغربية والإسلامية ودول مجلس الأمن، لكبح عنوان تهريبات السفاح، التى تتمدد ورتقلص بحسب ميول الإدارة الأمريكية، التى باتت الحرب فى غزة والضفة لا تعنى لها إلا فقرة فى تصريح سياسى صباحي، ترهات رئاسة، غالبًا يتركها الرئيس ترامب فى جيب السفاح ضمن برنامج زيارته للولايات المتحدة..
*العمل الوطنى مستمر
ما ندرك أن وفدًا كبيرًا من حركة حماس وصل القاهرة، يبحث إدارة غزة الهدنة، والمرحلة الثالثة منها.
التقى مدير المخابرات المصرية واستعرض جهود ترتيب البيت الفلسطيني
.. والمهم أن القيادى فى حركة حماس، وفق صحيفة الشرق الأوسط السعودية قال، إن زيارة أكبر وفد للحركة إلى القاهرة منذ حرب غزة شهدت، الثلاثاء، لقاء مع مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، جرى خلاله بحث ترتيبات مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق «الهدنة» مع إسرائيل، الذى انطلقت أول مراحله الثلاث فى 19 يناير، بالإضافة إلى مستقبل إدارة قطاع غزة.
وفد «حماس»، الذى ترأسه محمد درويش، رئيس المجلس القيادى ورئيس مجلس الشورى للحركة، ضم المجلس القيادى ووفد الحركة للتفاوض، وهم (خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله ومحمد نصر وغازى حمد)، وفق بيان صحفى للحركة، الاثنين، عقب وصول الوفد للقاهرة.
تأتى زيارة وفد «حماس» للقاهرة، تزامنًا مع تصريحات متحدث الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء فى مؤتمر صحفى، بأن الوسطاء يواصلون تهيئة الأجواء لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات، غداة حديث هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن بدء إسرائيل و«حماس» عبر الوسطاء، محادثات أولية بشأن إطار التفاوض المقبل وأن من الممكن عقد اجتماع فى قطر الأسبوع المقبل.
قال القيادى فى الحركة ومستشارها طاهر النونو، حسب المصدر، إن «الزيارة لها عدة أهداف بينها بحث مجريات تنفيذ وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واستقبال الأسرى المحررين السبت والاستماع لمطالبهم».
وأضاف النونو أن الوفد التقى مدير المخابرات اللواء حسن رشاد وجرى خلال اللقاء شكر القيادة المصرية لما تقوم به من دور فى المفاوضات وإدخال المساعدات وتثمين موقفها الرافض للتهجير، لافتًا إلى أنه تم خلال اللقاء الحديث بشأن مستقبل إدارة غزة، وأكدت الحركة أهمية السعى لتشكيل حكومة توافق وطنى أو تنفيذ المقترح المصرى بشأن تشكيل لجنة إسناد مجتمعى مستقلة. وتابع قائلًا: «(حماس) قبلت بتشكيل اللجنة ورفضت حركة (فتح)، نحن نفضل وجود حكومة، لكن إذا كان صعبًا يمكن أن نتوافق على تشكيل اللجنة»، نافيًا أن تكون الزيارة مرتبطة بأى شأن داخلى للحركة.
وفد «حماس» ترأسه محمد درويش وبحضور خالد مشعل وخليل الحية وقيادات أخرى.
ويحمل «اجتماع الحركة فى مصر، وتحديدًا فى القاهرة، رمزية كبيرة ويعكس إدراك (حماس) لأهمية الدور المصري، ليس فقط فى المرحلة الماضية، وإنما فى إدارة المرحلة الحالية والمقبلة باعتباره يمثل حجر الزاوية فى تحصين الموقف الفلسطيني».
وبشأن مستقبل مناقشات إدارة قطاع غزة التى رعتها القاهرة بين «حماس» و«فتح» على مدار أشهر أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثانى) وديسمبر دون الوصول لحلول، قالت مصادر الصحيفة إن «(حماس) تثق بالدور المصرى وتعمل على ترتيب أى تفاصيل مستقبلية مع مصر، ووافقت على المبادرة المصرية، التى تضمنت تشكيل لجنة إسناد مجتمعى لا تشارك فيها الحركة، لكن حركة (فتح) رفضت هذا العرض».
