الأشباح وتضاريس الجنوب.. كلمة سر حزب الله فى حربه البرية مع إسرائيل
أكدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن إسرائيل اكتسبت الجرأة لشن الغزو البري لجنوب لبنان، بعد أن شنت عدة غارات استهدفت قادة حزب الله وعلى رأسهم حسن نصرالله الأمين العام للحزب، ويمثل الغزو البري مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر في الحرب المشتعلة، ولكن يبدو أن مقاتلي حزب الله الذين يظهرون ويختفون مثل الأشباح ينتظرون جنود الاحتلال.
وتابعت أن الغزو البري الإسرائيلي لجنوب لبنان يهدد بالمزيد من الدمار على لبنان، حيث ارتقى أكثر من 1000 شهيد لبناني ونزح قرابة مليون شخص جراء القصف الإسرائيلي المكثف لجنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت.
القوة البرية لحزب الله تتفوق على الاحتلال
وتابعت الوكالة أن الغارات الجوية الأخيرة التي قضت على معظم قيادات حزب الله العليا وانفجار مئات أجهزة النداء اللاسلكي التابعة لحزب الله تشير إلى أن إسرائيل تسللت إلى عمق المستويات العليا للجماعة.
وتعهد حزب الله، أمس الإثنين، بمواصلة القتال حتى بعد خسائره الأخيرة، وقال نائب الأمين العام للجماعة نعيم قاسم، في بيان متلفز، إن حزب الله سيكون مستعدًا لعملية برية، مشيرًا إلى أن القادة الذين قتلوا في الأسابيع الأخيرة تم استبدالهم بالفعل.
ويزعم القادة الإسرائيليون إنهم يريدون من حزب الله أن ينفذ القرار الأمريكي الذي أنهى حرب عام 2006، والذي طالب المجموعة بالانسحاب لمسافة 20 ميلًا (30 كيلومترًا) من الحدود الإسرائيلية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن إسرائيل لم تنجح على مدار 18 عامًا من إقناع حزب الله بتنفيذ القرار الأمريكي، وتستغل اليوم اغتيال قادته وفي مقدمتهم الأمين العام حسن نصرالله من أجل تحقيق أي مكاسب على الأرض في لبنان بعد كل الهزائم الأخيرة.
وتابعت أنه من غير المرجح أن يكون حزب الله طرفًا سهلًا في هذه الحرب حتى بعد اغتيال قادته، حيث استمر في إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل دون توقف، كما أنه لا يزال يمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين المجهزين ويتمركزون بالقرب من الحدود.
وأوضحت أن إسرائيل كان لها التفوق في الحرب الجوية، لأن حزب الله لا يملك الكثير من الدفاعات الجوية، ولكن على أرض لبنان، من المرجح أن تواجه قوات الاحتلال مقاومة شرسة من مقاتلي حزب الله الذي يتمركزون جيدًا ويحفظون تضاريس الجنوب اللبناني عن ظهر قلب.
وأضافت الوكالة الأمريكية أن إسرائيل لا تعلم الكثير عن قدرات حزب الله العسكرية، وقد يؤدي التوغل البري إلى زيادة خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا في المنطقة، حيث تواجه إسرائيل سلسلة من الجبهات المفتوحة للحرب.