أسرار عملية الزر الأحمر.. كيف اخترقت إسرائيل أنظمة حزب الله بعد 10سنوات؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أن البقايا المحترقة لأجهزة النداء والراديو المحمولة التي انفجرت على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء في جميع أنحاء لبنان، كانت بمثابة أدلة على الجريمة الإسرائيلية المخابراتية، حيث استغرقت المخابرات الإسرائيلية أكثر من 10 سنوات لاختراق حزب الله، في مهمة أطلق عليها اسم "الزر الأحمر".
عملية استخباراتية إسرائيلية معقدة
وتابعت الصحيفة أن العلامات الموجودة على المكونات الإلكترونية الممزقة تركت أثرًا يؤدي إلى شركة مصنعة في تايوان لشركة وهمية مجرية يشتبه في أنها تم إنشاؤها أو استغلالها من قبل المخابرات الإسرائيلية لإخفاء دورها المزعوم في تسليم الأجهزة المجهزة بشكل قاتل إلى حزب الله، وقد قام مسئولون أمنيون في عاصمة أوروبية أخرى بالتحقيق فيما إذا كانت شركة وهمية ثانية هناك هي البائع الحقيقي وراء صفقة أجهزة النداء أم لا.
ووصف المسئولون الحاليون والسابقون الأمر بأنه جزء من جهد متعدد الجوانب من جانب إسرائيل على مدى العقد الماضي لتطوير ما أشار إليه المسئولون الإسرائيليون بـ"الزر الأحمر" ما يعني اختراقًا مدمرًا محتملًا لشبكات سرية في حزب الله يمكن أن تظل كامنة لأشهر إن لم يكن لسنوات قبل تنشيطها.
وأضافت الصحيفة أنه لا يزال سبب قيام إسرائيل بالضغط على "الزر الأحمر" هذا الأسبوع غامض، على الرغم من أن الخبراء تكهنوا بأن المسئولين الإسرائيليين كانوا قلقين من أن تحويل آلاف أجهزة النداء إلى عبوات ناسفة صغيرة كان معرضًا لخطر الكشف.
وقال المسئولون إن مثل هذه الهجمات مصممة لإطلاقها كمقدمة لهجوم أوسع نطاقًا، ما يزرع الفوضى استعدادًا للعمليات العسكرية اللاحقة.
وأسفرت الانفجارات يوم الثلاثاء عن استشهاد 12 شخصًا على الأقل وإصابة ما يصل إلى 2800 آخرين، بينهم عشرات الأطفال والمدنيين، بينما تضمنت انفجارات يوم الأربعاء أجهزة الراديو اللا سلكية، التي أسفرت عن استشهاد 25 شخصًا على الأقل وإصابة 450 آخرين، كما أسفرت الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت عن استشهاد أكثر من 30 شخص بينهم أطفال ونساء.
وقال مسئول إسرائيلي سابق مطلع على عملية أجهزة الاتصال إن "الزر الأحمر" هو "مفهوم لشيء يمكنك استخدامه عندما تريد أو تحتاج إليه".
وأضاف أن تفجير الأجهزة هذا الأسبوع لم يكن جزءًا من الخطة الشاملة التي تم تصورها عندما بدأت العملية، رغم أنه أكد أن المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أنه كان له تأثير كبير.
وتابع المسئول السابق: "انظر إلى النتيجة"، في إشارة إلى الانفجارات التي أصابت أو قتلت القادة، وملأت المستشفيات وجعلت العملاء غير قادرين على استخدام أو الثقة في معدات الاتصالات الأساسية.
وقال مسئول استخبارات إسرائيلي سابق ثانٍ إن الانفجارات كانت تتويجًا لاستثمار متعدد السنوات في اختراق هياكل الاتصالات واللوجستيات والمشتريات لحزب الله.
وأضاف أن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، الموساد، وأجهزة أخرى، كان قد طور قبل وقت طويل من تعبئة أجهزة النداء بالمتفجرات، فهمًا مفصلًا لـ"ما يحتاجه حزب الله، وما هي ثغراته، وأي شركات وهمية يعمل معها، وأين هي، وما هى جهات الاتصال".
وتابعت الصحيفة أنه بعد رسم خرائط لهذه الشبكات، قال المسئول السابق: “إنك بحاجة إلى إنشاء بنية تحتية من الشركات، حيث تبيع إحداها لأخرى تبيع بدورها للأخرى”، كل هذا من أجل المناورة بشكل أقرب إلى وكلاء الشراء لحزب الله، الذين يعتمدون على شركات وهمية خاصة بهم، في حين يخفون أي صلة بإسرائيل.