80 طن قنابل وأعمدة برتقالية.. أسرار اللحظات الأخيرة قبل اغتيال نصر الله
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أسرار اللحظات الأخيرة قبل اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ليل يوم الجمعة، باستخدام 80 طن من القنابل، حيث كان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي خطابه في الأمم المتحدة في قاعة شبه فارغة عكست عزلته الدولية المتزايدة، ومنح جيش الاحتلال الضوء الأخضر للعملية من مقر الأمم المتحدة.
وبحسب مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، فإن جيش الاحتلال أسقط 80 طن من القنابل على مقر قيادة حزب الله، الذي كان يجتمع فيه الأمين العام حسن نصر الله مع قادته، واعتمد جيش الاحتلال على سلسلة من الانفجارات المتزامنة والمترابطة لاختراق المخبأ تحت الأرض.
وتابعت الصحيفة أنه بعد انتهاء الهجوم لاحت في الأفق أعمدة دخان برتقالية غريبة سيطرت على سماء العاصمة اللبنانية بيروت، وكان نصر الله وقادته تحت الأنقاق بعد قيادته للجماعة اللبنانية الأقوى لأكثر من 3 عقود.
اجتماع سري
وأضافت أن اغتيال نصر الله يترك قيادة حزب الله أقوى جماعة مسلحة في العالم فارغة، وبعد وفاته، تكون إسرائيل قد اغتالت جيل كامل تقريبًا من قادة حزب الله وترك الجماعة في حالة فوضى وارتباك مؤقت.
وزعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي ضربت لبنان بأكثر من 2000 غارة جوية في الأيام الأخيرة، إن حملتها العسكرية تهدف إلى إنهاء هجمات حزب الله على شمال إسرائيل والتي أجبرت عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الإخلاء من منازلهم، حيث استشهد قرابة 1000 لبنان في هذه الضربات.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل بدأت التصعيد بتفجير أجهزة البيجر واللاسلكي المملوكة لأعضاء حزب الله، وبعدها شنت عدة غارات جوية لاغتيال قادة حزب الله والتي انهتها باغتيال نصر الله، وكان هجومها هو أكبر عدد من الغارات الجوية التي يشنها الاحتلال على مدينة رئيسية في التاريخ الحديث.
وكشف مسؤول أمني إسرائيلي، أن المسؤولون في حكومة الاحتلال بدأوا في مناقشة إمكانية اغتيال نصر الله بجدية خلال الأيام الأخيرة، وتم الاستعداد للأمر قبل العملية بساعات قليلة، حيث علمت المخابرات الإسرائيلية باجتماع نصر الله وقادته في المقر السري الموجود في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر للعملية قبل دقائق من إلقاءه خطابه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي بدت قاعتها فارغة خلال الخطاب بعد أن غادرت الوفود العربية والغربية القاعة خلال كلمة نتنياهو.
وتابعت أن في واشنطن، كان هناك إحباط كبير من التجاوز الإسرائيلي لكافة الخطوط الحمراء في الشرق الأوسط، والتي من شأنها إفساد كافة محاولات وقف التصعيد، وقال مسؤولون أميركيون إنهم لم يتم إبلاغهم مسبقًا بالضربة، وهو الأمر الذي أعرب عنه وزير الدفاع لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، وفقًا لمسؤول مطلع على المكالمة.