رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روسيا تتجنب الخيار النووى.. وبوتين يستغل ضعف الغرب لردع أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن حلول بديلة لمواجهة أي خروقات غربية لما حدده الرئيس الروسي الخطوط الحمراء، لمنع الغرب من السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم لضرب العمق الروسي.

الكرملين يراجع استراتيجياته

وتابعت أن روسيا كانت هددت في السابق باستخدام السلاح النووي لمواجهة أي تجاوزت من الغرب أو حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولكن يبدو أن هذا الخيار لا يعد المفضل لدى بوتين في الوقت الحالي.

ودعا ألكسندر ميخائيلوف، مدير مكتب التحليل السياسي العسكري، إلى قصف مجسمات خشبية للندن وواشنطن ــ مع نسخ مجسمة لقصر باكنغهام وبيغ بن والبيت الأبيض- لمحاكاة الضربات النووية، بحيث تحترق لدرجة تثير الرعب في العالم.

وحذر رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين من أن توجيه ضربات إلى روسيا من شأنه أن يؤدي إلى حرب بالأسلحة النووية، وذكَّر البرلمان الأوروبي بأن مقره في ستراسبورج لا يبعد سوى ثلاث دقائق بالطائرة عن صاروخ باليستي عابر للقارات روسي.

وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من هذه التهديدات العلنية، فإن هناك اعترافا متزايدا داخل الكرملين بأن الاستخدام المتكرر للتهديد النووي بدأ يفقد قوته وأن الخطوط الحمراء لموسكو يتم تجاوزها باستمرار. 

وقال محللون ومسئولون مقربون من كبار الدبلوماسيين الروس إن بوتين يبحث عن رد أكثر دقة ومحدودية على السماح للغرب بأوكرانيا باستخدام صواريخ أطول مدى لضرب روسيا.

وقال مسئول روسي: "لقد كان هناك فيض من التهديدات النووية، هناك بالفعل حصانة لمثل هذه التصريحات، وهي لا تخيف أحدًا".

ووافق أكاديمي روسي له علاقات وثيقة مع كبار الدبلوماسيين الروس، واصفًا الخيار النووي بأنه "أقل" السيناريوهات الممكنة، لأنه سيؤدي حقًا إلى استياء بين شركاء روسيا في الجنوب العالمي، وأيضًا لأنه من الواضح، من وجهة نظر عسكرية، أنه ليس فعالًا جدًا".

وتابع: "بما أن الغرب لديه بنية تحتية عسكرية عالمية.. يمكن العثور على الكثير من النقاط الضعيفة".

وقالت تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة الاستشارات السياسية R-Politik ومقرها فرنسا، إن بوتين يبحث في مجموعة من الخيارات لردع الدعم الغربي لأوكرانيا ومحاولة فرض خطوطه الحمراء. 

وتابعت: "هناك خيارات لا يريد بوتين نشرها، وهناك خيارات مستعد لمراجعتها اليوم"، مشيرة إلى أن الأسلحة النووية هي الخيار الأسوأ للجميع بما في ذلك لنفسه.

وأضافت أن التدابير النووية أو الهجوم المباشر على أراضي حلف شمال الأطلسي لن يتم النظر فيها إلا إذا شعر بوتين بوجود تهديد لوجود روسيا في شكلها الحالي، عندما يعتبر أنه لا يوجد مخرج آخر.

ويبدو أن المسئولين الروس قد هدأوا بالفعل إلى حد ما بسبب تردد الولايات المتحدة الواضح حتى الآن في رفع القيود المفروضة على أوكرانيا في ضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا باستخدام الصواريخ الغربية، وقال محللون ومسئولون إن التوقعات كانت تتزايد بأنه إذا تم منح الإذن فسيكون "محدودًا للغاية".