رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من "عياش لـ بيجر".. اغتيالات عابرة للحدود نفذها الموسادالإسرائيلى بـ تكنولوجيا قاتلة

عملية بيجر التي هزت
عملية بيجر التي هزت لبنان بالانفجارات

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل لها تاريخ طويل في تنفيذ العمليات السرية خارج حدودها وكان آخرها تفجيرات لبنان التي هزت كافة أنحاء البلاد أمس الثلاثاء، بعد أن انفجرت أجهزة النداء الخاصة بأعضاء حزب الله في عملية "بيجر" في إشارة إلى أجهزة نداء حزب الله التي تحمل نفس الأسم.

إسرائيل تستهدف قادة فصائل المقاومة باختراق شبكات الاتصالات 

وأفادت الصحيفة أن إسرائيل استغلت في السابق أجهزة الاتصالات لتنفيذ عمليات قتل مستهدفة خارج حدودها وخصوصًا في لبنان، والتي انتشرت بشكل كبير في تسعينيات القرن الماضي.

وأضافت أن أبرز هذه العمليات كانت اغتيال إسرائيل لصانع القنابل في حركة حماس يحيى عياش من خلال وضع المتفجرات في هاتفه وانفجر الهاتف بالفعل جوار أذنه.

وتابعت الصحيفة أن حزب الله يدرك تمامًا الخبرة الإسرائيلية في الاتصالات والتكنولوجيا وقدرتها على تتبع قادة الحركة واغتيالهم عن طريق الاتصالات، لذلك أقر بضعف الحماية الخاصة بشبكات الاتصالات الخاصة به في وقت سابق من العام الحالي، وتحديدًا في فبراير الماضي طالب حسن نصر الله زعيم الحركة كافة أعضاء الجماعة بالتخلص من هواتفهم الذكية، لأن إسرائيل قد تستخدمها للمراقبة أو الاستهداف.

وأضافت أن إسرائيل أجرت عدد من العمليات الاستخباراتية رفيعة المستوى في لبنان منذ بدء الحرب، ففي أواخر يوليو الماضي، اغتالت إسرائيل القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر خلال غارة جوية استهدفت جنوب لبنان.

وأشارت إلى أن نجاح إسرائيل في اغتيال فؤاد شكر بعد مطاردة لأكثر من 4 عقود كان بمثابة اختراق أمني كبير يُشتبه أنه تم من خلال شبكات الاتصالات، فضلًا عن اغتيال صالح العاروري أحد قادة حركة حماس في بيروت في غارة إسرائيلية مشابه ويعتقد أيضًا أنه تم التعرف على مكانه من خلال شبكات الاتصالات.

وقال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل نفذت الأسبوع الماضي غارة كوماندوز سرية وكبيرة في سوريا لتدمير منشأة عسكرية إيرانية مشتبه بها تزود حزب الله بالأسلحة.

بينما أكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أنه بالنسبة لعملية لبنان، يبدو أن إسرائيل كانت تستعد لها منذ فترة طويلة، وتم تنفيذها من خلال الحصول على التسلسل الخاص بالأجهزة من سلسلة التورية ووضع المتفجرات بها عن طريق طرف آخر، قبل تسلميها إلى لبنان.

وأوضحت أن العملية تسببت في عدد هائل من الضحايا، لأن الأضرار لم تقتصر على أعضاء حزب الله حاملي أجهزة النداء ولكن امتدت لتشمل كافة المحيطين بأعضاء الجماعة.

وأشارت إلى أن عدد من المصابين كانوا أعضاء في حزب الله، لكن لم يتضح ما إذا كان أعضاء غير حزب الله يحملون أيًا من أجهزة النداء المتفجرة.

وأوضحت الوكالة، أن أسلوب القتل خارج الحدود عن طريق أجهزة الاتصالات هو طريقة إسرائيلية تقليدية للتخلص من قادة حركات المقاومة سواء في غزة أو لبنان أو سوريا.

يأتي الهجوم وسط توترات متزايدة على طول حدود لبنان مع إسرائيل، حيث بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد وقت قصير من اندلاع الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، تبادل الجانبان إطلاق النار يوميًا، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الناس من المدن على جانبي الحدود وخلف مئات القتلى من عناصر حزب الله.