رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيا الشعب المصرى

الشعب المصرى يتمتع بصفة لا توجد لدى شعوب العالم قاطبة، هذه الصفة هى أن المصريين يكونون على قلب رجل واحد عندما يشعرون بأى خطر تتعرض له الدولة المصرية أو الوطن. 

ولأن المصريين يتمتعون بوعى كامل، عرفوا كم التحديات البشعة التى تتعرض لها البلاد والأمن القومى. ويوم أعلن الرئيس الأمريكى ترامب عن مخططه الإجرامى فى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر ومن الضفة الغربية إلى الأردن انتفض الشعب المصرى رافضًا هذا المخطط الجهنمى ووقف صفًا واحدًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، لوقف هذا المخطط الشيطانى. وعبّر المصريون عن رفضهم القاطع باحتشادهم فى معبر رفح تضامنًا مع أشقائهم الفلسطينيين لمنع مخطط التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية. 

هذا الاحتشاد أمام معبر رفح يعد صرخة تضامن مدوية، فى مشهد مهيب يعكس قوة التلاحم بين الشعبين المصرى والفلسطينى أمام معبر رفح الحدودى، الصرح الذى طالما كان رمزًا للتواصل والترابط بين الجانبين. لم يكن هذا التجمع مجرد تعبير عابر عن التضامن، بل كان صرخة مدوية ترفض كل محاولات النيل من القضية الفلسطينية، وتأكيدًا أن مصر ستظل سدًا منيعًا فى وجه أى مخطط يستهدف تصفية هذه القضية العادلة.

لقد جاءت هذه الحشود لتؤكد عدة حقائق لا يمكن إنكارها، وهى أن الشعب المصرى، بكل أطيافه وانتماءاته، يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، ولا يمكن أن يقف مكتوف الأيدى أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من ظلم واضطهاد. كما أن مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لن تسمح بأى شكل من الأشكال بتمرير مخططات مشبوهة تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو المساس بحقوقهم المشروعة.

لقد رفع المتظاهرون لافتات وشعارات تؤكد رفضهم القاطع صفقة القرن المزعومة، التى تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتكريس الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية. كما نددوا بالممارسات الوحشية التى يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى، من قتل وتشريد وهدم للمنازل. إن هذا المشهد يعكس بوضوح مدى الوعى الذى يتمتع به الشعب المصرى تجاه القضية الفلسطينية، وإدراكه العميق أبعادها وتداعياتها. كما يؤكد أن الشعب المصرى لن يتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى، حتى تحقيق النصر الكامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقد جاءت هذه الحشود استجابة لدعوات من مختلف القوى والتيارات السياسية والشعبية، رفضًا لجميع أشكال الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى، ورفضًا لسياسات التهجير القسرى التى تنتهجها إسرائيل.

وقد شهدت الفعاليات مشاركة واسعة من مختلف فئات الشعب المصرى، بمن فى ذلك الشباب والنساء وكبار السن، الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية والمصرية، ولافتات تندد بالعدوان الإسرائيلى، وتطالب بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة.

كما أكد المتظاهرون وحدة الشعبين المصرى والفلسطينى، وضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، والتأكيد على دعمهم الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة. وقد عكست هذه الحشود مدى التضامن الشعبى المصرى مع القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن فلسطين ستبقى قضية أساسية فى الوجدان العربى والمصرى، وأن الشعب المصرى لن يتوانى عن تقديم كل الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى حتى تحقيق النصر. 

ما يفعله المصريون ليس بغريب عليهم، والتاريخ المصرى الضارب فى الأعماق يؤكد أن الشعب المصرى فى وقت الشدة والأزمات يكون على قلب رجل واحد وصخرة تتحطم عليها كل المخططات الإجرامية. وهذه الصفة الفريدة هى سر دحر المصريين كل التحديات التى تتعرض لها البلاد على مر التاريخ. وسيظل المصريون قوة لن تقهر أبدًا لأن هذا الوطن محفوظ بعناية الله، وستظل مصر هى الملجأ الآمن مهما فعل المجرمون.

فيحيا هذا الشعب العظيم الذى ينسى كل شىء عندما تتعرض البلاد للخطر.

الشعب المصرى فى وقت الشدة والأزمات يكون على قلب رجل واحد وصخرة تتحطم عليها كل المخططات الإجرامية