.. الواضح أن «(حماس) معنية بمشاركة الكل فى أى ترتيبات فلسطينية قادمة فى غزة، يجب أن تشارك الفصائل، وعلى رأسها (فتح)، و(حماس)، و(الجبهة الشعبية)، و(الجبهة الديمقراطية)، و(التيار الإصلاحى)، وغيرهم. كما يجب أن يكون هناك وحدة موقف فلسطينى».
.. وهى، أيضًا تدرك دلالات الترتيب والتنسيق مع العمق العربى، وعلى رأسه القاهرة. وربما الحديث الآن فى القاهرة مهم فى هذا الاتجاه... (حماس) منفتحة وتتمنى أن يكون هناك حوار جاد مع الدول العربية، وأن تُدعى إلى جامعة الدول العربية لتناقش هذه القضايا بانفتاح مع العمق العربى».
ووفق بيان لحركة «حماس»، فإن الوفد بحث فى القاهرة «آليات تنفيذ الاتفاق (الهدنة) والخروقات التى تمت وضرورة التزام الاحتلال بكل ما تم التوافق عليه من دون تسويف أو تعطيل».
كما تم «استعراض الجهود المبذولة فى إطار ترتيب البيت الفلسطينى والخيارات المطروحة، خاصة تشكيل حكومة توافق وطنى أو الذهاب نحو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعى».
بموازاة زيارة «حماس»، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن لقاء، اليوم الأربعاء، لوزير الخارجية بدر عبدالعاطى، مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدبلوماسية مجدى الخالدى فى القاهرة.
يبحث اللقاء تطورات الأوضاع بالأراضى الفلسطينية بالتزامن مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وحسب ما نقل عن مصادر أوروبية، فإن الشراكة الجديدة ستتضمن حزمة دعم كبيرة، فهل ستعالج هذه الحزمة الكبيرة الفجوة التى تولدت عن سياسات دونالد ترامب الفجة والمتهورة والجشعة؟
إذ لم يستثنِ ترامب الأردن من الضغوط بالإعلان عن تعليق المساعدات الأمريكية التى شملت دول العالم لمدة تسعين يوما؛ الأمر الذى هدد بخلق فجوة كبيرة فى الموازنة الأردنية التى كانت تتوقع حصولها على 800 مليون دولار أمريكى كدعم مباشر لمواجهة الضغوط التمويلية والعجوزات الناجمة عن خدمة الدين المتصاعدة.
تحركات ترامب فى الإقليم للتعامل مع مأزق الاحتلال الإسرائيلى، وحالة الانسداد التى تعانى منها السياسية الأمريكية فى الإقليم، والتى جاءت على شكل ضغوط أمريكية على إسرائيل لخفض التصعيد، فى مقابل ضغوط ترمبية اقتصادية على الشركاء والأصدقاء لعلاج أزمة الكيان، وفشله فى تحقيق الأمن وتمرير مشاريعه الاستيطانية والتطبيعية فى الضفة وقطاع غزة، سرَّعت من التحرك الأوروبى الأردنى نحو اتفاقية الشراكة الاستراتيجية على الأرجح.
لهذا نجد أن علينا تحريك ساكن الاتحاد الأوروبى، ونعى التفكير فى سوال: هل استبق الأوروبيون الأزمة التمويلية التى كان من الممكن تتفاقم خلال الأشهر المقبلة لتترك آثارها على المركز المالى الائتمانى على الأردن ومصر وغير بلد، وهل يمكن الاكتفاء بالتحرك الأوروبى أم يحتاج الأمر إلى إجراءات محلية بذات السرعة من قبل الحكومة للتعامل مع الأزمة التى صنعها ترامب فى العالم كله؟
وزارة الخارجية الأردنية كشفت عن مسار مهم، إذ أكدت أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة تفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادى والاستثمارى والتجارى والدفاعى والأمنى؛ ما يعنى أن بوابة ومروحة واسعة من بنود التعاون يعول عليها الأردن للتعامل مع السنوات الأربع المقبلة؛ ما يؤكد أن العديد من الدول الأوروبية على إدراك تام بالمخاطر المتولدة عن السياسة الترمبية الرعناء التى ستعصف بأمن الشركاء فى الإقليم والمنطقة، هو ما عُبِّر عنه أوروبيًّا برفض سياسة التهجير على لسان المستشار الألمانى، وفى بيانات الخارجية الفرنسية التى سترعى الشراكة باعتبارها قاطرة الاتحاد الأوروبى.
