رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اختراق سلاسل توريد واستخبارات بشرية.. مفاجآت فى تفجيرات لبنان

 تفجيرات أجهزة حزب
تفجيرات أجهزة حزب الله

أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الانفجارات التي وقعت في لبنان كانت نتيجة لعملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تضمنت مجهود كبير تم على مدار أشهر متعددة، حيث كشفت بعض المصادر الأمنية في تايوان عن مفاجآت كبرى في شحنات أجهزة بيجر، وفيما يتعلق بوجود عناصر استخبارات بشرية إسرائيلية داخل لبنان ساعدت في التفجيرات.

 

من تايوان إلى لبنان: عملية استخباراتية عالمية وراء تفجيرات أجهزة حزب الله

تابعت الشبكة الأمريكية، أنه بعد انفجار أجهزة بيجر زادت التكهات حول كيفية وصول إسرائيل إلى أجهزة النداء منخفضة التقنية، خصوصًا بعد أن كشف بعض المسئولين أن إسرائيل أخفت المتفجرات أجهزة النداء طراز بيجر التي طلبها حزب الله من الشركة المصنعة التايوانية جولد أبولو، حيث تم وضع زر متناهي الصغر في الأجهزة من أجل التفجير عن بعد.

وقال هسو تشينج كوانج، مؤسس ورئيس شركة جولد أبولو، إن أجهزة النداء المستخدمة في الهجوم صنعها موزع أوروبي، مضيفًا أن  شركته وقعت عقدًا مع الموزع لاستخدام العلامة التجارية جولد أبولو.

أشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه لطالما روج حزب الله لـ"السرية" باعتبارها حجر الزاوية في استراتيجيته العسكرية، متخليًا عن الأجهزة عالية التقنية لتجنب التسلل من برامج التجسس الإسرائيلية والأمريكية.

أووضحت أنه على عكس الجهات الفاعلة غير الحكومية الأخرى في الشرق الأوسط، يُعتقد أن وحدات حزب الله تتواصل من خلال شبكة اتصالات داخلية، ويعتبر هذا أحد اللبنات الأساسية للمجموعة القوية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسئولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية أن إسرائيل وضعت مواد متفجرة في مجموعة من أجهزة النداء المصنوعة في تايوان والتي تم استيرادها إلى لبنان والموجهة إلى حزب الله.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فقد تم زرع المتفجرات بجوار البطارية في كل جهاز نداء، وتم تضمين مفتاح لتفجيرها عن بعد.

بينما أفادت الشبكة الأمريكية، بأن حزب الله تلقى هذه الأجهزة خلال الأشهر الأخيرة، وانفجرت في وقت واحد بعد تلقي رسالة غامضة بعد ظهر أمس الثلاثاء، حيث كشفت العديد من الصور من لبنان على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أجهزة نداء جولد أبولو تالفة. 

قال ديفيد كينيدي، المحلل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، إن الانفجارات التي ظهرت في مقاطع الفيديو المتداولة تبدو أكبر من أن تكون ناجمة عن اختراق عن بُعد يؤدي إلى تفجير بطارية الليثيوم.

وأضاف: "من المرجح أن إسرائيل استعانت بعناصر بشرية داخل حزب الله، حيث تم زرع المتفجرات في أجهزة النداء، والتي كانت انفجرت بمجرد تلقي  فقط عند تلقي رسالة معينة."

وأضاف أن التعقيد كان مطلوب لتنفيذ عملية بهذا الحجم، ولم يكن لها أن تنجح بدون عناصر استخبارات بشرية لتنفيذ الهجوم بجانب اعتراض سلسلة التوريد لتعديل أجهزة النداء وزرع المتفجرات.

بينما أكدت كيم غطاس، الصحفية اللبنانية أن حزب الله بدأ يستخدم تقنيات أقل تقدمًا مؤخرًا في محاولة لمنع اغتيال مزيد من أعضائه، وأشارت إلى خطاب ألقاه زعيم حزب الله حسن نصر الله في فبراير، حيث دعا مقاتليه إلى التخلص من هواتفهم المحمولة قائلًا: "أغلقوه، ادفنوه، ضعوه في صندوق حديدي وأقفلوا عليه."

وقال هسو، مؤسس شركة تصنيع أجهزة النداء جولد أبولو، إن موزعها الأوروبي أقام شراكة مع الشركة التايوانية قبل حوالي ثلاث سنوات.

وتابع أنه في البداية، استوردت الشركة الأوروبية فقط أجهزة النداء ومنتجات الاتصالات من جولد أبولو، وفي وقت لاحق، أخبرت الشركة جولد أبولو بأنها ترغب في صنع أجهزة النداء الخاصة بها وطلبت الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.

وقال مسئول أمني في تايوان إن تايوان ليس لديها سجلات شحن أجهزة نداء من طراز جولد أبوللو إلى لبنان أو الشرق الأوسط.

وتابع أن الشركة شحنت قرابة 260 ألف جهاز نداء من نفس الطراز من يناير 2022 وحتى أغسطس 2024 معظمها للولايات المتحدة وأستراليا.