رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسن نصر الله أوحى بالخطة.. شركة وهمية قادت حزب الله إلى "جحيم بيجر"

تفجيرات لبنان
تفجيرات لبنان

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن أن الشركة المصنعة لأجهزة النداء "بيجر" التي انفجرت في لبنان وخلّفت آلاف المصابين وأكثر من 15 قتيلا، كانت وهمية وواجهة لشركة إسرائيلية، استغلت تصريحات حسن نصر الله، زعيم حزب الله، التي حذر فيها من خطورة الهواتف المحمولة وقدرات إسرائيل على اختراق شبكات الاتصالات.

غطاء وهمى

وقالت الصحيفة إنه لطالما كانت فصاءل المقاومة المسلحة، مثل حزب الله، عرضة للهجمات الإسرائيلية باستخدام تقنيات متطورة، ففي عام 2020، على سبيل المثال، اغتالت إسرائيل أكبر عالم نووي إيراني باستخدام روبوت بمساعدة الذكاء الاصطناعي يتم التحكم فيه عن بُعد عبر الأقمار الصناعية، كما استخدمت القرصنة الإلكترونية لإحباط التطوير النووي الإيراني.

وتابعت أنه في لبنان، وبينما كانت إسرائيل تستهدف كبار قادة حزب الله من خلال عمليات الاغتيال، توصل نصر الله إلى استنتاج مفاده: "إذا كانت إسرائيل تتجه نحو التكنولوجيا العالية، فإن حزب الله سوف يتجه للتكنولوجيا الأقل تطورًا".

وأضافت الصحيفة أن تصريحات زعيم حزب الله بأن إسرائيل تستهدف شبكات الهاتف المحمول لتحديد موقع مقاتلي الجماعة وضرورة التخلي عنها، يبدو أنها فتحت الباب أما إسرائيل لخطة جديدة.

ووفقًا للاستخبارات الأمريكية، فإن نصر الله كان يضغط منذ سنوات لاستخدام أجهزة النداء لقدرتها المحدودة على تلقي البيانات دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى قد تعرضه للخطر.

وتشير التحليلات إلى أن انفجارات الأجهزة يوم الأربعاء ربما كانت تتضمن متفجرات أكثر من تلك التي وقعت يوم الثلاثاء.

وأوضحت الصحيفة أنه من الواضح أن شركة "بي إيه سي كونسلتينج" كانت شركة مقرها المجر، وكانت متعاقدة لإنتاج الأجهزة لصالح شركة تايوانية تدعى "جولد أبولو".

وتابعت أنه في الواقع الشركة المجرية الوهمية كانت مجرد جزء من واجهة إسرائيلية، وفقًا لثلاثة ضباط استخبارات مطلعين على العملية السرية الإسرائيلية.

وأضاف الضباط أن شركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضًا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين صنعوا كافة الأجهزة اللا سلكية التي انفجرت في لبنان.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة الوهمية تعاملت مع الكثير من العملاء، وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة النداء، ولكن يبدو أن حزب الله كان عميلا هاما للغاية، حيث تم إنتاج أجهزة بعيدة كل البعد عن الأجهزة العادية، حيث كانت تحتوي على بطاريات مملوءة بالمواد المتفجرة، ومنها مادة PETN التي تم إنتاجها بشكل منفصل.

وبدأت لبنان في استيراد أجهزة النداء في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن ندد نصر الله بالهواتف المحمولة.

ووفقًا لثلاثة مسئولين استخباراتيين، استثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في تطوير التكنولوجيا، وانتشرت الكلمة بين حزب الله وحلفائه بأن أي اتصال عبر الهاتف المحمول حتى تطبيقات الرسائل المشفرة لم يعد آمنًا.

وخلال الصيف الحالي زادت شحنات أجهزة النداء إلى لبنان، حيث وصلت الآلاف منها إلى البلاد، وتم توزيعها بين ضباط حزب الله وحلفائهم، وفقًا لمسئولين استخباراتيين أمريكيين.

وبالنسبة لحزب الله، كانت هذه الأجهزة بمثابة إجراء دفاعي، ولكن في إسرائيل كان الأمر فرصة، حيث أشار ضباط الاستخبارات إلى أجهزة النداء باعتبارها "أزرارًا" يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسبًا.

ولإحداث الانفجارات، وفقًا لثلاثة مسئولين في الاستخبارات والدفاع، قامت إسرائيل بتشغيل أجهزة النداء لتطلق صافرات الإنذار، وأرسلت لهم رسالة باللغة العربية بدا وكأنها جاءت من كبار قادة حزب الله.