فى الختام.. لا يُتوقع أن يقف ترمب عائقًا أمام التعاون الأوروبى الأردنى، فما سعى إليه تحقق بعد أن ظهر كرجل قوى وحاسم فى أمريكا أمام اليمين المتطرف فى الكونجرس، وفى المحافل السياسية الأمريكية؛ فالاستعراض الترمبى حقق غاياته، على أمل أن يكتفى بما حققه، وأن لا يتخذ مزيدًا من الإجراءات التى تعقد الموقف، وتقلص من هامش المناورة للدولة الأردنية، لتضطر بعد ذلك للتصعيد، وعدم الاكتفاء بالمناورات السياسية المعتمدة على الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية للتصدى للخطاب الترامبى؛ فترامب سيبقى كابوسًا ممتدًا لأربع سنوات، يعلو ويخبو حسب مزاجه، ومدى نشاط وفاعلية اليمين الإسرائيلى المحيط بترامب وتطورات المشهد، وأخيرًا مستوى التدهور الحاصل فى الضفة الغربية خلال السنوات الأربع؛ ما يعنى أن التمويل والشراكة الاستراتيجية مع أوروبا وحدها لن تكون كافية على الأرجح.
الدبلوماسية الأمريكية تتحرك، تجس النبض، تتحدث مع القيادات، أحيانًا تضلل العالم، إذ بعد تصريحات ترامب عن تهجير الفلسطينيين، عشش القلق العديد الدول الأوروبية والعربية، ووفق وزارة الخارجية الأمريكية الوزير ماركو روبيو أجرى اتصالًا هاتفيًا مع العاهل الأردنى الملك عبدالله اليوم الإثنين.
تأتى المكالمة بعد يومين من اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استقبال الأردن ومصر المزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية فى بيان: ناقش الوزير والملك عبدالله تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، والإفراج عن الرهائن، ورسم مسار للأمن والاستقرار فى المنطقة.
ولم يذكر البيان التصريحات التى أدلى بها ترامب فى مطلع الأسبوع.
.. وأيضًا، وفى ذات السياق، تلقى السفاح، الألفية الثالثة نتنياهو دعوة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لزيارة البيت الأبيض فى الرابع من فبراير، وفق ما أعلن مكتب السفاح.
.. كل ما سيأتى، نظرة فى كيف يتم كسر تصريحات ترامب، التهجير الفلسطينى صعب، ولن يرضاه أى فلسطيني، وقد راقب المجتمع الدولى كيف واصل الفلسطينيون، رحلة العودة الشاقة إلى شمال غزة على التوالى، فوفدت جموع كبيرة منهم إلى محور نتساريم من طريقى الساحلى الرشيد والرئيس صلاح الدين، وسط تأكيد دول عدة رفضها كلام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول تهجير سكان القطاع.
وانتظرت طوابير طويلة من السيارات دورها فى التفتيش قبل العبور إلى الشمال. واضطُرت العائلات التى عادت مشيًا على الأقدام من طريق الرشيد إلى السير مسافة طويلة وحمل أفرادها أمتعتهم على ظهورهم.
ويؤكد الفلسطينيون بمختلف أطيافهم، مدعومين بمواقف عربية ودولية، رفضهم أى خطة لتهجيرهم من غزة، بعد تصريحات السبت لترامب، تحت عنوان الهجرة الطوعية.
كان إعلام إسرائيلى أشار إلى بعض الدول التى قد تكون مستعدة لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة ومن بينها إندونيسيا وألبانيا.
وقوبل ذلك بنفى ألبانى على لسان رئيس الحكومة أدى راما، الذى قال إن هذا الحديث عبارة عن أخبار كاذبة. ونفت مصر بدورها أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسى وترامب أجريا محادثة عبر الهاتف بشأن الوضع فى غزة.
وفى العاصمة القطرية الدوحة، قال ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية القطرية، حين سُئل عن تصريحات ترامب: موقفنا واضح دائمًا بشأن ضرورة حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه، وإن حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد للمضى قدمًا.
