أسرار القاتل الخفى.. كيف حولت الفرقة 8200 أجهزة حزب الله لأسلحة إسرائيلية؟
بعد تفجيرات مميتة هزت أرجاء لبنان على مدار يومين أودت بحياة قرابة 32 شخصا، من بينهم أطفال، وإصابة قرابة 3500 شخص، لم تصدر حكومة الاحتلال الإسرائيلي أي بيانات تتعلق بأكبر عملية استخباراتية في السنوات الأخيرة، ولكنها سلطت الضوء على أسرار عمل الفرقة 8200 في جيش الاحتلال الإسرائيلي التي خططت للعملية منذ أشهر ونفذتها.
بين السرية والتدمير: دور الفرقة 8200 فى تفجيرات لبنان المدمرة
وحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن الفرقة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي شاركت في التخطيط للتفجيرات، حيث تأتي هذه العمليات كجزء من حملة موسعة ضد حزب الله.
وتابعت أن الفرقة خططت على مدار أشهر لهذه العملية، حيث تم زرع متفجرات صغيرة داخل أجهزة الاتصال التي طلبها حزب الله، وتم تفجيرها باستخدام رمز بسيط تم إرساله في وقت محدد مسبقًا، ما أدى إلى مقتل عدد من قادة الحزب.
وأضافت أن هذه الوحدة نجحت في تحويل أجهزة النداء والأجهزة اللا سلكية المملوكة لحزب الله إلى أسلحة إسرائيلية فتاكة في أيدي مقاتلي وأعضاء الجماعة اللبنانية.
وأشارت إلى أن الفرقة الإسرائيلية كانت تعلم أن حزب الله سيتخلى عن الهواتف المحمولة الذكية وكافة وسائل الاتصال الحديثة ويتجه إلى الوسائل الأقل تقدمًا؛ لتجنب المراقبة والاستهداف الإسرائيلي، وكانت الفرقة الاستخباراتية الإسرائيلية متقدمة بخطوة.
وأضافت أن الفرقة اخترقت سلسلة توريد لشحنة أجهزة نداء مكونة من 5 آلاف جهاز، وتم زرع كمية صغيرة من المتفجرات سرًا في كل جهاز، حيث تتطلب بطاريات الليثيوم المتفجرة التي تعمل على تشغيل أجهزة الاستدعاء هذه فقط مسرعًا صغيرًا للاشتعال، وفي لحظة محددة مسبقًا، أرسل الفريق الاستخباراتي رمزًا أبجديًا رقميًا بسيطًا إلى كل أجهزة الاستدعاء، ما أدى إلى سلسلة من الانفجارات.
بينما أكدت القناة 13 الإسرائيلية، أن الفرقة 8200 شاركت في العملية الاستخباراتية التي تمت على مدار يومين في لبنان.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن الفرقة عملت على تطوير الجوانب الفنية المتعلقة بزرع متفجرات داخل أجهزة الاتصال خلال مرحلة التصنيع، وتمت العملية بتخطيط طويل استمر لأكثر من عام، ولم تؤكد مصادر رسمية في الجيش الإسرائيلي تورط الوحدة في العملية، لكن مسئولين أكدوا أن أفراد الوحدة يُعتبرون من أفضل الخبراء في إسرائيل في هذا المجال.
وتابع المصدر أن الفرقة 8200 شاركت في اختبار كيفية حقن المتفجرات في الأجهزة أثناء عملية تصنيعها.
وقال المقدم المتقاعد يوسي كوبرفاسر، الذي شغل منصب رئيس قسم الأبحاث في AMN، إنه "لا يوجد تأكيد على أن وحدة الاستخبارات العسكرية كانت متورطة بالفعل في الهجوم"، لكنه أكد أن أفرادها متورطون من بين أكثر الفرق في جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تقود عمليات الهجوم السيبرانية.