رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرد المصرى

فسر البعض بأن خطاب الرئيس السيسى الأخير يعتبر تحديًا خطيرًا للولايات المتحدة الأمريكية وللرئيس دونالد ترامب.. لكنه ببساطة لم يكن كذلك.. فالعلاقات المصرية الأمريكية فى هذه الفترة أكثر من ممتازة وكان التعاون بين الدولتين بالاشتراك مع قطر لإيقاف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى والمساجين ناجحًا للغاية.

خطاب الرئيس السيسى كان توضيحًا واجبًا وتعبيرًا قويًا عن نبض الشارعين المصرى والعربى تجاه تصريحات الرئيس الأمريكى الأخيرة، ومطالبته بالتهجير المؤقت أو الدائم للشعب الفلسطينى لمصر والأردن.

ملخص ما قاله الرئيس السيسى سأختصره للقارئ فى ثمانى نقاط رئيسية: 

١- ترحيل وتهجير الشعب الفلسطينى ظلم لا يمكن أن نشارك فيه.

٢- مصر عازمة على العمل مع ترامب للتوصل لسلام منشود قائم على حل الدولتين.

٣- ما يتردد حول تهجير الفلسطينيين لا يمكن أبدًا التساهل أو السماح به لتأثيره على الأمن القومى المصرى.

٤- مصر حذرت فى بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلًا ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك.

٥- هناك حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها والرأى العام المصرى والعربى والعالمى يرى أن هناك ظلمًا تاريخيًا وقع على الشعب الفلسطينى طوال ٧٠ سنة.

٦- سبق تهجير الفلسطينيين بدعوى أنها هجرة مؤقتة إلى أن يعودوا مرة أخرى ولم تتم إعادتهم حتى الآن.

٧- الشعب المصرى مستعد للخروج لقول لا ورفض مخطط التهجير إذا ما طلب منه ذلك.

٨- لن يتغير رأى مصر أو الأمة العربية فى رفضهم للتهجير لأنه سيؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا لن يحدث سواء كنت موجودًا رئيسًا لمصر أو غير موجود.

الرسالة وصلت بوضوح للرئيس الأمريكى وأعتقد أنه سيتراجع عن مطالبته بتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، خاصة أنه فى ٢٠ يناير الحالى أكد فى خطاب تنصيبه الرئاسى حرصه على فرض السلام فى العالم وخاصة فى الشرق الأوسط وتطلعه للفوز بجائزة نوبل للسلام.

ما حدث هو مجرد زوبعة فى فنجان ستنتهى سريعًا، ضمن سياسة الاحترام المتبادل بين الرئيسين المصرى والأمريكى ولصالح شعبيهما.

حفظ الله مصر وأعان الشعب الفلسطينى المناضل على تحمل ومقاومة ما يحاك ضده من قوى الشر.