رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طوفان العودة يصدم الإسرائيليين!!

طوفان العودة، أول مشهد يحدث فى تاريخ القضية الفلسطينية، ويراه العالم على الهواء.. فكثيرًا ما شاهدنا مثل هذه الجحافل البشرية، منذ نكبة 1948، وما تلاها من حروب مع إسرائيل، ولكنها كانت نحو الخارج، هربًا من الموت الذى يهوى من السماء على رءوس الفلسطينيين، بنيران الجيش الإسرائيلى.. كان الإسرائيليون يتوقعون عودة عدد قليل جدًا من النازحين إلى شمال غزة، الذى تم تدمير كافة مقومات الحياة فيه، لكنهم صدموا بعودة مئات الآلاف، بينما لم يعد سكان غلاف غزة من الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، رغم عدم وجود أى خطر يهددهم.. كما أن تفكيك محور نتساريم، وانسحاب قوات الاحتلال منه، كان له وقع كبير على الإسرائيليين، نظرًا لما يمثله هذا المحور من قيمة بالنسبة لهم.. بل، لم يكن مشهد مئات آلاف الفلسطينيين العائدين لشمال قطاع غزة مشيًا على الأقدام، تأكيدًا على تمسكهم بأرضهم وحسب، ولكنه كان أيضًا كسرًا لمشروع الاستعمار الذى كان مُعدًا للقطاع، كما رأى محللون سياسيون.. وربما يكون ردًا فلسطينيًا على اقتراح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بتهجير أهل القطاع إلى مصر والأردن.. ففى مشهد غير مسبوق فى تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، عاد ثلاثمائة ألف نازح، من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله، فى أول يوم لانسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع.. مشهد، كان دليلًا على نهاية مشروع استعمار شمال القطاع الذى خطط له اليمين الإسرائيلى، كما أنه أحيا حلم العودة الكبير لكافة الفلسطينيين، الذين هُجِروا من أراضيهم على مدار الصراع.
هذه هى المرة الأولى فى تاريخ الصراع، كما قلنا، التى يعود فيها مئات آلاف الفلسطينيين إلى بيوتهم التى خرجوا منها، لتعكس هذه العودة تمسك الفلسطينيين بأرضهم، على نحو يتعارض مع النظرة الإسرائيلية، التى كانت تعتقد أن الفلسطينيين يمكنهم التفريط فى أرضهم، لو أنهم وجدوا فرصة للسفر.. ولعل هذه الصدمة، هى التى دفعت الشارع الإسرائيلى للصمت عن هذه المشاهد، لأنه أصبح الآن مهتما بعودة الأسرى، كما صدمت إسرائيل المظاهر التى أكدت منذ اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق، أن حماس لا تزال قوية سياسيًا، بعد خمسة عشر شهًرا من الحرب.. وبسبب هذه المشاهد التى لم تكن إسرائيل تتوقعها، سياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا، لم يجد نتنياهو نفسه قادرًا على الخروج والحديث للناس فى إسرائيل، خصوصًا أنه تجاوز الخطوط الإسرائيلية الحمراء، المتمثلة فى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب من أرض بعد احتلالها.
فى المقابل، لا يوجد فى غزة من يلوم المقاومة لما فعلته فى السابع من أكتوبر 2023، لأنهم يدركون أن الاحتلال، وليست حماس، هو المسئول عن قتلهم وتدمير بيوتهم ومحاولات تهجيرهم.. وبغض النظر عن الخلافات السياسية بين الغزيين وحماس، إلا أن السكان مؤمنون بأن المقاومة أنجع من السلام الذى يقضم 20% من القطاع، بينما التهجير يتم فى الضفة الغربية دون أى اكتراث.. وقد خلقت هذه الحرب صورة جماعية للمقاومة وللشعب الفلسطينى، بينما كانت إسرائيل تُصور الصراع على أنه معركة بينها وبين حماس فقط.. ولن ينس الإسرائيليون أن جنودهم غادروا محور نتساريم أو ما يسمى بـ«مَفْرَق الشهداء»، الذى أقامه جيش الاحتلال ليفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة، وهم يذرفون الدموع، ويشعرون بأن ما فعلوه لأكثر من عام بغزة «يذهب هباء».
