800 مليار دولار إعادة إعمار و14 مليون نازح.. سوريا تدفع الثمن
قبل 13 عامًا اندلعت الاحتجاجات في سوريا تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، لكنه واجه الاحتجاجات منذ 2011، وخلال هذه السنوات انهار الاقتصاد السوري وأصبحت المؤسسة الأمنية هشة للغاية وفي أضعف حالاتها، ليتحمل الشعب السوري أكبر خسائر في تاريخه الحديث.
قدر المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف، عام 2021 تكلفة إعادة إعمار سوريا، التي تقدر بنحو 800 مليار دولار، فيما قدر الرئيس السابق بشار الأسد عام 2023 تكلفة إعادة الإعمار بـ400 مليار دولار، كما قدرها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في 2017 بحوالي 900 مليار دولار.
فيما أفادت التقارير الحقوقية بأن أكثر من 14 مليون مواطن سوري نزحوا داخليًا وخارجيًا، جراء استمرار الحرب طوال أكثر من عقد كامل.
13 عامًا من الحرب تمزق سوريا
وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، رفض الأسد قبل أكثر من 13 عامًا التنحي عن السلطة وتمسك بمنصبه، وتحدى الجميع، لينهار الاقتصاد السوري أمام الحرب الأهلية والاضطرابات السياسية غير المسبوقة.
وتابعت أن خلال فترة الاضطرابات ظهرت العديد من التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش والقاعدة التي سقطت أمام الغارات الجوية الأمريكية واستهداف كبار قادة التنظيمات.
وأضافت أنه بحلول عام 2020، تمكن نظام الأسد من السيطرة مرة أخرى على البلاد بدعم من روسيا وإيران، وتوقفت الحرب الأهلية الشاملة، وفي عام 2021، فاز الأسد في الانتخابات السورية، وبالرغم من ذلك استمرت معاناة السوريين.
وفقًا للوكالة الأمريكية، قُتل أكثر من 600 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية حتى مارس 2024.
ووفقًا للأمم المتحدة، نزح أكثر من نصف سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليون نسمة، إما إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو إلى دول أخرى، وهذا جعلها واحدة من أخطر أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن: "الأسد هو الرجل الذي ترأس نهاية سوريا الحديثة".
عقوبات غربية واسعة تثقل سوريا
وأكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن دمشق ظلت تحت وطأوة العقوبات الغربية القاسية لسنوات طويلة، قبل أن تبدأ الدول في التأقلم مع وجود الأسد في الحكم.
وأوضحت أن الشعب السوري وقع تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والارتفاع المذهل للأسعار الذي تجاوز في بعض الأحيان الـ 400%.
وبلغ حجم خسائر الاقتصاد السوري أكثر من 700 مليار دولار خلال سنوات الحرب الـ 13 الماضية.
وأشارت الوكالة إلى أنه سرعان ما انهار كل شىء مرة أخرى سريعًا، حيث تحول المد الجيوسياسي بسرعة عندما شنت جماعات المعارضة في شمال غرب سوريا في أواخر نوفمبر هجوما مفاجئا.