رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليس ربيعًا ولا بديعًا يا سعاد

كانت الفنانة الراحلة سعاد حسنى فتاة أحلامى فى زمن الصبا، وكنت أبتهج فرحًا بأغنيتها الاستعراضية- الدنيا ربيع والجو بديع، ولكنى الآن صرت أمقت هذه الأغنية التى تتغنى بالربيع وبديعه- والجو اللطيف وجماله- فى أعقاب ما بدا لى من مخرجات الربيع العربى- الذى صار خريفًا خرفانًا خرفًا، وصرت لا أطيق جمال وحسن سعاد حسنى- فضلًا عن مقاطعة أخبار الكابتن ربيع ياسين المدرب المصرى العبقرى- حتى ابن خالتى ربيع قاطعته، وأتجنب التواصل معه، وقد طلبت منه تغيير اسمه من ربيع إلى أى اسم آخر حتى أطبّع علاقتى به، وذلك عقب إثبات ما تم إثباته- فى أعقاب ما جرى فى سوريا الشقيقة معقل الجيش الأول فى زمن الوحدة الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا.

البعض يقولون إنه ربيع عبرى بامتياز، وقد تمددت إسرائيل فى مساحات شاسعة، وهى التى دعمت بناء سد النهضة لخنق مصر وإزعانها مائيًا وسياسيًا، وما كان لها أن تنفذ مبتغاها لو أن مصر عقب ٢٠١١ كانت فى حالتها الطبيعية، وقد أتيحت الفرصة للأحباش للبدء فى البناء، وقد كنا نتظاهر مع بدايات يناير ٢٠١١ كما نتنفس، وصار التظاهر أداة لتحقيق المطالب الفئوية، بداية من زيادة المرتبات، مرورًا بالترقيات والتعيينات، وربما احتجاجًا على مشكلات أسرية، وقد أدركت فاعلية الاحتجاج، وأعلنت غير مرة فى بيتنا عن أننى سوف أحتج على طشة الملوخية عديمة الرائحة، وتفريق زوجتى للشرابات الجوارب التى أرتديها- فى تلك الأثناء كان أهل المحروسة يتظاهرون على أنفسهم كما طفل صغير يبول على نفسه- حتى اتسعت رقعة الخلاف على اتساع الوطن- كما تلك الرقعة المستديرة على المراتب القطنية.

وتداعت حولنا دول وأخرجت جيوشًا من معادلة القوة العربية فى اليمن والعراق والسودان وأخيرًا سوريا، وقد أحسب أن ما جرى فى الأخيرة تأكيد على نجاح الربيع العبرى، وقد تحولت سوريا إلى أشلاء، وهى الدولة المصنعة المصدرة، التى خلت ميزانيتها من أى عجز ودون استدانة من الخارج- قبيل اندلاع حربها الأهلية.

يقولون سوشياليًا عقب سقوط سوريا إن الدور المقبل على القاهرة، ولهؤلاء أقول إن مصر لديها من المناعة ما حماها من قبل، وكان مخططًا لها ذلك، وما زال الجيش الذى هو أصله وتكوينه شعب مرابط- فى رباط إلى يوم الدين، يحميها من فيروسات التفتيت والتشتيت.

ويبقى التأكيد على أهمية التحصين وزيادة المناعة بخارطة أمل فى مستقبل ينتظر أجيالًا قادمة.