حزب الله يفتح أبواب الجحيم.. وول ستريت: إسرائيل قد تواجه مصير 2006 مجددًا فى لبنان
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل قد تواجه هزيمة مذلة في لبنان في حال أقدمت على الغزو البري دون الأخذ في الاعتبار القدرات العسكرية الكبرى التي لا يزال يتمتع بها مقاتلو "حزب الله"، بغض النظر عن اغتيال قادته وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله.
حرب 2006
وتابعت الصحيفة أنه في حين دفع "حزب الله" ثمن غطرسة إيران، فإن إسرائيل تخاطر الآن بالوقوع في نفس الخطأ، خصوصًا مع اقتراب غزوها البري لجنوب لبنان، حيث تسبب الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982 إلى إنشاء "حزب الله" من الأساس.
وأضافت أنه قبل 32 عامًا اغتالت إسرائيل عباس موسوي، الأمين العام لحزب الله، واعتقدت أنها قضت على "حزب الله"، ولكن جاء "نصرالله" الذي ألحق بإسرائيل هزيمة مذلة في عام 2000 ترتب عليها انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من جنوب لبنان، وتكرر الأمر في عام 2006.
وأشارت إلى أن التاريخ يُعيد نفسه اليوم، فعلى الرغم من اغتيال "نصرالله" والعديد من القادة، إلا أن "حزب الله" لا يزال يحتفظ بعشرات الآلاف من المقاتلين ذوى الخبرة في القتال واستخدام ترسانة الأسلحة الفتاكة، بغض النظر عمن يقود الجماعة اللبنانية، ويمكن أن يُلحق بإسرائيل خسائر كبرى في التضاريس المعقدة التي تتميز بها جنوب لبنان، ويعرفها عن ظهر قلب كل لبناني.
وحذرت كسينيا سفيتلوفا، عضو البرلمان الإسرائيلي السابقة وزميلة بارزة غير مقيمة في المجلس الأطلسي، من أن "حزب الله لا يستطيع الانتظار حتى تبدأ إسرائيل في العمل على الأرض في جنوب لبنان، لأن تلك اللحظة قد تصبح نقطة تحول بالنسبة لهم، وفرصة ذهبية للجماعة من أجل العودة مرة أخرى واستعادة الدعم الشعبي والمجتمعي اللبناني والعربي".
وأضافت الصحيفة أنه في حين يدرك القادة الإسرائيليون مخاطر القتال البري، ويتذكرون خسائر الحملة في عام 2006، فإن المشكلة السياسية هي أن الهدف المعلن لإسرائيل من هذه الحرب عودة نحو 60 ألف إسرائيلي نزحوا بسبب هجمات "حزب الله" من مناطق على طول الحدود، ولكن هذا الهدف من الصعب تحقيقه بالقوة الجوية وحدها.
وأشارت إلى أنه على الرغم من الضربات الأخيرة، يرفض "حزب الله" وقف إطلاق النار عبر الحدود دون موافقة إسرائيل أيضًا على وقف إطلاق النار مع حماس في غزة.
ويقول إيال زيسر، المتخصص في شئون المنطقة ونائب رئيس جامعة تل أبيب: "لا يمكن لحزب الله أن يتوقف بهذا الشكل لأن النهاية ستكون هزيمة مهينة لهم لن يقبلوها".
بينما قال مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة الاستشارات "لو بيك إنترناشيونال": "ما يحدث الآن نقطة تحول في حزب الله وعلاقته مع إيران، التي تواجه الآن موقفا صعبا للغاية في الشرق الأوسط، مع معضلة اضطرارها للدفاع المحتمل عن حزب الله".
وأكد المحللون العسكريون أن الغريب في الأمر أن إيران تستخدم نفس أجهزة الاتصالات التي يعتمد عليها "حزب الله" في اتصالاته، وكان يمكن لإسرائيل أن تخترق هذه الشبكات بشكل مماثل كما حدث مع "حزب الله".
وفي هذا السياق، قال ولي ناصر، أستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز ومستشار سابق في وزارة الخارجية الأمريكية: "مع محاولة الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، القيام بهجوم ساحر في الغرب واحتمال العودة إلى المفاوضات النووية التي من شأنها أن تخفف العقوبات على الاقتصاد الإيراني المنهك، من المرجح أن تمتنع طهران عن العمل المباشر نيابة عن حزب الله، أو الدخول في حرب مباشرة مع الغرب وإسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن "حزب الله" لم ينتهِ، ولن ينتهي بهذه الطريقة أو السهولة، قدرات المقاومة اللبنانية لا تزال سليمة، ويمكن أن يتجاوز مقاتلو الحزب كافة خطوطهم الحمراء إذا ما قررت إسرائيل الغزو البري.