رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المصريون خلف رئيسهم

«الأزمات تُظهر معادن الرجال» مقولة خلّدها الشعب المصرى وأرسى معالمها باقتدار، أهل مصر تجمعهم الأزمات ويلتفون حول قيادتهم، تجد الجميع صفًا واحدًا مرصوصًا، لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة العامة، ولا صوت يخالف ما تراه قيادتهم السياسية.

هكذا التف المصريون خلف رئيسهم، فى مشهد رآه العالم من أمام معبر رفح، وسيراه فى كل شبر فى مصر إذا اقتدت الحاجة، التفاف المصريين خلف الرئيس ليس الأول من نوعه، فالملحمة بدأت منذ ثورة 30 يونيو حينما منح المصريون الولاء التام للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهم الآن يواصلون إبهار العالم بأنهم شعب واعٍ يمتلك كل مقومات الدعم لقيادته التى يثق فيها وفى تقديرها للأمور.
نحن أهل مصر، أصحاب موقف وقضية، ندعم الفلسطينيين، ولن نسمح بالتهجير مهما كان، سنواجه ونقف أمام كل المخططات والسيناريوهات التى من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، وسنُفشل كل مخططات أهل الشر التى تستهدف أمن مصر القومى والتى تستهدف الوطن.
موقف بطولى جديد يُضاف إلى رصيد الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، الذى لم يتغاضَ عن ما يحدث وما يحاك للقضية الفلسطينية، بل واجه بقوة وشرف وهوية عربية، معلنًا رفض مصر التام أمام العالم وأنها لن تشارك فى أى ظلم على فلسطين.
لم تتجاهل مصر مخططات التهجير، مع أنه كان من الممكن أن تتغاضى مصر عن ما يحاك لفلسطين وحينها كانت ستفوز بالجائزة الكبرى وتنعم بكل العروض التى تنعش اقتصادها، وحينها كانت ستعيش مصر والمصريون فى جنة من خلال أموال وحوافز كثيرة مقابل أن توافق مصر على التهجير وتدعمه، لكن القائد الشجاع رأى أنه لا خير فى مال على حساب قطرة دم لشهيد عربى على أرض فلسطين، كان الخيار واضحًا لمصر منذ المشهد الأول فى مخطط التهجير، كان رفضًا قاطعًا بأنه لن نشارك فى وقوع الظلم، وأن الرأى العام المصرى والشارع المصرى لن يقبل بهذا.
ما أن أعلن الرئيس السيسى موقف مصر بقوة إلا وانفجرت السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى لتتغنى فى شخص الرئيس، معلنة الدعم المطلق لما يراه الرئيس وما يتخذه من قرارات، مصر كلها عبدالفتاح السيسى، حقيقة ليس كلامًا ولا شعارًا، المصريون أصحاب مواقف صعبة لا يمكن أن تخدعهم الظروف، ربما يعيش المصرى غير ميسور الحال، ربما تضيق عليه ظروفه، ربما الآن لا يعيش حياة مرفهة، لكنه إذا جاء وقت الجد لا مقارنة بين أمن وطعام، لا مقارنة بين جوع وأمان، الخيار دائمًا الوطن والسلام.
المصريون دائمًا يبهرون العالم، لا تجد شعبًا يقف خلف قيادته وجيشه مثل المصريين، جيش مصر هو ملك مصر، الشعب المصرى اصطف خلف الرئيس وخلف جيشه، إنها الفطرة الوطنية والدماء العربية التى تربينا عليها، عقيدة الجيش المصرى عقيدة أزلية متوارثة يتوارثها جيلٌ بعد جيل، علمها لىّ أبى، كما علمه جدى، وها أنا أعلمها لطفلى حتى يعلم أن جيش بلده وقيادته جزء أصيل وحصن أمان لا يمكن أن نحيد عنده أو نقف له حجرًا عثرًا مهما كانت الظروف.
نحن المصريين أصحاب قضية وأصحاب موقف، نرفض التهجير ونطالب بحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، قالها الرئيس السيسى، وها نحن نردد من بعده: لن نشارك فى أى ظلم على فلسطين، ولن نسامح فى أى تعدٍ على الأمن القومى مهما كان المعتدى، مصر أبرأت ذمتها وأراحت ضميرها، وجاء الوقت حتى يعلن الشعب المصرى تماسكه بقيادته والوقوف إلى جانب رئيسه، فمشاهد المصريين عند معبر رفح ما هى إلا بداية لطوفان مصرى ينتظر إشارة رئيسه، وسيغزو مصر كلها دعمًا وتأييدًا وثقةً فيما يتخذه من قرارات.
قالها الرئيس السيسى: «سواء كنت أنا فى الحكم أو جاء أحد غيرى»، ونحن نقول: «يا سيادة الرئيس نحن ندعمك، ونقف خلفك، ونعلم حجم التحديات والحروب الخفية التى يروّجها أعداؤك لينالوا منك، يا سيادة الرئيس: إنها حرب باردة، حرب إعلام وشائعات ووعى، لن يصلوا إليك لأن شعبك يدعمك، شعبك ينتظر منك إشارة واحدة، أيًا كانت الإشارة، لو أردت حربًا لهرولنا خلفك، وإن أردت دعمًا لاصطف الوطن، نساء وشيوخًا وشبابًا وأطفالًا».
نحن خلف رئيسنا نعلم أن التحديات كبيرة، والمخططات كثيرة، لكن إرادتنا والتفافنا حول قيادتنا لن يؤثر علينا وسنتجاوز الصعب مهما كانت، بدأناها مع الرئيس فى ظرف استثنائى منذ 2014، وها نحن نكمل ما بدأناه ونستمر فى تنفيذ عهدنا بأنه لا انشقاق ولا تراجع، ولا استسلام، بل دعم، وثقة بأننا سنتجاوز المحن وسنعبر نحو نصر جديد، المعركة كبيرة تحتاج إلى أصحاب أنفاس طويلة، ونحن نعاهدك على التمسك بك والدعم المطلق لك حتى ننجو جميعًا وتنجو المنطقة من كل ما يُحاك بها حتى يعود السلام إلى المنطقة العربية بأكملها.