رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوشيتيد برس: موقف مصر والأردن أحبط مخطط تهجير سكان غزة

عودة سكان غزة إلى
عودة سكان غزة إلى الشمال

قوبل اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تستقبل مصر والأردن الفلسطينيين من قطاع غزة المدمر بالرفض القاطع يوم الأحد من قبل حليفي الولايات المتحدة إلى جانب الفلسطينيين أنفسهم، الذين يخشون أن إسرائيل لن تسمح لهم بالعودة أبدًا، حسبما نشرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

وتابعت الوكالة أن بيانات وزراتي الخارجية في مصر والأردن أحبطت مخططات ترامب بإخلاء قطاع غزة بشكل كامل.

وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن مقترحات ترامب لن تؤدي فقط إلى مخاطرة الإدارة الأمريكية بخسارة أكبر حلفاءها في الشرق الأوسط وهم مصر والأردن، ولكن الأمر سينتشر ويصل إلى دول الخليج التي ترفض أيضًا الفكرة .

وكان ترامب قد طرح الفكرة يوم السبت، قائلًا إنه سيحث زعماء البلدين العربيين على استقبال سكان غزة الذين أصبحوا الآن بلا مأوى إلى حد كبير، حتى "نقوم بتنظيف هذا الأمر بالكامل". 

وأضاف أن إعادة توطين معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد يكون مؤقتًا أو طويل الأمد.

وقال ترامب: "إنه موقع هدم حرفيًا الآن"، في إشارة إلى الدمار الهائل الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية الوحشية على مدار 15 شهرًا، والتي توقفت الآن بسبب وقف إطلاق النار الهش.

وقال ترامب: "أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية، وبناء مساكن في موقع مختلف، حيث يمكنهم ربما العيش في سلام للتغيير".

رفض عربي قاطع للتهجير

وبحسب الوكالة الأمريكية، أدانت حركة حماس والسلطة الفلسطينية الفكرة، وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للصحفيين إن رفض بلاده لنقل الفلسطينيين المقترح كان "حازمًا وثابتًا".

بينما قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن النقل المؤقت أو الطويل الأجل للفلسطينيين "يخاطر بتوسيع الصراع في المنطقة ويقوض احتمالات السلام والتعايش بين شعوبها".

وأوضحت الوكالة، أن مقترح ترامب يأتي بعد اتهام جماعات حقوق الإنسان إسرائيل بالفعل بالتطهير العرقي، والذي عرفه خبراء الأمم المتحدة بأنه سياسة صممتها مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإزالة السكان المدنيين من مجموعة أخرى من مناطق معينة "بوسائل عنيفة وملهمة للإرهاب".

وقال عمر شاكر، مدير إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، إن اقتراح ترامب، إذا تم تنفيذه، "سيكون بمثابة تصعيد مثير للقلق في التطهير العرقي للشعب الفلسطيني ويزيد من معاناته بشكل كبير".

وكان قد تم تهجير حوالي 700 ألف فلسطيني عام 1948 بالتزامن مع إنشاء دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، فيما عرف باسم "النكبة"، ورفضت إسرائيل السماح لهم بالعودة لأن ذلك كان سيؤدي إلى أغلبية فلسطينية داخل حدودها، ويبلغ عدد هؤلاء اللاجئين وأحفادهم الآن حوالي 6 ملايين، مع مجتمعات كبيرة في غزة، حيث يشكلون غالبية السكان، وكذلك الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل والأردن ولبنان وسوريا.

وينظر العديد من الفلسطينيين إلى الحرب الأخيرة في غزة، والتي تم فيها قصف أحياء بأكملها حتى أصبحت بلا مأوى وأجبر 90٪ من السكان على ترك منازلهم، باعتبارها نكبة جديدة، وهم يخشون أنه إذا غادرت أعداد كبيرة من الفلسطينيين غزة، فقد لا يعودون أبدًا.

وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أن مقترحات ترامب لن تجد أيضًا أي قبول لدى الفلسطينيين، حيث حاول الآلاف من النازحين العودة إلى شمال غزة متحديًا القرار الإسرائيلي بعدم العودة، في إشارة إلى الثقافة الفلسطينية بالتمسك للأرض لآخر نفس.

ورفضت مصر والأردن بشدة فكرة قبول لاجئي غزة في وقت مبكر من الحرب، عندما طرحها بعض المسؤولين الإسرائيليين، كما قاومت مصر ضغوط غربية غير مسبوقة من أجل قبول الفكرة، مؤكدة على أن تفريغ قطاع غزة من سكانه يدمر حلم الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

كما حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من العواقب الأمنية المترتبة على نقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، المتاخمة لغزة.

وتستضيف مصر أكثر من 9 مليون لاجئ من الدول العربية معظهم من سوريا والسودان التي مزقتها الحروب الأهلية، بينما يستضيف الأردن أكثر من 700 ألف لاجئ معظمهم من سوريا، أما الفلسطينيين فقد اندمجوا في الدول العربية.