تقرير: إسرائيل أجرت ضربة استباقية بعد اكتشاف عملية سرية كان سينفذها الاحتلال
كشف موقع «أكسيوس»، الأمريكى، عن أن الاحتلال الإسرائيلى نفذ عملية تفجير أجهزة «بيجر» للاتصالات فى لبنان، لتعطيل حزب الله عن اتخاذ إجراءات سريعة ضد عملية سرية أخرى كانت تعمل إسرائيل على تنفيذها واكتشفها الحزب.
ونقل الموقع الأمريكى عن ٣ مسئولين أمريكيين، قولهم إن إسرائيل قررت تفجير أجهزة «بيجر» التى كان يحملها عناصر من حزب الله فى كل من لبنان وسوريا، بعد علمها بشكوك الطرف الآخر فى العملية التى كانت ستنفذها وقربه من اكتشافها، وبالتالى فشلها.
وأسفرت العملية التى هزت جميع أنحاء لبنان عن مقتل ٩ مواطنين لبنانيين بينهم طفل، وإصابة نحو ٣ آلاف آخرين معظمهم من عناصر فى الحزب، فى واحدة من أعنف التفجيرات التى هزت لبنان.
وبينت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، أن إسرائيل لها تاريخ طويل فى تنفيذ العمليات السرية خارج حدودها وكان آخرها تفجيرات لبنان، مضيفة أن إسرائيل استغلت فى السابق أجهزة الاتصالات لتنفيذ عمليات قتل خارج حدودها، خصوصًا فى لبنان، التى انتشرت بشكل كبير فى تسعينيات القرن الماضى.
وتابعت أن أبرز هذه العمليات كانت اغتيال إسرائيل صانع القنابل فى حركة حماس يحيى عياش، من خلال وضع المتفجرات فى هاتفه الذى انفجر بجوار أذنه.
وتابعت الصحيفة أن حزب الله يدرك تمامًا الخبرة الإسرائيلية فى الاتصالات والتكنولوجيا، وقدرتها على تتبع قادة الحركة واغتيالهم عن طريق الاتصالات، لذلك أقر بضعف الحماية الخاصة بشبكات الاتصالات الخاصة به فى وقت سابق من العام الجارى، وتحديدًا فى فبراير الماضى، حيث طالب حسن نصر الله زعيم الحركة جميع أعضاء الجماعة بالتخلص من هواتفهم الذكية، لأن إسرائيل قد تستخدمها للمراقبة أو الاستهداف.
وأضافت أن إسرائيل أجرت عددًا من العمليات الاستخباراتية رفيعة المستوى فى لبنان منذ بدء الحرب، ففى أواخر يوليو الماضى، اغتالت إسرائيل القائد العسكرى لحزب الله فؤاد شكر خلال غارة جوية استهدفت جنوب لبنان.
وأشارت إلى أن نجاح إسرائيل فى اغتيال فؤاد شكر بعد مطاردة لأكثر من ٤ عقود كان بمثابة اختراق أمنى كبير يُشتبه أنه تم من خلال شبكات الاتصالات، فضلًا عن اغتيال صالح العارورى أحد قادة حركة حماس فى بيروت فى غارة إسرائيلية مشابهة، ويعتقد أيضًا أنه تم التعرف على مكانه من خلال شبكات الاتصالات.
وقال مسئولون أمريكيون إن إسرائيل نفذت الأسبوع الماضى غارة كوماندوز سرية وكبيرة فى سوريا لتدمير منشأة عسكرية إيرانية مشتبه بها تزود حزب الله بالأسلحة.
بينما أكدت وكالة «أسوشيتيد برس»، الأمريكية، أنه بالنسبة لعملية لبنان، يبدو أن إسرائيل كانت تستعد لها منذ فترة طويلة، وتم تنفيذها من خلال الحصول على التسلسل الخاص بالأجهزة من سلسلة التورية ووضع المتفجرات بها عن طريق طرف آخر، قبل تسليمها إلى لبنان.
وأوضحت أن العملية تسببت فى عدد هائل من الضحايا، لأن الأضرار لم تقتصر على أعضاء حزب الله حاملى أجهزة النداء، ولكن امتدت لتشمل كل المحيطين بأعضاء الجماعة.
وأشارت إلى أنه يبدو أن العديد من المصابين كانوا أعضاء فى حزب الله، ولكن لم يتضح على الفور ما إذا كان أعضاء غير حزب الله يحملون أيًا من أجهزة النداء المتفجرة.