رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق كامل والشريف فاروق جناحا الحكومة الطاهرين

حينما قلت لحضرتك عقب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة إن الفريق كامل الوزير يستطيع أن يجمع بين وزارتين بعدالة وإجادة وإبداع، ودون زعل أو «قمصان» من إحدى الوزارتين النقل والصناعة، لم أكن أضرب الودع أيتها السنيورة ويا ذلك الجدع.

ها هى شركة النصر لصناعة السيارات تعود لإنتاج الحافلات العملاقة والأتوبيس الفاخر، مستعيدًا مجد شركة عملاقة جرى تخريبها بالفساد عبر سنوات دون رحمة، وقد رويت حكاية المهندس خالد يحى، مصمم طلمبات الرى العملاقة ومنتجها بنظام الهندسة العكسية، وقد تبناه ليوطن هذه الصناعة.
الرجل يؤكد للسوشيال ميديا، ولكل من سخروا من حالة التعدد التى فرضت عليه لكفاءته وإخلاصه وتفانيه فى عمله، فضلًا عن قدرته الفائقة على اتخاذ القرار المناسب وتحمل مسئوليته دون خوف أو وجل، ومن نافلة القول أن شركة النصر لصناعة السيارات كانت متوقفة فى عهد عدد كبير من وزراء الصناعة السابقين، لكنهم مارسوا فعل الشوفان للخراب والفساد والاغتصاب لشركة لها تاريخ محفور فى وجدان المصريين منذ ستينيات القرن الماضى، وقد أحسب أن الفريق كامل ما كانت لتمر أمامه صفقة «رينو» الفرنسية دون اقتناصها، ومعلوم أن رئيس شركة «رينو» قدم إلى مصر، ورفض وزير أسبق مقابلة الرجل؛ لأنه كان يرتدى ملابس كاجوال تتعارض مع البروتوكول، وكأنه كان قادمًا لمقابلة مايستروا أوبرا عايدة وحضور حفلة فى الأوبرا، وليس مقابلة وزير، الأصل فى عمله الحركة الميدانية، التى تتعارض بالتأكيد مع رابطة العنق الخانقة، دخل الرجل فى دهاليز الدهاليز وأدرك فى ذلك الزمن أن مصر غير مؤهلة لقيام المشروع، غادر إلى المغرب ليجد التسهيلات والتيسيرات وكل ما يحتاجه من لبن العصفور  حتى الغراب الأبيض، وقد نتج عن تلك التيسيرات صناعة ذات عائد دولارى يوازى دخل قناة السويس، ما يقرب من عشرة مليارات من الدولارات، والأخير نحن نستورد به الجبنة الريكفورد والشيدر والحلوم، بما يقترب من ١٥٠ مليون دولار، حسب كلام الفريق كامل، ورغم كل مشكلاتنا لا نرغب فى أن نعيش عيشة أهالينا ونعود لتعاطى الجبنة القديمة الغنية بالبروتين، وبخاصة دود المش وفحل البصل.
يا أمة غادرت ماضيها ومعها  بركة الايام، ارحمونا من سفه الأغنياء الأغبياء يرحمنا ويرحمكم الله.

وأرجوك لا تنسى ما قلته لك عن محمد صلاح الحكومة ومحرز أهدافها النبيلة، الدكتور شريف فاروق، وزير التموين، الخلوق المؤدب والعالم فى مجاله، وقد أحرز قبل أيام هاتريك جديدًا بفكرة سوق اليوم الواحد، وهى مبادرة ناجحة أنتجها وزير ناجح يملك قدرات ومهارات اللعب بآليات السوق، وبخاصة آلية الإتاحه والعرض الذى يفوق الطلب.
تابعت الفكرة عن قرب وشاهدت الوزير على أرض الواقع فى مدينة نصر يدشن الفكرة وبرفقته محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، ورئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية الدكتور علاء ناجى.

الفكرة معمول بها فى إيطاليا وتركيا وبعض الدول الأوروبية، وهى فكرة قابلة للتكرار فى جميع المحافظات، حسب كلام وزير التموين الناجح فى ملف من أخطر الملفات حتى الآن.
بالتأكيد الفكرة تخاطب جميع الطبقات، وبخاصة الطبقة المتوسطة، التى شارفت بخطى متسارعة على ملامسة السور المحيط بالطبقة الفقيرة وقد تأكلت فى سنوات ما بعد يناير ٢٠١١، فضلًا عن الأزمات العالمية والحروب والتحولات الاقتصادية فى مصر منذ عام ٢٠١٨.
الأحداث وحركة الحياة المتسارعة أنتجت لاعبين ناجحين يقودان الحكومة باتجاه استقرار تحتاجه مصر فى الوقت الراهن، لاعب يقود الصناعة حتى ننتج ونقلل الفجوة الدولارية،  ولاعب آخر يعمل فى ملف السلام الاجتماعى لوطن مستهدفًا ما يستدعى مصالحة وطنية، واصطفافًا وطنيًا لكل القوى السياسية الفاعلة.