●●●
كان للطوفان البشرى الذى زحف من جنوب ووسط قطاع غزة إلى شماله، ارتداداته على الداخل الإسرائيلى، وسط تفسيرات وتأويلات مختلفة، كما كان لعملية «طوفان الأقصى» تداعياتها الكبيرة على المجتمع الإسرائيلى.. وللمفارقة، كان القاسم المشترك فى المشهدين، هو توجيه أصابع الاتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وتحميله المسئولية عما حدث، وتعالت أصوات فى معسكر اليمين المتطرف، تنادى بالعودة إلى الحرب فورًا واحتلال القطاع.. وكما أثارت مشاهد ظهور مقاتلى حماس مجددًا فى القطاع، أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات فى الدفعتين السابقتين، حفيظة قطاع من الإسرائيليين، جاء مشهد عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، ليطرح العديد من علامات الاستفهام، بشأن السردية الإسرائيلية للأهداف المُعلنة للحرب، التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة، بدءًا من السابع من أكتوبر 2023.. كتبت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، أن القدرة على منع الفلسطينيين من التوجه من جنوب غزة إلى شمالها، كانت أكبر ورقة ضغط تملكها إسرائيل على حماس، وكانت إحدى النقاط الشائكة فى المفاوضات على مدار الأشهر القليلة الماضية.. لقد حاولت إسرائيل، فى الأسابيع التى سبقت توقيع صفقة التبادل، دفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين جنوبًا، من جهة للعمل بحرية ضد حماس فى المناطق الشمالية من القطاع، ومن جهة أخرى للضغط على قادتها للموافقة على الصفقة.. وأعادت الصحيفة التذكير بوعد ردده مسئولون إسرائيليون لعدة أشهر، «لن نسمح للناس بالخروج بحرية من الجزء الجنوبى إلى المنطقة الشمالية»!!.. لكن المشاهد التى بثت على الهواء مباشرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تستطرد الصحيفة «تُظهر أن هذا الوعد كان ضربًا من الخيال.. فالناس يتنقلون بحرية، مع رؤية مقاتلى حماس على طول الطريق».
وأشارت الصحيفة إلى وجود بند فى اتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم توقيعه قبل أسبوعين، ينص على تفتيش المركبات، «لكن من الصور على الأرض، فإن هذا لا يحدث بالضبط.. حتى لو تم تطبيقه فى نهاية المطاف، فقد تحرك المقاتلون بأسلحتهم دون أن يتم تفتيشهم، الأمر الذى سيغير المشهد فى شمال القطاع، الذى عمل الجيش الإسرائيلى بلا كلل لتنظيفه من حماس».. بل إن الصحيفة شككت فى قدرة تل أبيب على العودة للحرب، بنفس القوة التى كانت عليها قبل أسابيع، قائلة إن تلويح المسئولين الإسرائيليين باستئنافها، «قد يكون صحيحًا، لكن المشهد سيكون مختلفًا تمامًا عما تركوه عليه، مع تفكيك ممر نتساريم، وعودة جنود الجيش الإسرائيلى للقتال فى مناطق ستكون مليئة بالفلسطينيين.. ومن يدرى كم من المقاتلين هناك؟».. وتطرقت إلى ما هو قادم من مفاوضات، معتبرة أنه «بعد إطلاق سراح بعض الرهائن السبت المقبل، ستفقد إسرائيل المزيد من أوراق الضغط، مع السماح لخمسين جريحًا من حماس يوميًا، بمغادرة القطاع عبر معبر رفح.. ومع تبقى أكثر من أربعة أسابيع على انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، لا يوجد ما يمنع حماس من العودة إلى حيلها القديمة، وتلاعبها عندما يتعلق الأمر بالإفراج عن الرهائن».. وتساءلت عن النفوذ الذى سيكون لدى إسرائيل، عندما تبدأ محادثات المرحلة الثانية الأسبوع المقبل، فى اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار، لحمل حماس على توقيع اتفاق يعيد جميع المحتجزين إلى ديارهم؟.. وكذلك ألقت صحيفة «هآرتس» الضوء على مشهد عودة الفلسطينيين إلى الشمال، وركزت على الرغبة الجامحة لدى هؤلاء الأشخاص، فى عدم ترك ديارهم، حتى بعد ما لحق بها من دمار كبير على مدار الأشهر الماضية.
