فى عمق 20 كم فى الجولان.. ماذا يفعل الجيش الإسرائيلى فى سوريا؟
اعترف الجيش الإسرائيلي بأنه وصل إلى عمق يصل إلى 20 كيلومترا في الجولان السورية، وزعم أن الهدف من التواجد لن يؤدي بالضرورة إلى تطهير جميع القرى من الأسلحة، لكنه ليبقي التنظيمات المسلحة بعيدا عن الجولان، وبالتالي بعيدا عن إسرائيل، وهو ما طرح تساؤلات حول الجدوى الحقيقية من ذلك، وما إذا كان الجيش الإسرائيلي يدخل مغامرة غير ضرورية في سوريا.
انتقادات لـ"الجيش الإسرائيلى"
وجّه ضباط من القيادة الشمالية الإسرائيلية انتقادات بشأن عدم جدوى بقاء مئات من جنود الجيش الإسرائيلي عبر الحدود في هضبة الجولان، حيث يصبح الروتين اليومي للجنود واضحا، وبالتالي يسهل استهدافهم، فيما تحدث ضباط من داخل الجيش الإسرائيلي على موقع "واينت"، يتساءلون عن سبب وجود لواءين في الأراضي السورية عبر الحدود خلال الأسبوعين الأخيرين بعد سقوط نظام بشار الأسد.
كما ترددت أنباء عن نفس الانتقادات الداخلية التي تصدر من القادة الميدانيين، والتي بموجبها تعتبر أهمية وجود القوات في سوريا موضع شك وخالية من هدف استراتيجي طويل المدى: لا يوجد أي هدف مرئي. الجنود مشغولون بشكل أساسي بالدفاع عن أنفسهم في ظل ضغط عملياتي منخفض للغاية، إلى جانب الاحتكاك.
وقبل بضعة أيام ذكر ضباط آخرون أنه على عكس الحدود مع قطاع غزة أو مع لبنان، فإن معظم منطقة الهضبة مسطحة، ويمكن السيطرة عليها بشكل أفضل عن طريق المراقبة والنيران، بالإضافة إلى أن محيطها أكبر بكثير من الحدود الأخرى.
في هذه الأثناء، يصبح الروتين اليومي للمظليين والمقاتلين المدرعين الإسرائيليين في المنطقة واضحا. جميعها نظامية، فيما تبقى تلك القوات في مواقع استيطانية مؤقتة، أو في مواقع مهجورة لجيش الأسد، ويقوم المقاتلون بدوريات بين خمس وست نقاط تفتيش سيطر عليها الجيش الإسرائيلي في الجولان السورية، ويحاول المقاتلون تغطية بعضهم البعض من خلال الكمائن وعمليات التجميع.
كما أصلحت قوات الجيش الإسرائيلي البنية التحتية التي دمرتها عن طريق الخطأ للسكان السوريين، مثل مضخات المياه وخط الكهرباء المحلي، وفي حالتين على الأقل، اقترب السكان السوريون من جنود الجيش الإسرائيلي وطلبوا المساعدة الطبية للمشاكل التي كانوا يعانون منها.
ووفقا لقرار المستوى السياسي، فإن أبواب إسرائيل لم تفتح لهم بعد، لكن الجيش الإسرائيلي يعد بأن هناك محاولات لخلق فرص للتعاون مع ما لا يقل عن 70 ألف سوري يعيشون بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
قمة جبل الشيخ
شدد الجيش الإسرائيلي، كذلك، على أن المحيط ليس واسعًا في جميع قطاعات الجولان، فلا تزال هناك مناطق ميتة "إن وجودنا يسمح لنا بمواصلة تحصين الجدار، وهو مشروع كبير ومهم للحماية من غزو إسرائيل". وأضاف الجيش: "هناك مواقع أخرى لجيش الأسد أعمق قليلا لن نصل إليها. نحن لسنا هناك لمغامرات غير ضرورية".
وهناك نقطة أخرى يعتبرها الجيش الإسرائيلي خطيرة، وهي قمة جبل الشيخ السوري، التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي أيضًا هذا الشهر دون قتال، على الرغم من العملية الخاطفة التي قام بها قسم التكنولوجيا واللوجستيات (ATL) للتدريب أو إقامة مواقع مقاومة هناك للجنود على ارتفاع 2400 متر ومن الـ2800 متر.
كما كشف موقع "واينت"، الأسبوع الماضي، عن أن هناك من لا يزال يشير إلى خطورة البقاء في تلك النقطة رغم الثلوج والظروف الجوية القاسية، ويستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال قضاء أيام طويلة دون إمكانية إنقاذ الجنود من هناك إذا لزم الأمر، وسيضطرون إلى البقاء على قيد الحياة بمفردهم مع معدات الطوارئ والمواد الغذائية التي يتم توزيعها لهم الآن.