هجوم حلب يُعيد تشكيل خريطة سوريا.. والفصائل الإرهابية توسع مناطق سيطرتها
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن ما يجري في سوريا حاليًا بعد هجوم الميليشيات الإرهابية على حلب وإدلب وحماة سيعيد تغيير خارطتها مجددًا منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير اليوم، أنه في غضون أسبوع واحد فقط، استولت الفصائل الإرهابية على جزء كبير من شمال غرب سوريا من الحكومة السورية في هجوم سريع الحركة، مما أدى إلى قلب موازين الحرب الأهلية الراكدة منذ سنوات.
هجوم الميليشيات يعيد تغيير خريطة سوريا
وتابعت أنه بعد الاستيلاء على معظم مدينة حلب الرئيسية ومطاراتها وقواعدها العسكرية والعديد من البلدات والقرى، طردوا يوم الخميس القوات الحكومية من مدينة حماة الغربية، والتي لم تسقط من قبل في أيدي الميليشيات، كما فقدت الحكومة السيطرة على الأراضي الواقعة جنوب دمشق لصالح الميليشيات أمس الجمعة.
ويأتي هذا الهجوم بعد فترة من الهدوء النسبي، وإن كان هشًا، فمنذ عام 2020، ظلت خريطة سوريا مجمدة إلى حد كبير، حيث سيطرت حكومة الرئيس بشار الأسد على جزء كبير من سوريا، بينما احتفظت مجموعة من الفصائل الأخرى بأجزاء مختلفة من بقية البلاد.
ووفق الصحيفة اندلعت الحرب في عام 2011 بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة، لكن في المراحل المبكرة، تمكنت الفصائل الإرهابية من الاستيلاء على معظم شمال غرب البلاد والتوسع في مناطق أخرى.
وبحلول عام 2014، سيطروا ليس فقط على معقلهم في الشمال الغربي، ولكن أيضًا على مناطق شمال حماة، وشرق دمشق وفي الجنوب الشرقي، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، بالإضافة إلى القرى على طول نهر الفرات وفي محافظة الحسكة، في أقصى شمال شرق سوريا.
ثم جاء صعود تنظيم داعش في عام 2014 وقرار روسيا في العام التالي بتقديم الدعم العسكري للأسد، ووسع تنظيم داعش ما يسمى بخلافته إلى شمال شرق سوريا، في حين أجبرت الضربات الجوية الروسية الساحقة الجماعات المسلحة التي كانت تقاتل الحكومة منذ عام 2011 على التراجع، وبحلول هذا العام، لم تسيطر قوات المعارضة على شيء سوى رقعة من الشمال الغربي حتى بدأ هجومها الأخير الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الحكومية السورية وحلفاءها حققت تقدمًا كبيرًا السنوات الماضية، لكن الآن يتراجعون بشكل كبير للغاية لصالح الفصائل الإرهابية، خاصة بعد سقوط إدلب وحماة وحلب ومناطق من درعا وحمص في أيديهم.