رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سارة نتنياهو خلف الكواليس.. أسرار عرقلة إقالة "جالانت" وخلط أوراق حكومة الاحتلال

يوآف جالانت
يوآف جالانت

اشتعلت الخلافات والانقسامات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد أن قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إقالة وزير دفاعه يوآف جالانت بسبب خلافات شخصية وسياسية، لكن يبدو أن الأمر ليس سهلًا كما اعتقد نتنياهو، حيث عارضت سارة زوجة نتنياهو القرار من خلف الكواليس، كما رفضت الولايات المتحدة مخططات نتنياهو وحذرته من خطورة القرار.

خلافات شخصية وسياسية وراء قرار نتنياهو 

وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الخلافات الشخصية والسياسية بين نتنياهو وجالانت، طفت على السطح خلال الأيام الماضية، ما دفع نتنياهو للبحث عن بديل وهو الوزير السابق جدعون ساعر.

وأضاف أن نتنياهو كان يتطلع لإقالة جالانت منذ أشهر بسبب العلاقات السيئة بين الطرفين وتفاقم الخلافات السياسية بينهم، خصوصًا فيما يتعلق بإطالة أمد حرب غزة التي يعارضها جالانت بقوة.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة ترفض بشكل كامل إقالة جالانت ووصف مسئول أمريكي رفيع المستوى، مخططات نتنياهو بأنها جنون، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إقالة وزير دفاع متمرس في ظل الحرب الإسرائيلية المشتعلة في غزة، واتجاه إسرائيل نحو الحرب الشاملة في لبنان.

رفض أمريكي لقرار نتنياهو

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد أعرب مسئولون في الإدارة الأمريكية عن قلقهم البالغ من مخططات نتنياهو لإقالة جالانت، واستبداله رئيس حزب الأمل الجديد جدعون ساعر.

وتابعت أن جالانت حليف هام وموثوق بالنسبة للولايات المتحدة في القيادة الإسرائيلية، ويُنظر إليه على أنه "شخص بالغ ومسؤول"، ما يجعل الإدارة الأمريكية تخشى من تداعيات إقالته في ظل التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية مع لبنان. 

وقال مسئول بارز في إدارة بايدن: "توقيت إقالة جالانت لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك".

وأوضحت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان يخططان لتوجيه رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى نتنياهو بشأن مخاطر إقالة جالانت في هذا الوقت الذي يُعد إحدى الركائز المهمة في الجهود الدبلوماسية المبذولة لوقف الحرب في غزة.

وتابعت أنه يبدو أن جالانت يدرك تمامًا مخططات نتنياهو وأنه ينتوي إقالة جالانت بحجة معارضته العملية العسكرية في لبنان، ما دفع جالانت للتأكيد على أن الحل العسكري هو الوحيد لإعادة سكان الشمال مرة أخرى لمنازلهم.

تدخل سارة نتنياهو.. يؤجل إقالة جالانت

بينما أكدت القناة 13 العبرية، أن سارة نتنياهو زوجة رئيس رئيس وزراء الاحتلال تُعدً من أبرز أسباب تأجيل إقالة جالانت وتعيين ساعر.

وتابعت أن الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل تترقب أي قرار يصدر من نتنياهو بإقالة جالانت وتعيين ساعر، فضلًا عن إجراء تغيرات طفيفة في الحكومة من خلال تولي أعضاء من تيار اليمين المتطرف زئيف إلكين وشاران هسكيل مناصب في الحكومة إلى جانب حصولهم على ضمانات في قائمة "الليكود" الانتخابية المقبلة. 

وأضافت أن نتنياهو أجرى مفاوضات مكثفة مع ساعر وإلكين وهسكيل على مدار الأيام الماضية، وسط ضغوط كبرى من التيار المتطرف لضم ساعر إلى الحكومة، ولكن يبدو أن سارة نتنياهو تعارض مثل هذا التغيير في الوقت الحالي.

وأشارت القناة العبرية إلى أن هناك ثلاثة عوامل تعيق تنفيذ قرار نتنياهو، أولًا، كما ذُكر، يتمثل العامل الأول في موقف سارة نتنياهو التي تعارض تعيين وزير دفاع جديد غير موثوق بدلًا من آخر، ثانيًا، هناك مخاوف من رد فعل الولايات المتحدة، وثالثًا، الخوف من أن يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إشارة إلى الضعف والانقسام في ظل الحرب.

وأوضحت أن نتنياهو يخشى للغاية على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي يُنظر إليها على أنها في نقطة حرجة للغاية، حيث يرى الأمريكان أن جالانت هو حلقة الوصل الرئيسية في التواصل بين الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال خلال فترة الحرب.

وتابعت أن نتنياهو حاول تجنب إثارة الغضب الأمريكي من خلال الترويج إلى رفض جالانت تنفيذ أي عملية عسكرية في لبنان ولكن تصريحات جالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن أفسدت مخططات نتنياهو.

وقال مسئول حكومي إسرائيلي، إنه لا تزال هناك الكثير من العقبات أمام محاولة نتنياهو لإقالة جالانت خصوصًا مع دعم الأخير العملية العسكرية في الشمال.