من جانبها، وصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الطوفان البشرى الذى انطلق سيرًا على الأقدام مع إزالة الحواجز الإسرائيلية، التى قسمت القطاع على مدار أكثر من عام، بأنه «طابور مثقل بالمشاعر المختلطة بالفرحة والخوف»، على طول الساحل بموازاة البحر المتوسط، وكذلك اصطفاف المركبات عبر طريق آخر.. إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين المتجهين إلى الشمال، يدركون تمامًا أنهم سيعودون إلى ما هو أكثر من مجرد أطلال، لكنهم أرادوا نصب الخيام على أرضهم، بعد أشهر طويلة من التنقل بين مخيمات النزوح المزدحمة فى جنوب القطاع.. واستشهدت ببيانات الأمم المتحدة، التى تشير إلى أن أكثر من ثمانين ألف مبنى تضرر أو دُمر، فى هذه البقعة من القطاع الساحلى.. وفى الوقت الذى تثار فيه تكهنات، بشأن مدى صمود اتفاق وقف إطلاق النار واستكمال مراحله، وصولًا إلى نهاية الحرب، التى استمرت طيلة نحو خمسة عشر شهرًا، وخروج الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بمقترح لنقل ما يصل إلى 1.5 مليون فلسطينى إلى الأردن ومصر، وهو المقترح الذى لاقى ترحيبًا من معسكر اليمين المتطرف فى إسرائيل، الذى يعارض اتفاق وقف إطلاق النار، بما فى ذلك وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذى جدد دعوته لاحتلال إسرائيل لغزة وإقامة حكومة عسكرية، بعد مشاهدة العودة الكبيرة للفلسطينيين إلى شمال القطاع.. إلا أن المشهد الذى رسمه الفلسطينيون بأجسادهم، لدى عودتهم إلى منازلهم، كان «ردًا واضحًا وضوح الشمس، على أولئك الذين ما زالوا يتآمرون لاقتلاع الفلسطينيين من وطنهم».
●●●
لكن محللين سياسيين، ومنهم مراد حرفوش، الخبير فى الشئون الإسرائيلية، يؤكدون أن عودة النازحين الفلسطينيين إلى المحافظات الشمالية من قطاع غزة، رغم أنها مدمرة، تعتبر دليلًا واضحًا بأن هناك صعوبة فى عودة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى قطاع غزة.. فعودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، ستزيد من صعوبة القتال وإمكانية عودة الحرب، وبالتالى ستُضعف من المناورة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لتبرير ذلك، مع أنه يكرر الحديث عن حصوله على ضمانات من الولايات المتحدة الأمريكية فى العودة للقتال؛ من أجل إرضاء اليمين الإسرائيلى والائتلاف الحكومى الشريك فى الحرب والعدوان على غزة.. مشهد عودة الفلسطينيين يدلل على أنه لا يمكن إعادة احتلال قطاع غزة، ولا يمكن تحقيق أهداف هذه الحرب، وأن نتنياهو فشل فى تحقيق الأوهام التى روَّج لها داخل المجتمع الإسرائيلى والإعلام العالمى، لأن الإعلام الإسرائيلى نفسه، وصف مشاهد العودة، بأنها هزيمة سياسية وعسكرية للاحتلال الإسرائيلى. 
لقد سار الفلسطينيون لساعات طويلة، مُحملين بكل ما استطاعوا حمله من ملابس وأغطية.. ابتسم كثيرون منهم، وعانق بعضهم أحباءهم الذين لم يروهم منذ شهور.. وملأ مئات الآلاف من الفلسطينيين الطريق الساحلى الرئيسى فى غزة، وهم يتدفقون عائدين إلى منازلهم فى الشمال.. كان المزاج مُبهجًا، على الرغم من أن كثيرين كانوا يعرفون أن منازلهم دُمرت فى الهجمات الإسرائيلية، والتى سوت أجزاء كبيرة من مدينة غزة والشمال المحيط بها بالأرض.. وقالوا إن المهم هو العودة، لمنع ما كان يخشى كثيرون أن يكون طردًا دائمًا من منازلهم.. وقالت إحدى العائدات إلى مدينة غزة مع عائلتها، «بالعودة نحن منتصرون».. وقال ثانٍ، «خيمة هنا أفضل من خيمة هناك»، بينما قال ثالث، «كنا نعتقد أننا لن نعود مثل أجدادنا»، حيث كان أجداده من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين طردوا مما يعرف الآن بإسرائيل، خلال حرب 1948، التى أعقبت تأسيس الكيان الصهيونى.. وغنت امرأة عجوز، وهى تُدفَع على كرسى متحرك، أغنية فلسطينية تقليدية عن الصمود، يعود تاريخها إلى عام النكبة، «قفوا إلى جانب بعضكم البعض، يا شعب فلسطين، قفوا إلى جانب بعضكم البعض.. لقد رحلت فلسطين، لكنها لم تودعكم وداعًا أخيرًا».. غنت بابتسامة على وجهها، ثم أضافت، «الحمد لله.. نحن عائدون إلى ديارنا، بعد كل هذا الخراب والجوع والمرض».
