حسام حسن والمعركة الخفية بين الجنيه والدولار
رغم فوز حسام حسن فى المباراتين الأخيرتين على الرأس الأخضر وبتسوانا بالعلامة الكاملة- إلا أن ولاد الترلملم دعاة «الأجنبة» المعادين للتمصير- لم يعجبهم الفوز المقترن بمدرب مصرى وطنى حتى لو كان عميد لاعبى العالم، وأحد أبرز المواهب فى كرة القدم المصرية.
هكذا هاج «المتأجنبون» على ولدنا حسام حسن لمجرد أنه تحدث عن نموذج المصرى ذى الإرادة الحديدية، واستدعى حسام مشروع حفر قناة السويس كنموذج، وذلك فى معرض حديثه أثناء المؤتمر الصحفى عقب فوزه النظيف على الرأس الأخضر بثلاثية نظيفة متحبشة بفنون كرة القدم البرازيلية- المثلثات والتيكا تاك.
حسام حسن اختيار شعبى- اختيار الناس الذى يمكن الاستفتاء الشعبى عليه.
جربنا حظنا مع البرتغاليين الذين لم نعرف لهم منفعة سوى اكتشافهم للطريق البحرى من أوروبا إلى الهند، عبر رأس الرجاء الصالح فى المحيط الأطلنطى بمعرفة الرحالة المستكشف البرتغالى «فاسكو دا غاما» فى القرن الخامس عشر.
وقد فتحت البرتغال على إللى يعرفونا ماسورة مدربين ومساعدين ومعاونين ومدربى أحمال وحراس مرمى ومحللى أداء ورئيس لجنة حكام برتغالى- كان آخرهم فيتوريا راتبه ١٢٠ مليون جنيه سنويًا_ ربما نصف هذا الرقم ينفق منه على مراكز الشباب فى مصر قاطبة_ فضلًا عن برتيتة برتغالية «شفاطين للعملة الدولارية الصعبة» وجميع هؤلاء يوفر الإتحاد لهم السكن والسيارة والسائق الخاص، وتلبى لهم جميع رغباتهم بما فيها نوم العازب، وعجين الفلاحة.
ورغم أن طريق رأس الرجاء الصالح لم يعد صالحًا بحفر قناة السويس، وفشل المدربين البرتغاليين كما طريق رأس الرجاء الصالح- تحت تأثير نجاحات المدرب الوطنى- إلا أن المنتفعين والسماسرة يرفضون الاعتراف بالحقيقة.
الكابتن حسن شحاتة المصرى الوطنى الشريف حصد بمفرده ٣ بطولات متوالية من بين البطولات الإفريقية السبعة، ولا ينسى المصريون مباراة البرازيل فى كأس العالم للقارات وكيف تلاعب منتخب مصر بالبرازيل- فضلًا عن هزيمة مهينة لإيطاليا بطل العالم بكل نجومها- مع تفوق فى فنون كرة القدم والنتائج- لأن الرجل يبث فيهم روح الوطنية- لكن الفشلة المنتفعين مازالوا يمارسون فعل الإفشال للناجحين حتى يستعيدوا السبوبة.
رحم الله زويل الذى عرفنا أسباب فشلنا حينما تحدث عن الأجانب الذين ساهموا فى نجاحه قائلًا: إنهم يساعدون الفاشل حتى ينجح، ونحن نعيق الناجح حتى يفشل. والحق أقول بأن هؤلاء الفشلة لا يقرأون التاريخ.
لا أجد تفسيرًا لاختيار المدربين البرتغاليين بهذه الكثافة بخلاف أنهم ربما ماسكين علينا حاجة مشينة- أقصد «سيديهاية» أو أن البرتغاليين عاملين لإتحاد كرة القدم عمل بالصدة والصديدة وكره ما دونهم من المدربين، وتتوارد معلومات عن عرافة عارفة فى خزعبلات الأعمال تمكنت من عمل أعمال لكباتن مصر جمال علام وحازم إمام والحاج عامر حسين وبركات الذى لم تنفعه بركاته، ويتردد أن العمل معمول على ذيل حمل وفى قول آخر ذيل جمل- بكره المدربين المصريين، ويقال إن العمل مكتوب على جلد رقيق لمخاصى جدى أحمر اللون، وجرى طحنه فى هون نحاسى، وقامت العرافة بإذابته مع بول الإبل، وجرى سقايته للرباعى فى حفلة زار- علام وعامر وحازم وبركوته- حتى أنهم يرون المدرب الوطنى ذو وجه عابث- ربما غوريلا «شحرمونية»، ويقال بأن الرباعى يرتدى الملابس الداخلية «بالمقلوب» حتى لا ينفك العمل.
