الاجتماع السداسى العربى فى القاهرة: رفض التهجير القسرى لسكان غزة.. وتهيئة فرص السلام
.. «الإعراب عن استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقًا للقانون الدولى، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأى صورة من الصور أو تحت أى ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها».
.. ما سبق، نص البند الخامس من بيان «اجتماع القاهرة» السداسى العربى، الذى عقد بدعوة من مصر.
.. اللافت أن نص البيان، الذى صدر عن الاجتماع، الذى حضره وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطى، والأردن أيمن الصفدى، والسعودية فيصل بن فرحان، وقطر محمد بن عبدالرحمن، والإمارات عبدالله بن زايد، بمشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وأعد - البيان الختامى-وفق نص دبلوماسية إدارة الأزمات، يطرح الجوانب الشمولية من غايات الاجتماع الذى يأتى فى توقيت، وحالة من تشابك الأزمات الناتجة عن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
*ترامب يتشدد.. والاجتماع السداسى يؤسس للحوار.
.. جيوسياسيًا، وأمنيًا، أهمية الاجتماع السداسى، فى العاصمة المصرية القاهرة، أنه وضع تحديات أمام تهديدات ورغبات الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب، الذى يريد ما ليس له، ولا يمكن تنفيذه على شكل نظام المقاولات السياسية أو الاقتصادية، ولا يتناسب مع الحقوق الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية أولا، ولا بالمعاجة الجادة لإيقاف الحرب العدوانية على قطاع غزة، حرب الكابينت الصهيونى التوراتى، وحرب الإبادة الجماعية التى اقرت سياقها وأحداثها المحكمة الجزائية الدولية.
لهذا شدد الوزراء العرب، وهم يمثلون مركز الثقل السياسى والاقتصادى، وصنع القرار، من الأردن وفلسطين ومن مصر العربية بثقلها الآسيوى الإفريقى، ومن دول الخليج العربى، بما لديها من مفاتيح وثقل سياسى اقتصادى وعلاقات نوعية مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعالم الإسلامى.
.. اجتماع القاهرة، حراك دبلماسى عربى، رفض تهجير الفلسطينيين، ودعا لدعم تنفيذ اتفاق غزة بكل مراحله، مؤكدًا أنه يتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتحقيق حل الدولتين، وفق ملفات مداولات حقائق تاريخية وإدراك من المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، للعلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، والحقوق التى كفلتها المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، وبالتالى، الاجتماع كان يبعث برسالة واضحة تدعو الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية إلى فهم الأزمة وحيثيات ما تريد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من الواقع الذى تعيش فيه فلسطين المحتلة، جراء عدوانية ومخططات السفاح نتنياهو، وبالتالى، حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة المشروعة، مع «استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه وتمسكه بحقوق المشروعة وفقا للقانون الدولى».
*السداسية فى مبررات الاجتماع، وما الآتى؟
كانت العلاقات الجيو سياسية بين مصر والأردن، حتمت مواجهة ذكية لاحتواء الأزمة السياسية التى افتعلها الرئيس الأمريكى ترامب، معتقدا أن قطاع غزة حالة جغرافية أو سكانية قابلة لمنطقة الاحتواء والحلول على طريقة الكاوبوى الأمريكى، القيادة السياسية العليا، الملك عبدالله الثانى ملك الأردن، والرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس مصر العربية، كانا فى قمة الحسم واتخاذ القرار الذى هو فى أول الأمر قرار سيادى، متسق مع نبض الشعوب العربية التى لها علاقات جوار ووحدة حال مباشرة مع الشعب الفلسطينى داخل وخارج فلسطين المحتلة، وهذا تنسيق آمنت به الأردن ومصر منذ بدء الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والتى كان للدعم الأمريكى العسكرى دوره الواضح، الذى لم يتخذ الحياد، بل اعتبر أن قطاع غزة موئلًا للإرهاب.
.. حتمًا، وفى سياق الدبلوماسية العربية، التى واكبت أزمات الحرب والجبهات التى ساندتها، كانت تعمل لإبراز معطيات أساسية لتعريف المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، مجددًا بكل القضية الفلسطينية المحتلة.
.. فى اجتماع القاهرة، مرحلة كانت البداية، لتكون، وفق مؤشرات ومعلومات خاصة لـ«الدستور» أساسا متينا لتعزيز حالة من الوعى السياسى الذى يدعو العالم والمنظمات والقوى الاقتصادية والتكتلات الدولية عبر قارات العالم، لتفعيل حوار الحكمة والعقل والقانون الدولى وأسس الأمن والسلم الدوليين، لمنع أى مبادرة من الولايات المتحدة للتهجير وتفريغ قطاع غزة من سكانه، بعد حرب إبادة جماعية قادها السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية.
.. وترى الأوساط الدبلوماسية التى واكبت اجتماع الوزراء السداسى فى القاهرة أن الاجتماع يأتى لمبررات مهمة منها:
* أولا:
بعد أيام من طرح الرئيس الأمريكى ترامب مقترحًا بنقل فلسطينيى غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما لاقى رفضًا من هذين البلدين، وأطراف عربية ودولية أخرى.