وفى حديثه عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، قال إنه لم يحدث خرق حقيقى للهدنة حتى الآن.
وفى العاصمة المصرية القاهرة، التى وصلها وفد قيادى من حركة حماس تعقد لقاءات فلسطينية – فلسطينية، وأخرى مع المسئولين المصريين.
ويؤكد مسئول فى أحد التنظيمات الفلسطينية فى القاهرة، أنّ هناك إصرارًا من الوسطاء على إنجاح جولات الحوار المقبلة، لكنه توقّع ألا تكون المفاوضات سهلة.
وفى سياقٍ متّصل، أعلنت حركة حماس فى بيان أنها استعرضت مع مصر جهود تشكيل حكومة توافق وطنى فى قطاع غزة أو الذهاب نحو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي.
وفى موازاة ذلك، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى إن ترامب دعا رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض يوم 4 فبراير المقبل.
فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيزور غزة ويتفقّد محور نتساريم.
وفى نيويورك، قال فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة الأونروا أمام جلسة لمجلس الأمن، إن حظر عمل الوكالة فى إسرائيل المُقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الخميس سيكون كارثيًا وسيشُلّ عمل الوكالة فى قطاع غزة والضفة الغربية.
لكن المندوبة الأمريكية أمام المجلس القائم قالت إن الأونروا تبالغ فى تأثير القوانين، وإن بلادها تدعم القرار السيادي لإسرائيل بإغلاق مكاتب الأونروا فى القدس المحتلة.
*»Middle East Eye»: هل تحقق إسرائيل فى الضفة ما فشلت فى تحقيقه فى غزة؟
السؤال، أمام العالم، من موقع «Middle East Eye» البريطانى أن «الفلسطينيين تنفسوا الصعداء بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار فى غزة وصفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل الأسبوع الماضي. وفى الحقيقة، لقد مثلت هذه الصفقة فشل الجيش الإسرائيلى فى هزيمة الشعب الفلسطيني، لكن فرحة الفلسطينيين شوهتها المخاوف من أن تكرر إسرائيل سيناريو الإبادة الجماعية والتشريد فى الضفة الغربية المحتلة».
*١:
«كانت أولى العلامات التهديدات العنيفة التى بدأت تتصاعد منذ اللحظة التى توقفت فيها الحرب على غزة. فقد فرضت إسرائيل إجراءات صارمة ضد الاحتفالات، بهدف قمع التعبير العام عن الفرح فى الضفة الغربية المحتلة، مع إعاقة حرية الحركة. كما اتخذت إسرائيل إجراءات متطرفة تجاه الأشخاص الذين كانوا بانتظار الأسرى، حيث هاجم الجنود الحشود وأطلقوا الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، كما فرضوا إغلاق الطرق حول رام الله».
*٢:
«منذ ذلك الحين، شددت القوات الإسرائيلية حصارها للضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى شل حركة الفلسطينيين عبر ما يقرب من 900 نقطة تفتيش وبوابة عسكرية، كما شن الجيش الإسرائيلى عملية واسعة النطاق فى جنين، فى حين أعلنت الحكومة عن خطط لتكثيف النشاط الاستيطانى كجزء من هدفها الأوسع المتمثل فى ضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية، وقد يحدث هذا بمباركة إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الولايات المتحدة».
*٣:
«ويصعد المستوطنون من هجماتهم فى الضفة الغربية المحتلة، فيحرقون المنازل والمركبات والمزارع الفلسطينية تحت حماية الجيش الإسرائيلى، وقد شجع هذا السلوك ترامب، الذى ألغى فى أحد أول إجراءاته منذ توليه منصبه العقوبات التى تستهدف المستوطنين المتطرفين. بالإضافة إلى ذلك، وقبل سريان وقف إطلاق النار فى غزة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس عن خطط لإطلاق سراح المستوطنين المعتقلين إداريًا. إن الهدف المعلن لإسرائيل فيما تسميه عملية «واسعة النطاق ومهمة» فى جنين هو «هزيمة الإرهاب». لكن الهدف الحقيقى، الذى لم يتم الإعلان عنه صراحة، واضح: دفع الفلسطينيين إلى مغادرة الضفة الغربية».