ورغم أن أولاد حسن- حسام وإبراهيم وفريقهم الوطنى يفوزون بالمباريات جميعها وبالعلامة الكاملة إلا أن أباطرة السبوبة يستأجرون ما يسمونهم بالإعلاميين الرياضيين ليمارسوا الشتيمة واستغلال أى كلمة أو حرف ينطق به لسان التوأم حتى ولو قالوا جميلًا فى لون الورد،، هم المعارضون بغير رحمة، وكأنهم يستكثرون على جوعى الفرح أن تكون كرة القدم.سببًا فى إسعادهم، وتراهم يجلسون على مصاطب يسمونها برامج فضائية تتصدرها مخلوقات فضائية، وهاتك يا تكسير وشتيمة فى الناجحين- لم ينجحوا فى الوقيعة بين الأسطورة محمد صلاح، وقد أدرك الأخير بذكاء شديد ما يحاك للفريق، وأمسك بتلابيب المؤامرة، وأخيرًا أشعلوا حرائق كثيفة النيران- على خلفية أزمة أحمد حجازى، وذلك على عكس مسلكهم مع المدربين الأجانب الذين يتقاسمون معهم الدولارات، وتراهم يبلعون لهم «الظلط» بينما يتمنون لحسام ثمة غلطة.
مشكلة حسام أنه لا يتمتع بلقب خواجة، ولأنه أصلع فقد شعره فى ظروف غامضة، ولأن عيونه ليست خضراء، وشعره ليس أصفر، فضلًا عن «إيمان ابننا حسام بأن إللى عندوش كرش ميسواش قرش» محافظا على مصريته التى يفقد جزءًا أصيلًا منها إذا فقد كرشه.
الأزمة الحقيقية أن تأتى بمدربين يتحدثون البرتغالية ولا يجيدون الانجليزية السائدة ولا العربية المكسرة، وتأتى لهم بمترجمين يفاقمون أزمة الإنفاق، ويمثلون حاجزًا منيعًا بينهم وبين اللاعبين- صلاح حينما ذهب إلى ليفربول كان يورجن كلوب المدرب السابق لليفربول يصر على إتقانه الإنجليزية حتى يسهل التفاعل بين المدرب ولاعبة، أتذكر المهندس إبراهيم محلب حينما قال لى بأن المترجم حاجز بينك وبين من تحدثه، وكان ذلك ردًا على سؤال لماذا المقاولون العرب ناجحة فى إفريقيا وخاصة الدول الفرانكفونية الناطقة بالفرنسية، وأجابنى: بأنه خريج مدرسة الليسية فرانسية وأنه يجيد الفرنسية كما أهل باريس ما يسر عليه مخاطبة رؤساء الدول بشكل مباشر، وحدوث حالة قبول جعلت المقاولون العرب فى منافسة كبيرة مع كبريات شركات المقاولات العالمية.
وأضاف أن المترجم مهما أوتى من إمكانيات لا يمكنه نقل إحساسك فضلًا عن الصوت المعبر والناقل للمفردات، وقد سمعت أبوتريكة فى أحد البرامج: يقول بأن الكابتن حسن شحاتة دخل مع لاعبيه فى حالة ثورة فى الفاصل بين شوطى مباراة البرازيل ومصر فى كأس القارات، وكان للدفعة الحماسية دور مؤثر فى تفوق المنتخب على البرازيل لعبا ونتيجة- رغم ضربة الجزاء الظالمة التى أهديت إليهم لتفوز البرازيل بفارق هدف ٤ البرازيل و٣ لمصر.
يا قيادات الجبلاية ارفعوا أيديكم عن حسام حسن- أوقفوا «التنطيت» وكونوا قانعين بموزة واحدة بالحلال- أفضل من «سباطة» موز بالحرام- مارسوا فعل الاحترام لاختيارات الناس، البلد تحتاج للعملة الصعبة فى هذه الأيام الصعبة- وفروا الدولارات لاستيراد الدواء والغذاء.
آمل أن ينتصر حسام حسن للجنيه على الدولار ولو مرة واحدة، وقد تلقينا هزائم من الدولار مما لا يحتمله اقتصادنا المنهك، وقد أحسب أن هزيمته أمام الجنيه واردة وبقوة إذا صدقت النوايا وغلبنا المصلحة الوطنية على مصلحة القرداتية.