بعد اغتيال نصرالله.. الكوماندوز الإسرائيلى كلمة السر فى اختراق حزب الله
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن تفاصيل ما حدث بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، فضلًا عن كيفية اختراق إسرائيل شبكات حزب الله السرية بعد 18 عامًا من الهزيمة المذلة لإسرائيل في جنوب لبنان، من خلال إدخال قوات كوماندوز إسرائيلية سرية للبنان للتجسس.
وقال مسئولون أمريكيون وإسرائيليون حاليون وسابقون إن بايدن أجرى اتصالًا مع نتنياهو، وأخبره أن اغتيال حسن نصرالله من شأنه أن يشعل حربًا إقليمية وطلب منه أن يوقف نيرانه على الحدود اللبنانية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس السبت عن اغتيال حسن نصرالله، بعد أن أسقطت طائرات حربية أكثر من 80 قنبلة على أربعة مبانٍ سكنية في لبنان، حيث كان يعقد زعيم حزب الله لأكثر من ثلاثة عقود اجتماعاته مع كبار مساعديه، ولم يتم إبلاغ بايدن مسبقًا بالضربة، ما أثار استياء البيت الأبيض.
تفاصيل اختراق إسرائيل شبكات حزب الله السرية
وأكدت الصحيفة أن النتيجة الأكثر بروزًا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة كانت مدى نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد موقع نصرالله واختراق الدائرة الداخلية لحزب الله، وفي غضون أسابيع، قضت إسرائيل على الرتب العليا والمتوسطة في حزب الله وتركت الجماعة اللبنانية في حالة من الارتباك.
وتابعت أن هذا الاختراق لشبكات حزب الله السرية، كان نتيجة مباشرة لقرار البلاد بتخصيص المزيد من موارد الاستخبارات لاستهداف حزب الله بعد حربها عام 2006 التي تفوقت فيها الجماعة اللبنانية.
وأضافت أن إسرائيل أمضت سنوات طويلة بعد هذه الحرب، من خلال جمع كافة المعلومات الاستخباراتية عن حزب الله من جميع أنحاء العالم، واستثمار الكثير من الجهد وأحدث تكنولوجيا التجسس في الموساد والاستخبارات العسكرية لعلاج أوجه القصور التي تسببت في هزيمة 2006.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أنشأت الوحدة 8200، في وكالة استخبارات الإشارات الإسرائيلية، والتي كُلفت ببناء أدوات سيبرانية متطورة لاعتراض الهواتف المحمولة لحزب الله وغيرها من الاتصالات بشكل أفضل، وأنشأت فرقًا جديدة داخل صفوف القتال لضمان نقل المعلومات القيمة بسرعة إلى الجنود والقوات الجوية.
وتابعت أن إسرائيل بدأت أيضًا في إرسال المزيد من الطائرات بدون طيار وأقمارها الصناعية الأكثر تقدمًا فوق لبنان لتصوير معاقل حزب الله بشكل مستمر وتوثيق حتى أصغر التغييرات في المباني.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل استغلت قرب لبنان لصالحها لإدخال قوات كوماندوز سرية إلى عمق البلاد لإجراء مهام استخباراتية حساسة.
وتابعت أن هذا النجاح لن يكتمل في الغزو البري، لأن تضاريس جنوب لبنان، ومواجهة أشرس مقاتلي حزب الله وجهًا لوجه أمر لن يكون بالسهل بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا أن فصائل المقاومة دائمًا ما تكون مرنة وسريعة التكيف مع التغيرات التي تحدث في قادتها.