خيوط العملية السرية.. مؤامرة إسرائيلية بتوقيع شركات وهمية وأوروبا تواجه حزب الله
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إسرائيل قد تواجه اتهامات كبرى بشأن زرع متفجرات في أجهزة النداء الآلي واللاسلكي الخاصة بأعضاء حزب الله مع تورط أفراد من الدول الأوروبية في هذه العملية خصوصًا مؤسسي الشركات الوهمية في المجر وتورط امرأة مجرية ورجل هندي في الأمر، الذين في الغالب لم يفهموا عواقب ما حدث أو تورطهم هذا الأمر.
لغز المتفجرات.. الشركات الأوروبية تتورط فى دعم هجوم إسرائيلى ضد حزب الله
وتابعت الصحيفة أن الوسطاء المتهمين قد يعيشون في ذعر طيلة حياتهم لأن حزب الله لن يتركهم خصوصًا وأنه يدرك جيدًا أنهم تواطأوا مع الاحتلال الإسرائيلي لزرع المتفجرات في الأجهزة.
وأضافت أنه من خلال تتبع الأدلة في حطام القنبلة، تبدأ شبكة من الموردين والكيانات الوهمية في الظهور، تم تمييز الألواح الخلفية لأجهزة النداء بمعلومات العلامة التجارية والطراز المرتبطة بشركة تصنيع تايوانية، أبولو جولد، التي تظل موردًا رئيسيًا للأجهزة التي كانت منتشرة على نطاق واسع في التسعينيات ولكن تم استبدالها منذ ذلك الحين إلى حد كبير بالهواتف المحمولة.
ويقال إن حزب الله لجأ إلى استخدام أجهزة النداء لأنه يعتقد أن قيودها التكنولوجية المنخفضة تجعلها أقل عرضة للاختراق من قبل المخابرات الإسرائيلية.
وأشارت إلى أنه في مواجهة طوفان من الاستفسارات الإعلامية، قال المسئولون التنفيذيون في شركة أبولو جولد إن الشركة لم تصمم أو تصنع الأجهزة التي يتداولها حزب الله، وأنها أنتجت بموجب اتفاقية ترخيص مع شركة مقرها المجر تسمى BAC Consulting KFT.
وأوضحت أنه لا تزال الطبيعة الحقيقية لعمل BAC غامضة، ووفقًا لسجلات الشركة المجرية، تم تسجيل الشركة في مايو 2022، وهي تسرد 118 نشاطًا تجاريًا في ملفها المؤسسي، بما في ذلك نشر الكتب وتوزيع الأفلام وتصنيع "الزيوت والدهون" و"المجوهرات المقلدة".
ويروج موقع الشركة على الإنترنت- المعطل منذ هجوم يوم الثلاثاء- لمجموعة واسعة النطاق من الخدمات، حيث يقدم المشورة الاستشارية في كل شيء من الاستثمار في التأثير الاجتماعي إلى حلول إدارة النفايات.
وأكدت الصحيفة أن امرأة مدرجة كمؤسسة لشركة BAC Consulting، كريستيانا بارسوني أرسيداكونو، 49 عامًا، لم تستجب لطلبات متعددة للتعليق واختفت، وفي اتصال قصير مع إن بي سي نيوز في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت إنها كانت "مجرد وسيطة" في المعاملات.
قالت والدة بارسوني أركيدياكونو لوكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة إن ابنتها الآن في الحجز الوقائي للحكومة المجرية.
لكنّ مسئولًا أمنيًا مجريًا قال إن المحققين قد حددوا أن BAC كانت شركة وهمية وكانت متورطة في الصفقة التي زودت حزب الله بأجهزة النداء.
وقال المسئول إن الأجهزة "لم تصل إلى المجر أبدًا"، لكن يبدو أن هوية BAC قد استُخدمت كجزء من العملية لخداع حزب الله، رغم أنه ليس من الواضح أن بارسوني أركيدياكونو "كانت متورطة أو لديها معرفة عميقة".
وحققت أجهزة الأمن البلغارية هذا الأسبوع في شركة ثانية، وهي شركة Norta Global Ltd. في صوفيا، في أعقاب تقرير إعلامي يوم الأربعاء يفيد بأن الشركة باعت وسلمت أجهزة النداء المتفجرة إلى حزب الله، ونسب موقع Telex الإخباري المجري هذه المعلومات إلى مصادر مجهولة.
أصدرت وكالة الأمن القومي البلغارية بيانًا يوم الجمعة قالت فيه إنها "أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك" أنه لم يتم "استيراد أو تصدير أو تصنيع أي أجهزة اتصالات تم تفجيرها في لبنان أو سوريا في بلغاريا"، ومع ذلك، لم يستبعد البيان وجود صلة بين شركة Norta Global وبيع أجهزة النداء لحزب الله، قائلًا فقط إن الشركة "لم تنفذ معاملات تكون بلغاريا مسئولة عنها".
وتشير السجلات البلغارية إلى أن شركة Norta Global مملوكة لرينسون خوسيه، وهو رجل نرويجي يبلغ من العمر 39 عامًا ولد في الهند.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن خوسيه لديه ملف تعريف على Founders Nation، وهو موقع ويب للتواصل التجاري الإسرائيلي، يسرد منظمات متعددة لها صلات، إما الآن أو في الماضي، بقوات الدفاع الإسرائيلية كشركاء رسميين.