إذلال إسرائيل.. عودة النازحين إلى شمال غزة يربك الاحتلال ويحبط مخططات التهجير
منذ ساعات الصباح الأولى، بدأت تتدفق من قطاع غزة صور ومقاطع فيديو تُظهر أعدادًا هائلة من النازحين يتجهون نحو شمال القطاع، وسط السيارات المحملة بالمعدات والأشخاص الذين يسيرون على طول طريق الساحل، يتجول أطفال يحملون الطبول، وآخرون يحتفلون بما وصفوه بـ"إذلال إسرائيل"، حسبما نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية.
احتفالات في غزة ولبنان بعودة النازحين
وتابعت القناة أنه في الوقت نفسه، شهد جنوب لبنان احتفالات مماثلة، فبعد الإعلان عن تمديد وقف إطلاق النار، خرج اللبنانيون في مسيرات حاملين أعلام حزب الله، واستقبل آخرون صورًا للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مع عودتهم إلى بلدات بنت جبيل ومرجعيون.
وفي بلدة حولا بجنوب لبنان، عاد السكان إلى قريتهم في مسيرة رفعوا خلالها أعلام حزب الله، حيث تأتي هذه الاحتفالات في لبنان على خلفية تمديد وقف إطلاق النار والتحديات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلية في المنطقة، بدعم من حزب الله.
شجع الحزب سكان القرى على مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي، الذين بقوا في المنطقة بتوجيه من المستوى السياسي وبدعم من الولايات المتحدة، وأطلق جنود الاحتلال النار لتفريق مئات المشاركين في "مسيرات استعراضية" حاولوا استفزازهم.
وصرح رئيس بلدية ميس الجبل قائلًا: "أصحاب الأرض مصممون على العودة إليها، ولا أحد في الكون يستطيع كسر تصميمهم".
وأضاف المحلل السياسي محمد صفي الدين: "المشهد في جنوب لبنان هو الصورة النهائية والحقيقية للحرب، حيث انكشف كل سرد الهزيمة".
وأشار صفي الدين إلى أن "آلة الإعلام حاولت تغيير مفاهيم النصر والهزيمة في حروب غير متكافئة، حيث إن الأشخاص الذين يقاومون قوة طاغية تتفوق عليهم بالسلاح والمال والدعم الأجنبي لا يُهزمون فقط بالدمار والقتل والخسائر".
وأكد أن بقاءهم بعد كل حرب يُعتبر هزيمة لعدوهم، هذه حقيقة أثبتتها كل معارك المقاومة عبر التاريخ مع المستوطنين والمحتلين.
وفي غزة، اعتبر العديد من المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي التطورات الصباحية "صورة للنصر".
وكتب أحد سكان غزة: العودة إلى الديار بعد عام ونصف، هذا مشهد يعكس انتصار الإرادة الفلسطينية، عندما يعود الفلسطينيون إلى منازلهم في شمال القطاع، رغم كل المحاولات لتهجيرهم قسريًا.
وأشار إلى أن هذه اللحظة ليست مجرد عودة إلى المنازل، بل هى انتصار يتفوق على خطط الاحتلال، ودليل على أن جذور الشعب الفلسطيني أعمق من كل محاولات الاقتلاع والقمع، العودة حق، والحق لا يُنسى، مهما طال الغياب.
وأشاد العديد من المعلقين بصمود سكان شمال القطاع، كما أشار أحد سكان القطاع: لولا صمود أهل شمال القطاع، لما تحقق مشهد النصر هذا، ولولا القتال العنيف الذي خاضه أهل الشمال لما عاد أحد.
وأضاف آخر: "لقد نزحت قسرًا إلى جنوب قطاع غزة، لولا صمود أهل شمال القطاع لما عُدنا لمنازلنا اليوم".