إسرائيل تكشف موقف بيروت من الاجتياح البرى.. وحقيقة مروعة خلف أكاذيب الاحتلال
كشف مصدر إسرائيلي مطلع عن أن الاجتياح البري لجنوب لبنان سيقتصر على العمليات العسكرية المحدودة النطاق والوقت، وأن أي عملية عسكرية طويلة الأمد في العاصمة اللبنانية بيروت هو أمر غير مطروح، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
وتابع المصدر أن العملية العسكرية الأوسع نطاقًا، والتي تستهدف بيروت، غير مطروحة على الطاولة الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، أطلع وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت، نظيره الأمريكي لويد أوستن، على آخر المستجدات للوضع في جنوب لبنان بعد الاجتياح البري.
أكاذيب الاحتلال
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن كلمة "محدودة" هى كلمة ذاتية، فما تراه إسرائيل باعتباره "عملية برية محددة الهدف ومحدودة" في قرى جنوب لبنان قد لا يبدو كذلك بالنسبة للمدنيين على الأرض.
وتابعت أن الاستخدام الأخير لهذه الكلمة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلية لا ينبغي أن يقدم الكثير من الراحة للسكان المدنيين في لبنان.
ففي السادس من مايو الماضي، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية ما أسمته هجومًا "محدودًا" في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لاستهداف حماس، في تحدٍ للمعارضة الدولية الكبيرة، وتزعم إسرائيل أنها فككت لواء رفح التابع للجماعة المسلحة ودمرت شبكات الأنفاق.
وأضافت الشبكة الأمريكية أنه نتيجة لهذه العملية المحدودة، فر نحو مليون مدني فلسطيني، كثيرون منهم نزحوا بالفعل من المدينة، ووصفت وسائل الإعلام الأجنبية الكثير مما تبقى من رفح بأنه غير قابل للتعرف عليه، حيث دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة بالكامل.
وتابعت أن إسرائيل استخدمت كلمة "محدودة" لوصف التوغلات في لبنان من قبل، ففي عام 1982 وصفت إسرائيل غزوها لجنوب لبنان بأنه "محدود"، وأعقب ذلك احتلال لجنوب لبنان دام لأكثر من 18 عامًا واستشهاد آلاف اللبنانيين.
وأوضحت أن ما يزيد هذا الصراع سوءًا أن أحد القيود الرئيسية لإسرائيل أصبح عاجزًا بشكل متزايد، حيث تبدو الولايات المتحدة، أكبر وأقوى حليف لإسرائيل، عاجزة عن كبح جماح التحركات العسكرية الإسرائيلية، وأكبر دليل على هذا العجز هو بدء الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان بعد ساعات فقط من دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار.
لقد قُوضت الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل وقف إطلاق النار، والصفقة الخاصة بتحرير المحتجزين في غزة، في بعض الأحيان علنًا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي الوقت نفسه أصبح اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل ولبنان، والذي اعتقد مسئولو بايدن أنه تلقى استجابة إيجابية من إسرائيل الأسبوع الماضي، مجرد أمل صعب المنال.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه لا يمكن لأي لبناني أن يثق في التصريحات الإسرائيلية بشأن الاجتياح البري وكلمة "محدودة".