رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخرها وقف تصدير الفحم.. مواقف لاتينية مناهضة لإسرائيل

جرائم الاحتلال في
جرائم الاحتلال في غزة

تواصل دول أمريكا اللاتينية جهودها ومواقفها الداعمة لحقوق الفلسطينيين ورفض ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين الذين يرزحون تحت نيران قوات الاحتلال لعقود طويلة وسط صمت المجتمع الدولي المنحاز دائما إلى إسرائيل.

آخر هذه المواقف ما قاله رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، أمس، من أن بلاده حظرت تصدير الفحم إلى إسرائيل لأنها تستخدمه لصنع قنابل تقتل به أطفال قطاع غزة.

وفي مايو الماضي، أعلن بيترو، قطع العلاقات الدبلوماسية بين كولومبيا وإسرائيل، متهما حكومة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بارتكاب إبادة بحق الفلسطينيين.

ضربة اقتصادية

وأوقف بيترو شراء الأسلحة الإسرائيلية الصنع ليتهمه نتنياهو بأنه معاد للسامية وداعم لـ"حماس".

وتعتمد إسرائيل على الفحم في توليد 20% من الطاقة الكهربائية. وتعد كولومبيا أكبر مورد للفحم إلى إسرائيل، بنسبة تفوق نصف وارداتها، وقدرت قيمة هذه الصادرات بنحو 450 مليون دولار، العام الماضي.

واعترفت بعض دول الكاريبي وبينها (ترينيداد وتوباغو وجزر البهاما وجامايكا وبربادوس) بالدولة الفلسطينية على حدود 1967. 

وتبنى قادة العديد من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي خطابا ناقدا بشدة لإسرائيل بسبب حربها في غزة. وفقا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

ومن اللافت للنظر أن هذا الخطاب المتشدد جاء من داخل دول كانت حليفة تاريخيا لواشنطن وتل أبيب، كما هو الحال مع كولومبيا التي كانت من بين أوائل الدول التي انخرطت في صفقات أسلحة مع إسرائيل، وتبادلت معها المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا العسكرية.

كما شهدت المنطقة تغيرا في موقف دول الكاريبي نحو دعم القضية الفلسطينية، على الرغم من تلقيها الدعم الفني والإنمائي من إسرائيل على مدار عدة سنوات.

مواقف غير مسبوقة

وفي تصريحات سابقه له وصف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بقوله: "هذه إبادة جماعية".. هذه ليست حربا"، وهو الأمر الذي دفع تل أبيب إلى اعتبار دا سيلفا "شخصًا غير مرغوب فيه" في إسرائيل. 

ووفقا لمراقبين وخبراء، اتخذت بعض دول أمريكا اللاتينية مواقف غير مسبوقة في دعم القضية الفلسطينية، والتي لم تقتصر على بيانات الشجب والإدانة، بل تبنت أيضا إجراءات دبلوماسية محددة، وكان من بينها، اتخاذ خطوات دبلوماسية تصعيدية عقب اندلاع الحرب في غزة.

وكانت بوليفيا أول دولة في أمريكا اللاتينية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة إياها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في غزة في أكتوبر 2023. 

وحذت دول أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل كولومبيا وهندوراس وتشيلي، وجميعها حكومات يسارية، حذو بوليفيا، وقامت باستدعاء دبلوماسييها من إسرائيل. 

وبوليفيا هي واحدة من خمس دول في أمريكا اللاتينية لا تعترف بإسرائيل، وهذه الدول هي فنزويلا التي أنهت علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب في عام 2009، وكوبا التي قطعت العلاقات في عام 1973، وكولومبيا التي اتخذت القرار نفسه في 1 مايو 2024، وبليز التي تبنت الخطوة نفسها في 11 نوفمبر 2023.

دعوى الإبادة الجماعية

وأيدت البرازيل وكولومبيا وتشيلي وبوليفيا ادعاء جنوب أفريقيا بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، فضلا عن التماس بريتوريا لاتخاذ تدابير مؤقتة لوقف الحرب وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.

ومنذ مايو 2024، اعترفت 31 دولة في أمريكا اللاتينية والكاريبي بالدولة الفلسطينية. واتخذ عدد كبير من تلك البلدان هذه الخطوة بين عامي 2009 و2011. 

كما صوتت دول أمريكا اللاتينية بأغلبية ساحقة في أكتوبر وديسمبر 2023 لصالح قرارين للجمعية العامة للأمم المتحدة يسعيان إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة ووقف الحرب الإسرائيلية.

في أوائل يناير 2024، وافقت لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ التشيلي على مشروع قانون يحظر على الشركات استيراد السلع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.