جمعتهما المقاومة وفرقتهما إيران.. "الحسيني" حاول تحذير نصر الله من مصيره المشؤوم
بالأمس كان صديقًا مقربًا في المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان الصديق الأقرب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ولكن فرقت إيران بين الصديقيين، حيث أصبح نصر الله أقوى حليف لإيران في الشرق الأوسط، بينما ظل محمد علي الحسيني، مع العرب متمسكًا بالمقاومة اللبنانية.
وخلال الساعات الماضية، انتشر مقطع فيديو لمحمد علي الحسيني، وهو يحذر فيه نصر الله من خطورة تبعيته لإيران خصوصًا في ظل الحرب المفتوحة مع إسرائيل، وطالبه بكتابة وصيته، لأن الذين يعملون مع إيران لا ينجون في العادة.
وقال الحسيني في لقاء تلفزيوني قبل 48 ساعة من اغتيال نصر الله: "اكتب وصيتك، إيران باعتك".
تحذيرات الحسيني لنصر الله ليست جديدة.. الحرب مع إسرائيل مدمرة
وفي إبريل الماضي، نشر الحسيني، رسالة مفتوحة لنصر الله، طالبه فيها بوقف الهجمات على إسرائيل فورًا وتسليم السيطرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى الجيش اللبناني، محذرًا نصر الله من أنه سيتحمل المسؤولية الكاملة عن الدمار وسفك الدماء الذي سيتسبب به استمرار الحرب.
وأشار الحسيني في رسالته إلى أن إسرائيل تخوض الآن حربًا وجودية، وقد تلجأ إلى استخدام أسلحة غير تقليدية. وأكد أن الحرب مع إسرائيل ستكون مدمرة للغاية، ولن تقتصر على لبنان فقط، بل قد تمتد إلى سوريا.
ووصف الحسيني هجمات حزب الله على إسرائيل، بأنها ليس جهد دفاعي أو مقاومة، ولكن حرب هجومية غير متوافقة، من شأنها أن تؤدي إلى تدمير لبنان وإبادة شعبه.
وقال الحسيني في رسالته التي نشرتها وسائل إعلام عربية وأجنبية: ""سيد حسن نصر الله المحترم، أعلم يقينًا أن رسالتي ستصل إليك وستقرؤها، أعلم مدى متابعتك الدقيقة للتطورات، حيث أن هذه الأمور تهمك أكثر من أي شيء آخر، اسمح لي أن أذكرك بأن الغالبية العظمى من القادة عبر التاريخ كانت لديهم نقاط ضعف تسببت في خسائر وهزائم كبيرة لشعوبهم، وأدت إلى تدمير أراضيهم. يعود ذلك لسببين: الغرور والثقة المطلقة التي تقود إلى التهور، فضلًا عن تجاهل النصائح لأنهم يعتقدون أنهم يعرفون أكثر من مستشاريهم".
وتابع: "إسرائيل بعد 7 أكتوبر ليست كما عرفتها من قبل، لا يمكن الاعتماد على معرفتك السابقة وتجاربك السابقة، مثل حروب 1993، 1996، و2006، إسرائيل الآن تخوض حربًا وجودية وتسعى لاستعادة الردع، فهي لأول مرة في تاريخ حروبها، تواجه عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، واستمرار لحرب لأكثر من 10 أشهر، هذه ظروف استثنائية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد على الفهم السابق للتنبؤ بالمستقبل".