مصر والإمارات شراكة استراتيجية
تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ولقاؤه مع الشيخ محمد بن زايد أهمية بالغة فى هذا التوقيت المهم الذى تشهده المنطقة. لقد ناقش الزعيمان العديد من الملفات السياسية والاقتصادية، فقد تناول اللقاء الأوضاع فى غزة بعد وقف الحرب الإسرائيلية، والأوضاع فى سوريا والسودان واليمن، إضافة إلى مجمل الأوضاع الاقتصادية بين الدولتين الشقيقتين.
وتتميز العلاقات بين مصر والإمارات العربية المتحدة بقوتها المتنامية، حيث تشكل نموذجًا بارزًا للتعاون العربى المشترك. وترتكز هذه الشراكة على أسس متينة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتاريخ المشترك، وقد تجاوزت العلاقات الثنائية الإطار السياسى لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية واسعة. فقد عمل البلدان على تعزيز أواصر التعاون فى مختلف المجالات، بدءًا من الاستثمارات المشتركة التى أسهمت فى تنمية الاقتصاد المصرى، ووصولًا إلى التعاون فى جميع المجالات التى تسهم فى تعزيز الاستقرار الإقليمى. كما أن التبادل الثقافى والسياحى بين الشعبين يسهم فى تقوية الروابط الاجتماعية بينهما.
كما أن الإرادة السياسية القوية لدى قيادتى البلدين، والتوافق فى الرؤى حول العديد من القضايا، يسهمان فى تجاوز العديد من التحديات وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما. إن هذه الشراكة ليست مجرد علاقة ثنائية، بل ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية فى المنطقة، وتشكل نموذجًا يحتذى به للعلاقات العربية.
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات نموًا ملحوظًا، بزيادة الاستثمارات الإماراتية فى مختلف القطاعات المصرية. هذه الاستثمارات، التى تشمل مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة والصناعة، تعكس عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وتسهم بشكل كبير فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية فى مصر. فمن خلال مشاريع ضخمة مثل مدينة رأس الحكمة، التى تعد أكبر استثمار أجنبى مباشر فى تاريخ مصر، تسعى الإمارات إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية مع مصر وتطوير البنية التحتية الأساسية.
كما أن هذه الاستثمارات تسهم فى خلق فرص عمل جديدة وتنويع القاعدة الاقتصادية المصرية.
علاوة على ذلك، فإن التكامل الاقتصادى بين البلدين يسهم فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، ما يجعلهما شريكين أساسيين فى تحقيق التنمية المستدامة.
ويأتى مشروع الشراكة الاقتصادية فى الساحل الشمالى الغربى لمصر ليؤكد أن هناك تحولًا كبيرًا بفضل مشروع رأس الحكمة العملاق، الذى يعد أكبر استثمار أجنبى مباشر فى تاريخ مصر. هذا المشروع المشترك بين مصر والإمارات العربية المتحدة يهدف إلى إنشاء مدينة سياحية عالمية المستوى، تضم فنادق فاخرة ومنتجعات سياحية ومناطق سكنية ومرافق ترفيهية، بالإضافة إلى منطقة حرة لخدمة الصناعات التكنولوجية واللوجستية. ويمثل هذا المشروع شراكة استراتيجية بين البلدين، ويسهم بشكل كبير فى تنمية الاقتصاد المصرى وخلق فرص عمل جديدة. كما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وتأتى زيارة الرئيس السيسى إلى الإمارات ضمن اللقاءات المهمة التى تجمعه مع الشيخ محمد بن زايد لتزيد من عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات.
وتمثل الشراكة السياسية بين مصر والإمارات ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية فى المنطقة العربية. وتؤثر الشراكة بشكل مباشر على المشهد الإقليمى، حيث يعمل البلدان معًا على تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة. وترتكز الشراكة الاستراتيجية على أسس متينة من المصالح المشتركة والرؤى المتقاربة تجاه القضايا الإقليمية والدولية. كما تسهم هذه الشراكة فى تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، وتدعم جهودهما المشتركة فى مكافحة الإرهاب والتطرف. كما تلعب دورًا محوريًا فى تعزيز التضامن العربى وحماية المصالح العربية المشتركة، والحفاظ على الأمن القومى العربى.