*٤:
«إن الهجمات الشرسة التى تشنها إسرائيل تهدف فى المقام الأول إلى قتل الفرحة والأمل التى نشأت فى قلوب الفلسطينيين بعد سريان الهدنة فى غزة. وقد لجأت سلطات العدوّ الإسرائيلى إلى تأجيج حرب جديدة فى الضفة الغربية، فى محاولة لمحو أى صورة للنصر الفلسطينى. ومن خلال هذا الهجوم، تريد إسرائيل ردع الفلسطينيين عن مجرد التفكير فى معارضة توسع المشروع الصهيونى على أراضيهم. وتسعى إلى الضغط عليهم من خلال القتل العشوائى والتهجير، كما رأينا فى غزة، وفرض إجراءات أمنية جديدة تضيق الخناق وتدفع الفلسطينيين إلى الرحيل».
*٥:
«إن الرسالة التى أيدتها حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل هى أن الفلسطينيين فى الضفة الغربية سوف يعانون من مصير مماثل إذا لم يغادر الفلسطينيون طواعية. وفى الوقت عينه، تعمل إسرائيل على تشديد واقع الفصل العنصرى، وحصرالفلسطينيين فى مناطق حضرية صغيرة فى حين تسمح للمستوطنين بالسيطرة على الأرض والطرق. وتهدف مثل هذه السياسات إلى إضعاف السلطة الفلسطينية والقضاء فى نهاية المطاف على دورها السياسى».
*٦:
«بتمسكه بائتلافه الحكومى، يكافئ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وزير ماليته المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذى احتج على وقف إطلاق النار فى غزة، بالسماح له ببدء حربه الخاصة فى الضفة الغربية المحتلة. ولكن حتى لو كررت إسرائيل هنا الجرائم والدمار الذى أحدثته فى كل أنحاء غزة، فإنها ستفشل حتمًا فى إجبار الشعب الفلسطينى على الركوع».
*٧:
الخبير فى شئون الشرق الأوسط أندرياس كريغ إن الجهود المستمرة التى تبذلها إدارة نتنياهو لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وضم الأراضى بوتيرة غير مسبوقة، فضلًا عن الضم المحتمل لأجزاء من قطاع غزة وإنشاء مستوطنات هناك، «ليست مصلحة وطنية إسرائيلية، إنها مصلحة سياسية لنتنياهو والحكومة اليمينية المتطرفة».
وأضاف أن ترامب «وضع قدمه» و«لوى ذراع نتنياهو» للحصول على إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لأن «إعادتهم كانت مصلحة وطنية إسرائيلية». وتابع قائلًا: «لذا، هناك أيضًا فرصة لترامب لعدم الارتباط بنتنياهو»، والدفع نحو حل يحقق أمن إسرائيل من خلال الحد من توسعاتها فى الضفة الغربية من أجل «السماح بحل قضية الدولة الفلسطينية». وقال كريغ: «هذه الأشياء كلها مترابطة.
ومن غير المرجح أن يحرز ترامب أى تقدم فى ملف التطبيع دون الضغط على نتنياهو وإسرائيل لتقديم تنازلات فى ملفات أخرى مثل الدولة الفلسطينية». وأضاف: «هنا ستتدخل جماعات الضغط الخليجية وتوضح بشكل جلى» أن شروط التطبيع مع إسرائيل، خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يجب أن تشمل «مسارًا قابلًا للتطبيق ولا رجعة فيه نحو الدولة الفلسطينية».
.. الطفل الغزى الذى يزحف نحو بيت العيلة، قال: «بلغوا العالم كله.. إحنا مستعدين نموت بأرضنا، هى الدليل قدام عين ترامب».
.. والقيادى بحركة حمـاس باسم نعيم قال: لأول مرة فى تاريخ الصراع مع إسرائيل يعود الفلسطينيون إلى منازلهم.
.. فى دفاتر مذكرات الأطفال من صر والأردن، هناك من يترك مساحة بيضاء، بداخلها سواد، هو وهم ترامب، وفى الصفحة الأخرى علامات استفهام يطلقونها إلى المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى.. وأيضًا إلى الشعب الأمريكى.