دولة فيدرالية أم فوضى.. ماذا ينتظر مستقبل سوريا الجديدة؟ (خاص)
أكد الكاتب والباحث السياسي السوري مازن بلال، أن هناك تحول جيوسياسي كبير نتيجة ما حدث في سوريا، موضحًا أن المشروع السياسي الذي كان قائما على طهران ودمشق وبقي طوال عقدين انتهى وانتهت معه الدولة السورية التي كنا نعرفها في مراحل الاستقلال.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية أمس بقيادة جبهة النصرة/ هيئة تحرير الشام دخول العاصمة دمشق ومغادرة الرئيس السابق بشار الأسد البلاد، وذلك بعد هجوم مفاجىء شنته الفصائل السورية منذ نهاية نوفمبر الماضي على حلب حتى سيطرت على كافة المناطق الخاضة للحكومة السورية السابقة.
فوضى أم فيدرالية أم موحدة.. مستقبل سوريا الجديدة
وعن مستقبل الدولة السورية الجديدة، قال مازن بلال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، "أننا اليوم أمام جغرافية من غير المعروف هل ستشكل دولة ام فيدرالية أم تصبح فوضى مطلقة، فدخول هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني/ أحمد الشرع سيؤدي إلى تحول بهوية الدولة السورية حتى ولو أبدت الهيئة حسن النية.
وفي ظل هذه التطورات، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس سقوط اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974 وأن إسرائيل ليست معنية بها موجها جيش الاحتلال للسيطرة على المنطقة العازلة والمنطقة المحيطة بها، وبالفعل احتل جيش الاحتلال مناطق جديدة في سوريا بعمق 14 كم.
وأوضح المحلل السوري أنه كان لافتا أن إسرائيل ألغت بيوم واحد كل مقومات السيادة السورية عسكريا، فهي أنهت كل ما قام به الجيش السوري عام ١٩٧٣، والمسألة ليست احتلال بل أيضا كسر اي احتمال لظهور مشروع مناهض لإسرائيل مشددا على أن المرحلة الحالية إسرائيلية بامتياز، فهزيمة المقاومة وحزب الله أتت عبر انهيار سوريا كعقدة تربط الحبهات.
واختتم تصريحاته قائلا "بات واضحا أن روسيا عن المنطقة وليس فقط عن سوريا، وإيران لم تعد بتحالفات إقليمية واسعة عبر العداء لإسرائيل وهو ما أدى لتضخم الدورين التركي والإسرائيلي عبر مشروع خطر جدا لأن خلل التوازن عبر شطب سوريا من المعادلة وجعلها دولة هشة سينعكس سريعا على دول المنطقة عموما".