على هامش بريكس..
الأول منذ 5 سنوات.. اجتماع «مودى وشى» هل يُذيب الجمود بين الهند والصين؟
التقى الزعيم الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رسميا لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات يوم الأربعاء في قمة دول الأسواق الناشئة في روسيا، ما مهد الطريق لذوبان محتمل للعلاقات بين القوتين الآسيويتين.
جاءت الجلسة بعد يومين من توصل الصين والهند إلى اتفاق بشأن تسيير دوريات على حدودهما المشتركة في جبال الهيمالايا، والتي كانت موقع اشتباك مميت بين القوات الصينية والهندية في عام 2020.
وكانت العلاقات بين بكين ونيودلهي فاترة منذ ذلك الحين، مع تقارب الهند مع الولايات المتحدة من خلال مجموعة أمنية إقليمية تسمى الرباعية.
ويحضر شي ومودي القمة السنوية السادسة عشرة لمجموعة البريكس، وهي مجموعة من الدول غير الغربية التي يعود اسمها المختصر إلى أعضائها الأوائل: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وقد توسعت المجموعة هذا العام لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، لتمثل ما يقرب من نصف سكان العالم.
وتأسست مجموعة البريكس كقوة موازنة للمنتديات التي تقودها الولايات المتحدة مثل مجموعة الدول السبع، وكانت تهدف إلى منح الدول النامية المزيد من النفوذ. وقد ناضلت المجموعة في محاولة التحدث بصوت موحد. ويرجع هذا في جزء كبير منه إلى المصالح المتضاربة بين أكبر عضوين فيها.
وتريد الصين استخدام المجموعة لإضعاف هيمنة الولايات المتحدة وتعزيز صورتها كزعيمة لما يسمى بالجنوب العالمي. وتزعم الهند أيضا أنها زعيمة الجنوب العالمي، ولكن على النقيض من الصين، لا تريد أن تتطور مجموعة البريكس إلى هيئة معادية للغرب بشكل صريح.
منصات مالية خارج نطاق الدولار
خلال جلسة مائدة مستديرة في وقت سابق من يوم الأربعاء، ناقش الزعماء مجموعة من القضايا، بما في ذلك إنشاء منصات مالية خارج نطاق الدولار الأمريكي.
وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اقتراحا لإنشاء بورصة حبوب البريكس التي يمكن أن تتطور إلى بورصة للسلع الأساسية.
وروسيا هي أكبر مصدر للقمح في العالم، وقد أدت حربها في أوكرانيا، وهي دولة أخرى من كبار مصدري الحبوب، إلى ارتفاع الأسعار في عام 2022.
في حين أن تحسن العلاقات بين الصين والهند قد يجعل مجموعة البريكس أكثر تماسكا، فإن الذوبان الدائم ليس مضمونا على الإطلاق.
وحذر محللون من أن اتفاق الحدود الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع قد ينهار، حيث ظلت التفاصيل غامضة حول كيفية قيام الجانبين بدوريات في المنطقة المتنازع عليها، والتي تعتبر من أقل التضاريس صالحة للسكن في آسيا.
بالنسبة للصين، فإن تخفيف التوترات مع الهند من شأنه أن يساعد في تفتيت العلاقات بين نيودلهي وواشنطن.
كما أن من شأنه أن يوفر لبكين صداعا أقل في وقت تكافح فيه من أجل تحسين اقتصادها المتعثر، الذي تضرر بشدة من أزمة العقارات.
أما بالنسبة للهند، فإن التوصل إلى اتفاق حدودي دائم من شأنه أن يشكل راحة لحكومة مودي، التي اتخذت خطوة رمزية إلى حد كبير بحظر العشرات من التطبيقات الصينية، بما في ذلك تيك توك، بعد الاشتباك في عام 2020.