رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الرجل الذى دوّخ إسرائيل".. ماذا تخبرنا اللقطات الأخيرة لحياة يحيى السنوار؟

السنوار
السنوار

تحولت اللحظات الأخيرة في حياة زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار، إلى حديث منصات التواصل الاجتماعي التي وصفته بالبطل الذي ارتقى شهيدًا وهو يقاتل أعداءه حتى آخر نفس يخرج من صدره.

وانتهت يوم الأربعاء عملية مطاردة جيش الاحتلال الإسرائيلي لـ يحيى السنوار، والتي استمرت عامًا كاملًا، في معركة أدت لاستشهاده في نهاية المطاف، والآن تأتي معركة جديدة، حسبما جاء في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وتتسابق إسرائيل وحلفاؤها لتصوير استشهاد السنوار في قطاع غزة على أنها وفاة هارب- مطارد، وطُرد من مخبئه تحت الأرض، وأطلق عليه الرصاص وهو هارب. 

ونشر جيش الاحتلال صورًا لجثته ولقطات من طائرة بدون طيار للحظات الأخيرة، تظهر شخصية مصابة متكئة على كرسي، وحيدة وتنزف، علق عليها الإسرائيليون بالقول: كانت "نهاية جبانة" و"جرذ خارج جحره".

لكن الجانب الآخر لهذه الصور يعكس كيف ظل السنوار حتى النفس الأخير مرتديًا زيه العسكري، والكوفية الفلسطينية الملفوفة حول وجهه، كمحارب سقط وهو يقاتل، حيث لا يظهر الفيديو الهزيمة بل التحدي، فهو مقاتل مصاب بجروح قاتلة يجد القوة لإلقاء قطعة من الخشب على الطائرة بدون طيار بذراعه السليمة.

وفي كثير من أنحاء العالم العربي على الأقل، تخسر إسرائيل حرب الدعاية، وفقًا لخبراء في المنطقة. ففي غضون ساعات، تم وضع الصور التي نشرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الملصقات وعلى الجدران في جنين ومعاقل أخرى للمقاومة في الضفة الغربية. وحولها المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي العربية إلى صور أيقونية للاحتفال بما اعتبروه نهاية بطولية.

عصا السنوار في مواجه مسيرة الاحتلال

ويظهر مقطع فيديو لطائرة بدون طيار، نشرته قوات الدفاع الإسرائيلية، رجلًا حددته قوات الدفاع الإسرائيلية على أنه زعيم حماس يحيى السنوار وهو يرمي عصا على الطائرة بدون طيار. 

وأصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانًا قالت فيه إن صورة السنوار واقفًا في ساحة المعركة بزي قتالي وفي العراء، وليس في مخبأ، يواجه العدو.

وقال بيفرلي ميلتون إدواردز، وهو زميل بارز في مجلس الشرق الأوسط للشئون العالمية، والذي يرى في هذه الحلقة انتصارًا لحماس "في معركة الروايات"، إنهم على حق على الأرجح.

وأكد مسئول في جيش الاحتلال قرار نشر الصور، وقال لصحيفة واشنطن بوست إن الجيش شعر بالتزام بتوثيق المشهد ومشاركته مع الجمهور الإسرائيلي.

وأشار ميلتون إدواردز إلى أن الصور واللقطات التي نشرت بعد ذلك تتعارض مع الأوصاف الإسرائيلية المتكررة له بأنه كان يختبئ تحت الأرض ويحمي نفسه مع أسرى إسرائيليين.

وقال ميلتون إدواردز، المؤلف المشارك لكتاب "حماس"، الذي يتناول تاريخ الحركة: "لم يكن في نفق، ولم يكن هناك رهائن إسرائيليون خائفون وهزيلون مرتبطون به، ولم تكن هناك دروع بشرية فلسطينية".

وأضاف أن صور السنوار دخلت بالفعل إلى أذهان حماس وحركات المقاومة الأخرى، ومن المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الدعم، ومزيد من المجندين، ومزيد من الزخم للمقاومة.

وفي رام الله، المدينة الواقعة في الضفة الغربية والتي تسيطر عليها حركة فتح، كان فيصل سعيد، البالغ من العمر 60 عامًا، يشاهد الأخبار في مقهى في صباح اليوم التالي للإعلان عن وفاة السنوار.

وقال سعيد إن السنوار لم يكن مختبئًا كجبان كما يقول الإسرائيليون، وأضاف: لقد كان في قمة عطائه وقاتل، وأن معركته الأخيرة ستظل في التاريخ.

ويقول مايكل ميلشتاين، رئيس الشئون المدنية الفلسطينية السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن إسرائيل ربما كانت لتستفيد بشكل أفضل لو نشرت صورة واحدة، ولم يكن من الضروري حقًا تقديم كل التفاصيل التي أسهمت في تعزيز أسطورة السنوار.