كان مشهد اللاجئين وهم يحملون أمتعتهم على الأقدام مؤثرًا بالنسبة للفلسطينيين، ومثيرًا للقلق بالنسبة للإسرائيليين، الذين يخشون العواقب الأمنية المترتبة على إعادة توطين سكان شمال غزة.. ومع عدم وجود القوات الإسرائيلية فى المنطقة، هناك مخاوف متزايدة من أن تستعيد حماس السيطرة وتشكل تهديدًا متجددًا لإسرائيل.. قبل الحرب، كان شمال غزة موطنًا لنحو مليون شخص، ويحده مجتمعات إسرائيلية تُعرف باسم «غلاف غزة».. وقد استهدفت حماس هذه المناطق لأكثر من عقدين من الزمان، وخصوصًا منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005.. وكانت مدن جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا الفلسطينية، بمثابة معاقل لحماس فى السابق، وكانت مواقع انطلاق هجومها فى السابع أكتوبر 2023، أحد أكثر الصراعات دموية فى المنطقة فى السنوات الأخيرة.. ويرى منتقدو وقف إطلاق النار، أن السماح للفلسطينيين بالعودة إلى هذه المناطق، يعرض إسرائيل للخطر.. وهم يدعون إلى الحفاظ على منطقة عازلة غير مأهولة على طول الحدود.
وهنا، يقول الدكتور هاريل تشوريف، من مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، «كل شىء قابل للعكس.. إذا كانت هناك حاجة عملية، فيمكن نقل السكان مرة أخرى»!!.. وفى معرض رده على المخاوف من أن إسرائيل قد لا تتمكن من استئناف القتال إذا فشل وقف إطلاق النار، قال تشوريف، «تتمتع إسرائيل الآن بحرية عملياتية أكبر بكثير مما كانت لتتمتع به، لو وافقت على وقف إطلاق النار بداية عام 2024.. وقد تم الوصول إلى هذه الحرية، من خلال قتل ما يقرب من عشرين ألف إرهابى من حماس، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية العسكرية، بما فى ذلك الأنفاق وورش التصنيع»، لكن الذى لا شك فيه، هو «أن حماس ستستغل هذا الوقت لإعادة بناء الأنفاق وتدريب المجندين الجدد».. وحذر العميد احتياط، نيتسان نورييل، المدير السابق لمكتب مكافحة الإرهاب فى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، من أن السماح للسكان الفلسطينيين بالعودة، من شأنه أن يحد بشدة من قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات عسكرية مستقبلية، وقال: «من المرجح أن يكون أى إخلاء مستقبلى لفترة زمنية محدودة للغاية، ولن يسمح للسكان بالتوجه إلى جنوب غزة.. كما سيحد ذلك من قدرة إسرائيل على استخدام القوة النارية، والقيام بعمليات برية أثناء وجود السكان المدنيين.. ستصبح قواعد الاشتباك البسيطة أكثر تعقيدًا».. المنطقة لا تبدو كما كانت من قبل، وهذا واضح.. لكن البنية التحتية العملياتية التى سيواجهها الجيش، تعنى أنه سيبدأ من الصفر، وهذا يشكل تحديًا كبيرًا.
●●●
■■ وبعد..
فى ظل صمود وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس، لا تواجه إسرائيل تحديات عسكرية فحسب، بل وأيضًا تحديات سياسية.. فالحكومة، التى تعهدت بتفكيك حماس، سوف تواجه ضغوطًا هائلة، سواء على المستوى المحلى أو الدولى، إذا ما قررت استئناف العمليات العسكرية فى غزة.. وقد يتبين أن هذه الضغوط تشكل تحديًا أعظم من الحرب نفسها!!.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.