أنين النازحين فى لبنان.. بيروت المنكوبة شاهدة على الدمار وقرى الجنوب مهجورة
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن لبنان يشهد كارثة إنسانية كبرى، فخلال أسبوعين من تصعيد التوترات مع إسرائيل، استشهد ما يقرب من 1100 شخص، ونزح أكثر من مليون لبناني من جنوب لبنان، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية العدوانية فى فرار مئات الآلاف من منازلهم في الجنوب الذي تحول إلى قرى مهجورة، بينما تعج شوارع بيروت بقرابة مليون نازح.
وأضافت الصحيفة أنه تم إخلاء القرى الحدودية اللبنانية من أكثر من 100 ألف قروي لبناني بسب الهجمات الإسرائيلية، كما دمرت أجزاء كبيرة من الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وهى مناطق مكتظة عادة بالسكان.
وأشارت إلى أن بعض النازحين توجهوا إلى ما يسمى الغرب الثري، والتي لم تطالها الغارات الإسرائيلية بعد، بينما توجه آخرون إلى العاصمة بيروت حيث خيموا على الأرصفة والمتنزهات والمدارس والكنائس والمساجد، وبعد تدمير الطريق الدولي بين صيدا وبيروت، اضطر الآلاف إلى الهرب إلى شمال سوريا.
بيروت تكتظ بمئات الآلاف من النازحين
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن المراتب والبطانيات للأسر النازحة تغطي الكورنيش في بيروت، الممشى البحري في المدينة، والمعروف بإطلالاته على شرق البحر الأبيض المتوسط على خلفية الجبال الخضراء.
وأشارت إلى أنه عندما ضربت القنابل الإسرائيلية جنوب العاصمة يوم الجمعة، امتلأت شوارع غرب بيروت بالناس طيلة الليل، وكان بعض النازحين يتجاذبون أطراف الحديث على الرصيف، وكان بعضهم نائمين على المقاعد.
وكانت النساء يحملن أطفالهن الصغار والرضع النائمين، بينما تجول الأطفال في الشوارع بملابس النوم، ويتسللون بلا هدف بين السيارات المتوقفة.
وفي شارع الحمراء التجاري في العاصمة، أجبر حشد خارج مبنى مهجور حركة المرور على التوقف تقريبًا، حيث هدم رجل البوابة الحديدية، ما سمح بطوفان من النازحين بالدخول بحثًا عن مأوى.
قالت امرأة في أوائل الستينيات من عمرها لمجموعة من الأشخاص من حولها: "نحن بخير! أنا متأكدة من أن وطننا بخير، لا داعي للقلق".
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه بعد عدة أيام من اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، أصبح الشعور بالخوف أكثر وضوحًا، حيث فقد العديد من النازحين في البلاد أحباءهم ولكنهم بالكاد يجدون الوقت للحزن وهم يتدافعون بحثًا عن المأوى والطعام، كما يتعين على الذين لم يتأثروا شخصيًا بالقصف أن يتعاملوا مع المنطقة المجهولة التي توجههوا إليها بعد الهرب من الضاحية الجنوبية.
وقال بطريرك الكنيسة المارونية بشارة بطرس الراعي، في قداس الأحد: "جاء اغتيال حسن نصرالله ليفتح جرحًا في قلب اللبنانيين".
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه بالرغم من اختلاف معظم الأطياف السياسية في لبنان مع نصرالله، ولكن يبدو أن اغتياله كان صدمة للجميع، فلطالما كان الراعي أحد أبرز منتقدي حزب الله.
كما أدان الراعي ما أسماه ثقافة الموت، قائلًا: "لم تجلب لبلدنا سوى انتصارات وهمية وهزائم مخزية".
كما أدان منتقدو نصرالله السنة الرئيسيون عملية الاغتيال، حيث قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، في منشور على موقع X: "لقد أدى اغتيال حسن نصرالله إلى إدخال لبنان والمنطقة في مرحلة جديدة من العنف، لقد كان عملًا جبانًا ندينه بكل الطرق".
وتابع الحريري: "لقد اختلفنا كثيرًا مع الراحل نصرالله ومع حزبه، ولم نلتق إلا نادرًا، ومع ذلك فإن لبنان بمثابة خيمة للجميع، وفي هذه الأوقات الصعبة للغاية، تظل وحدتنا وتضامننا أساسيين".
وفي ساحة الشهداء المركزية في وسط بيروت، وعلى خلفية ملصق كتب عليه بأحرف كبيرة "بيروت لن تموت"، كان الأطفال حفاة الأقدام ملطخين بالتراب الأسود، وكانت الأسر تنام على حصائر من القش. وكانت امرأة مسنة فرت من حيها، تاركة وراءها كل ممتلكاتها، تبيع علب المناديل الورقية.
وقالت أم فوزي من جنوب بيروت: "ننام على الأرصفة لأننا لا نملك خيارًا آخر، أقسم أننا هربنا فقط بالملابس التي نرتديها، لم يبق أحد على قيد الحياة في حينا".