كواليس ليلة لم تنم فيها بيروت.. كواليس الجانب الآخر من اغتيال نصر الله
كشفت وكالة "أسوشيتيد برس"، الأمريكية، عن الجانب الآخر من الدمار الذي شهدته الضاحية الجنوبية في بيروت بعد الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وأبرز قياداته، حيث نفذت إسرائيل غارتها في منطقة مكتظة بالسكان، فضلًا عن كواليس الانفجار والليلة المأساوية التي عاشها سكان بيروت.
وأفادت الوكالة، بأنه بعد أكثر من يومين من الغارة الجوية الإسرائيلية الضخمة، لا يزال الدخان يتصاعد من الحطام المشتعل للمباني التي انهارت جراء الغارات الوحشية.
وحتى اليوم الإثنين كانت أعمدة الدخان تتصاعد من فوق أنقاض المباني المحيطة بمقر حزب الله السري، وتوافد العشرات للتحقق مما تبقى من منازلهم، والآخر للصلاة والدعاء للشهداء المدنيين.
الضاحية الجنوبية تتحول إلى أطلال وسط الصدمة والحزن
وبحسب الوكالة الأمريكية، سمع سكان بيروت ما يصل إلى 10 انفجارات في أعقاب الضربة التي وقعت يوم الجمعة التي استهدفت منطقة أكبر من كتلة المدينة، ما أدى إلى تحويل العديد من المباني السكنية إلى كومة من الخرسانة المنهارة والصلب الملتوي، بينما اختفت بعض المباني بشكل كامل بعد دفنها في الرمال، تاركة مساحة خالية أكبر من ملعب كرة القدم.
وأصدرت إسرائيل يوم السبت مقاطع فيديو قالت إنها للطائرات الحربية التي شاركت في الضربة، والتي تظهر ما لا يقل عن ثماني طائرات من طراز F-15I، لكنها لم تقدم أي تعليق على نوع أو عدد القنابل المستخدمة.
وقال الخبراء إن الانفجارات والدمار الذي خلفته كان متسقًا مع القنابل من فئة 2000 رطل (900 كيلوجرام)، والتي من المحتمل أن تكون مصممة للانفجار بعد اختراق الهياكل المحصنة، ما يجعلها شديدة الانفجار.
وأظهر الفيديو الطائرات الحربية الثماني المزودة بذخائر تتوافق مع قنابل BLU-109 الخارقة المصنعة في الولايات المتحدة من فئة القنبلة التي تزن 2000 رطل؛ ومجموعة ذيل وحزام JDAM، وهو نظام توجيه دقيق.
قال الباحث في الأزمات والأسلحة ريتشارد وير، من هيومن رايتس ووتش والموجود حاليًا في بيروت، إن المكونات، التي تشكل معًا GBU-31، تم نقلها مؤخرًا إلى إسرائيل من قبل الولايات المتحدة، وتُعرف هذه القنابل باسم "قنابل اختراق المخابئ".
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الأضرار لم تقتصر على المبنى الذي كان يتواجد أسفله نصر الله ورفاقه، حيث انهار العديد من المباني الأخرى فوق رءوس ساكنيها، ووصل عمق بعض مواقع الانفجار إلى أكثر من 30 مترا.
وتابعت أنه حتى الآن، تم تأكيد ست وفيات في الموقع، إلى جانب عشرات الإصابات، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان عمال الحفر لا يزالون يبحثون عن الجثث، حيث قال بعض الأشخاص في مكان الحادث يوم الأحد إن أقاربهم ما زالوا في عداد المفقودين.