* ثانيا:
بعد يومين من سريان قرار الحكومة الإسرائيلية حظر أنشطة الأونروا فى إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، الذى دخل مرحلة التطبيق إسرائيليًا.
* ثالثا:
.. وبعد تعزيز الدول العربية والإسلامية، بضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها، وبحث عودة المهجرين فى غزة لمنازلهم بشكل آمن، وإيصال مزيد من المساعدات لغزة.
* رابعًا:
قبيل زيارة السفاح نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوة من الرئيس ترامب، لزيارة البيت الأبيض الثلاثاء المقبل الموافق الرابع من فبراير، وفق ما أكد مسئول فى الإدارة الأمريكية أن ترامب دعا نتنياهو إلى لقائه فى البيت الأبيض مطلع الأسبوع المقبل لمناقشة «كيفية جلب السلام لإسرائيل والمنطقة».
ويأتى اجتماع ترامب ونتنياهو بعد أن نسب ترامب لنفسه الفضل فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس والذى جاء بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة.
.. فى ذات السياق، تكمن أهمية اللقاء، أنه يؤسس عمليًا، لسبل متابعة جهود وقرارات القمم العربية والإسلامية، والأممية، التى واكبت مسارات ومراحل أكثر من 16 شهرًا من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبالتالى، يجب أن تتوافر حالة من الوحدة والاتفاق والتعاون لمنع وإيقاف كل محاولات التهديد والتهجير القسرى لسكان غزة، أو ربط إيقاف الحرب وإعادة الإعمار وإدارة القطار بالترتيب والضغط لخلق حالة عالمية غير مسبوقة تقوم على التهجير ونقل الأزمة حول العالم، أو للضغط على الأمن القومى والسيادة فى الأردن ومصر، عدا عن تحقق الأمن القومى العربى فى مواجهة الأزمات وتطور الحرب إلى نواة حرب، يجرى تدويل بعض مفاصلها فى عدة دول واضحة، نتيجة الجبهات التى واكبت حرب غزة.
*وثيقة: نص بيان اجتماع القاهرة العربى السداسى
.. «الدستور» تنشر وثيقة بيان اجتماع القاهرة السداسى، علامة تؤشر على أهمية أن تكون الاجتماعات الثنائية الثلاثية أو الوحدية أو العربية الإسلامية، كمقدمة للحوار المختلف مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكل دول العالم، من منطلق حضارى إنسانى، ودعمًا للحقوق والسيادة.
.. صدر عن الاجتماع البيان، التالى نصه:
*الديباجة:
بدعوة من جمهورية مصر العربية، عقد بالقاهرة اليوم الأول من شباط اجتماع على مستوى وزراء الخارجية شاركت فيه كل من المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، دولة قطر، جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى السيد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين والسيد أمين عام جامعة الدول العربية. وقد اتفقت الأطراف المشاركة فى الاجتماع على التالى:
*1-
الترحيب بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، والإشادة بالجهود التى قامت بها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر فى هذا الصدد، والتأكيد على الدور المهم والمقدر للولايات المتحدة فى إنجاز هذا الاتفاق، والتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لتحقيق السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط، وفقًا لحل الدولتين، والعمل على إخلاء المنطقة من النزاعات.
*2-
تأكيد دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاث لضمان تنفيذ الاتفاق بكامل مراحله وبنوده، وصولًا للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار، وبما يضمن نفاذ الدعم الإنسانى إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافى وإعادة التأهيل، وذلك بشكل ملائم وآمن، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل والرفض التام لأى محاولات لتقسيم قطاع غزة، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولى مهامها فى قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولى بمعالجة الكارثة الإنسانية التى تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلى.
*3-
التأكيد على الدور المحورى الذى لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال لوكالة غوث وتشغيل لاجئى فلسطين «الأنروا»، والرفض القاطع لأى محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها.
*4-
التأكيد فى هذا الصدد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار فى قطاع غزة، بأسرع وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصةً فى ضوء ما أظهره الشعب الفلسطينى من صمود وتشبث كامل بأرضه، وبما يُسهم فى تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين من سكان القطاع على أرضهم، ويعالج مشكلات النزوح الداخلى، وحتى الانتهاء من عملية إعادة الإعمار.
*5-
الإعراب عن استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقًا للقانون الدولى، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأى صورة من الصور أو تحت أى ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
*6-
الترحيب باعتزام جمهورية مصر العربية بالتعاون مع الأمم المتحدة، استضافة مؤتمر دولى لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك فى التوقيت الملائم، ومناشدة المجتمع الدولى والمانحين للإسهام فى هذا الجهد.
*7-
مناشدة المجتمع الدولى فى هذا الصدد، لاسيما القوى الدولية والإقليمية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أجل بدء التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، بما يضمن معالجة جذور التوتر فى الشرق الأوسط، لا سيما من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما فى ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطنى وفى سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما فى ذلك القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من حزيران لعام 1967. وفى هذا الإطار، دعم جهود التحالف الدولى لتنفيذ حل الدولتين والمشاركة الفاعلة فى المؤتمر الدولى لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والمُقرر عقده فى يونيو 2025.