رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد صلاح وكلب الهرم شخصية العام 2024

دون مقدمات ولا  تخمينات فإن شخصية العام ٢٠٢٤ لا تخرج عن اثنين من خلق الله- الأول بجدارة واستحقاق كلب الهرم، ويليه أيقونة النجاح الأسطورة محمد صلاح كابتن منتخب مصر وجناح ليفربول الطائر بأحلامنا إلى عنان السماء، وأحسب أن صلاح الذى أحبه كثيرًا سوف يتفهم عمدية وضع اسمه مع الكلب عنوان الوفاء، خاصة أنه من محبى الحيوانات الأليفة ولديه قطة، صرح زميله أرنولد غير مرة بأنه يخشى زيارة صلاح لأنه يخاف ملامسة القطط، أعرف أن صلاح لديه من الوعى الكاف حتى يتلقى الرسالة ودلالاتها.
كلاهما ساهما فى حجم التأثير عالميًا ومحليًا وقد تمكنا من ترويج اسم مصر فى الكرة الأرضية مجانًا ودون ثمة مقابل مادى.
كلب الهرم تفوق على هيئة الاستعلامات، ووسائل الإعلام المصرية وإعلانات هيئة تنشيط السياحة التى تتكلف عشرات الملايين، وتكفل بمفرده بالإعلان عن السياحة، وترويجها محتلًا الصفحات الأولى لكبريات الصحف العالمية جنبًا إلى جنب مع صور الملوك والرؤساء والشخصيات العالمية- فضلًا عن الزلزال الذى أحدثه فى السوشيال ميديا، وقد حصد الفيديو الخاص بالكلب ابن الكلب ملايين المشاهدات، وكاد الكلب المصرى الأصيل أن ينطق موجهًا رسالة للكرة الأرضية بتفرد مصر أثريًا بأهراماتها العجيبة وحضارتها المتفردة العظيمة- حتى فى كلابها متفردة. 
ومعلوم أن جنابه ينحدر من سلالة فرعونية، ولا يحتاج إلى عناية خاصة- على خلاف السلالات اللولو والجيرمن، وهى سلالات رقيقة لا تتحمل لفحات البرد، والتوعكات المرضية- كلبنا البلدى يتكيف بشكل كبير مع البيئة التى يعيش فيها أيًا كانت، ويبحث بنفسه عن أنواع الطعام، وهو بالتأكيد ليس من سلالة الكلاب المرفهة التى تتعاطى «الدراى فودز، والهابى تيلز»، خاصة أن كثيرين رجحوا بأن صعوده الإعجازى لقمة هرم خوفو على الأرجح كان بهدف البحث عن الطعام، لأنه قد يظفر بطائر أعلى الهرم الذى يوجد أعلاه جميع الطيور التى تحلق عاليًا، وقد تكون تاركة عشًا لها على سطح الهرم.
الكلب تقمص شخصية مهندس معمارى لأنه أدرك بحسه الهندسى أن خوفو أكبر فى الارتفاع من شقيقيه خفرع ومنقرع، وفجأة اهتمت وزارة السياحة بالكلب وزملاء سعادته، وشاهدنا جنابه بالببيون يلتقط الأجانب معه الصور السيلفى التذكارية، وتحول موقعه عند ساحة الهرم لمزار سياحى- رغم أن هذا الكلب وسلالته الأصيلة يتعرضون لملاحقات وإعتداءات وربما وُضع السموم فى طعامهم من قبل أُناس عديمى الرحمة- رغم الاحتفاء العالمى بالكلب المصرى- إلا أن الواقع يؤكد بأنه لا كرامة لكلب فى وطنه، ولا أبالغ إذا قرنت بين المواطن المصرى والكلب المصرى من حيث تحمل الصعاب والمشقة والعناء.  
ولا ينافس ذلك الكلب العبقرى غير حامل مفتاح السعادة «مو» صلاح، الذى جعل اسم مصر يتردد فى أرجاء المعمورة «Egyptian king» إيجبشين كينج، وهو الذى تتصدر صورته الصفحات الأولى فى كبريات الصحف العالمية محققًا أرقامًا مذهلة- متصدرًا هدافى الدورى الإنجليزى ومكسرًا كل الأرقام لأساطير كروية غير مسبوقة، فضلًا عن تفوقه الكروى فإن الشاب المستقيم أرسل للمجتمعات الأوروبية رسالة عميقة الأثر عن قدرات المصريين والخلق الطيب والشخصية المؤثرة والنبل الإنسانى، وهو ما يدعونا للعمل على استنساخ هذا النموذج الناجح المفعم بطاقة النجاح الإيجابية، وإرادة الترقى.
وآمل أن تستضيفه الهيئة العامة للكتاب على هامش معرضها المقبل؛ ليتحدث عن كيفية بناء أجيال من الشباب فى شتى الرياضات، خاصة كرة القدم- كيف نكون قادرين على إنتاج لاعبين بنفس جودة محمد صلاح، ولنبحث فى الحكاية بعمق لماذا ينجح المصرى فى بلاد الفرنجة؟ ولا ينجح بنفس القدر فى وطنه!، وإن كان الكلب المصرى عملها ونجح فى موطنه المصرى على خلاف الواقع المؤلم للناس فى المحروسة.