اغتيال نصر الله يفضح إسرائيل.. تستخدم الأسلحة الفتاكة فى الأماكن المدنية
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن ما حدث في لبنان ليل الجمعة، واغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بعد إسقاط إسرائيل 80 طنًا من القنابل الفتاكة على مقر إقامته، يكشف عن استعداد الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام أسلحة فتاكة واسعة المدى والقنابل الضخمة من أجل تحقيق أهدافها العسكرية حتى في المناطق الحضرية التي تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ما يعني أنه يمكن أن يتكرر نفس السيناريو في غزة.
واعترف مسئولون أمريكيون بأن إسرائيل تخاطر بحياة المدنيين أكثر من الولايات المتحدة، التي كانت تتخذ قرارات الاغتيال خارج الحدود بدقة عالية للغاية لا يسقط معها المدنيون، من خلال الاستعانة بفرق من القوات الخاصة على الأرض مقترنة بدعم جوي وثيق، بدلًا من الضربات الجوية التي لا تفرق بين المدني والمقاتل.
قال ويس براينت، الرقيب المتقاعد ومسئول الهجوم المشترك للعمليات الخاصة في سلاح الجو الأمريكي: "إسرائيل تتمتع بتسامح كبير مع الخسائر المدنية الهائلة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأهداف عالية القيمة مثل قيادة حزب الله أو قيادة حركة حماس".
قصف إسرائيل للمناطق الحضرية يضعها في دوائر الاتهام الدولية
وأضافت الصحيفة أنه خلال الصراعات السابقة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدارج مطار بيروت، إلى جانب المناطق السكنية في بيروت، ومحلات البقالة، ومحطات الوقود والبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد، وعانى لبنان من أزمة اقتصادية في السنوات التي تلت ذلك، ما جعله على وشك أن يصبح دولة مفلسة، مع القليل من الموارد لتحمل حرب أخرى.
وأشارت إلى أنه في الصراع الأخير، دفعت موجات الغارات الجوية الإسرائيلية الآلاف إلى الفرار شمالًا والتدفق إلى المدينة، حيث نزح حوالي 200 ألف شخص في لبنان، وفتحت الغارة الجوية التي اغتالت حسن نصر الله مرحلة أخرى في الصراع، ونشرت الخوف والهلع بين عامة الناس.
وأضافت أنه بعد الضربة، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إشعارات على وسائل التواصل الاجتماعي تحذر سكان مناطق معينة من جنوب بيروت من مغادرة مبانيهم، باستخدام أحد الأساليب الوحشية للحرب في غزة، حيث شردت المدنيين أثناء دخولها لضرب حماس.
وأضافت الصحيفة أن آلاف اللبنانيين لم تصلهم التحذيرات، لكنهم فروا ببساطة من جنوب بيروت بعد ضربات يوم الجمعة خوفًا، في أعقاب الضربة التي استهدفت نصر الله، حاملين حقائب الظهر والأكياس وتدفقوا إلى وسط بيروت بينما ركب آخرون السيارات واتجهوا شمالًا.
ومع شروق الشمس، تجمعت العائلات معًا في ساحة الشهداء، وهي ساحة خرسانية في وسط بيروت بالقرب من البرلمان اللبناني وعلى بعد خطوات من الحانات والنوادي الليلية التي يرتادها النخبة في بيروت. جلس البعض على ألواح من الرغوة البلاستيكية بينما صنع آخرون خيامًا من الصفائح البلاستيكية لحماية أنفسهم من الشمس.
قالت فضلة قاسم الشيخ البالغة من العمر 42 عامًا، والتي جلست مع عائلتها على درجات مسجد محمد الأمين على حافة ساحة الشهداء، صباح يوم السبت، بعد فرارها من جنوب بيروت: "لقد اهتزت الأرض تحت أقدامنا، كيف يمكنهم إسقاط 20 طنًا من القنابل على النساء والأطفال؟".