إسرائيل تستغل الفوضى وتتوغل فى سوريا
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تفاصيل استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في جنوب سوريا، وتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي حذر فيها سكان قرى الجنوب السوري بضرورة التزام منازلهم.
وتابعت الصحيفة أنه تم إنشاء المنطقة العازلة التي تبلغ مساحتها 155 ميلًا مربعًا في مرتفعات الجولان بموجب اتفاق عام 1974 بين إسرائيل وسوريا والذي خصص قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للتمركز هناك.
انتهاك إسرائيلى للقوانين الدولية
وأفادت الصحيفة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ التوغل في الأراضي السورية مساء السبت، بعد أن زعمت إسرائيل أن الاتفاق انهار وسط تقدم المعارضة السورية وأن الجنود السوريين تخلوا عن مواقعهم على طول الحدود، بحلول مساء الأحد، تم تصوير جنود إسرائيليين في موقع للأمم المتحدة في جبل الشيخ في المنطقة العازلة.
وقال نتنياهو "هذا موقف دفاعي مؤقت حتى يتم التوصل إلى ترتيب مناسب".
كما أصدرت إسرائيل تحذيرًا غير عادي لسكان جنوب سوريا، وطلبت منهم عدم مغادرة منازلهم حتى إشعار آخر.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تزعم بأن الهدف من التوغل داخل الأراضي السورية هو حالة عدم اليقين التي تركها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال داني سيترينوفيتش، المسئول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن تحركات القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة تهدف إلى تعزيز مواقف إسرائيل في حالة وقوع أي هجوم مفاجئ على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتابع سيترينوفيتش: "إنهم يحاولون تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي على مواجهة أي هجوم قد يأتي إلى مرتفعات الجولان".
وأبلغ سكان الجولان الإسرائيليون صباح أمس الأحد، أن صوت الدبابات وإطلاق النار كان قادمًا من قوات الاحتلال الإسرائيلية وكان الغرض منه حمايتهم، وزعم جيش الاحتلال إن القوات البرية والجوية تم نشرها على الحدود بين إسرائيل وسوريا للدفاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى إرسال قوات إلى العمق في سوريا، ضربت إسرائيل أيضًا منشآت في البلاد مرتبطة بتطوير وتخزين الأسلحة الكيميائية لمنعها من الوقوع في أيدي المعارضة.
أهداف إسرائيلية فى سوريا
وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من الحجج الإسرائيلية التي صدرت منذ أمس الأحد بشأن قصف المطارات العسكرية السورية ومخازن الأسلحة والتوغل في العمق السوري، فإن السبب الحقيقي هو استغلال إسرائيل للفوضى داخل سوريا وغياب الحكومة المركزية.
وأضافت أن إسرائيل زعمت في الوقت نفسه الذي كانت تقصف فيه كل ما هو عسكري في سوريا، أنها منفتحة للحوار مع القوى الحاكمة الجديدة في سوريا.
وأشارت إلى أن إسرائيل يمكن أن تخطط للبقاء في المنطقة العازلة داخل سوريا لأجل غير مسمى كما تفعل في غزة، بحجة عدم استقرار الوضع السياسي.
وقال سيترينوفيتش: "تقول إسرائيل كالعادة إن هذا الوضع مؤقت، ولكن لا يمكن استبعاد بقاء قوات الاحتلال في جنوب سوريا لأجل غير مسمى".
