المجتمع الدولى المتناقض!
هل المجتمع الدولى يقوم بدوره بشأن القضية الفلسطينية؟ وهل يدعم الموقف المصرى؟.
تتبوأ مصر مكانة محورية مهمة فى دعم القضية الفلسطينية، حيث تواصل جهودها الدءوبة لتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة. وقد حظيت هذه الجهود بتقدير وتأييد كبيرين من المجتمع الدولى، الذى يرى فى مصر شريكًا أساسيًا فى تحقيق الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط.
وتؤكد المواقف المصرية ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضى الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية. وتشدد مصر على أهمية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وتلعب مصر دورًا حيويًا فى الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونجحت فى تحقيق العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار، كان آخرها خلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وتواصل جهودها لتهدئة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، ومنع تدهور الأوضاع الإنسانية فى القطاع المنكوب.
وتقدم مصر دعمًا كبيرًا للشعب الفلسطينى، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ودعم المشروعات التنموية فى الأراضى الفلسطينية. كما تستقبل آلاف الطلاب الفلسطينيين للدراسة فى الجامعات المصرية، وتقدم لهم المنح الدراسية والتسهيلات اللازمة.
ويحظى دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية بتأييد واسع من المجتمع الدولى، الذى يرى فى مصر قوة استقرار فى المنطقة، وشريكًا أساسيًا فى تحقيق السلام. وقد عبّرت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن تقديرها جهود مصر، ودعمها مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
ورغم ذلك لا يقوم المجتمع الدولى بدوره فى تفعيل الرؤية والموقف المصرى الداعى لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط، ودعم القضية الفلسطينية، من أجل تحقيق السلام العادل والشامل باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والازدهار فى المنطقة.
وتكتسب الجهود المصرية أهمية مضاعفة فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه المنطقة، على رأسها القضية الفلسطينية.
ولطالما كانت مصر وسيطًا نزيهًا وموثوقًا به فى النزاعات الإقليمية، حيث نجحت فى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، وتحقيق العديد من اتفاقيات السلام. كما أن لمصر علاقات قوية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، ما يجعلها قادرة على التأثير إيجابًا على مسار الأحداث. وهنا يجب على المجتمع الدولى أن يساعد مصر فى تفعيل حل الدولتين، لأنه هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والشامل فى المنطقة. وتدعو مصر المجتمع الدولى إلى بذل المزيد من الجهود لتفعيل حل الدولتين، من خلال الضغط على الأطراف المعنية، وتقديم الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف.
ويعد دعم المجتمع الدولى لمصر أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق السلام فى المنطقة. ويتجلى هذا الدعم فى عدة أشكال، منها: الدعم السياسى الذى يجب على المجتمع الدولى أن يُعرب عن دعمه الصريح لجهود مصر فى تحقيق السلام، وأن يدعو جميع الأطراف المعنية إلى التعاون معها. وكذلك تحتاج مصر إلى دعم مالى من المجتمع الدولى لتنفيذ مشروعات تنموية فى الأراضى الفلسطينية، وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.
كما يجب على المجتمع الدولى أن يتعاون مع مصر فى مكافحة الإرهاب والتطرف، الذى يُعد تهديدًا خطيرًا للاستقرار فى المنطقة. وكلنا نعلم أن مصر تحملت بمفردها خلال السنوات الماضية عبء مكافحة الإرهاب، نيابة عن العالم.
إن تحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه ليس مستحيلًا. فمن خلال تضافر جهود مصر والمجتمع الدولى يمكن تحقيق هذا الهدف، وإقامة منطقة يسودها الأمن والاستقرار والازدهار.. إذن المجتمع الدولى الذى يوافق على الرؤية المصرية يتخاذل عن أداء دوره، ما يجعله فى حالة تناقض شديدة. وهذه الحالة تقتضى من المجتمع الدولى الاضطلاع بدوره تجاه السلام بالمنطقة وفى أسرع وقت.