«سى إن إن»: تصريحات ترامب عن نقل الفلسطينيين من غزة تتناقض مع السياسة الخارجية لأمريكا
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، عن رغبته فى استقبال دول عربية فلسطينيين من قطاع غزة ردود أفعال واسعة فى الإعلام الأمريكى.
وقال «ترامب»، فى تصريحات للصحفيين، على متن الطائرة الرئاسية فى طريقه من لاس فيجاس إلى ميامى، إن قطاع غزة بات «موقع هدم حرفيًا»، لافتًا إلى أن «الناس يموتون هناك»، وأنه يفضل المشاركة مع بعض الدول العربية فى «بناء مساكن بمكان مختلف، حيث يمكن لهم أن يعيشوا فى سلام من باب التغيير»، وأوضح أن هذا النقل يمكن أن يكون «مؤقتًا أو طويل الأمد»، بهدف «تمكين الفلسطينيين من العيش بسلام».
وقالت شبكة «سى إن إن» الأمريكية إن تعليقات ترامب حول تنظيف غزة ونقل سكانها منها تنتهك عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية، التى أكدت منذ فترة طويلة على حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين.
وتابعت الشبكة الأمريكية أنه، وعند تولى ترامب منصبه هذا الأسبوع، ألغى العقوبات التى فرضها سلفه الرئيس جو بايدن على المستوطنين الإسرائيليين، الذين اعتبروا مسئولين عن العنف المميت فى الضفة الغربية المحتلة، فى خطوة رحب بها وزير المالية الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش، الذى دافع بشدة عن إعادة إسرائيل إنشاء المستوطنات اليهودية فى غزة «والمهجورة بموجب أمر إسرائيلى فى عام ٢٠٠٥».
فيما قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن اقتراح ترامب سيقابل برفض بالغ من الدول العربية، موضحة أنه من المرجح أن تحظى الفكرة بترحيب من إسرائيل، حيث دعا شركاء رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من اليمينيين المتطرفين فى الحكم، منذ فترة طويلة إلى ما وصفوه بـ«الهجرة الطوعية لأعداد كبيرة من الفلسطينيين وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية فى غزة».
وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات ترامب من شأنها أن تؤدى إلى تنفير حلفاء رئيسيين فى المنطقة كانت لترامب علاقات جيدة معهم، ومن المحتمل أن يؤدى هذا إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوسط فى اتفاق تاريخى بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل لتطبيع العلاقات.
ووفق الوكالة، فقد اتهمت جماعات حقوق الإنسان إسرائيل بالفعل بممارسة عمليات التطهير العرقى فى غزة، والذى عرّفه خبراء الأمم المتحدة بأنه سياسة صممتها مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإزالة السكان المدنيين من مجموعة أخرى من مناطق معينة «بوسائل عنيفة وملهمة للإرهاب».
وفى الإطار نفسه، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن قضية تهجير الفلسطينيين من غزة حساسة سياسيًا، ويخشى العديد من الفلسطينيين أنهم إذا غادروا القطاع فلن يسمح لهم الاحتلال الإسرائيلى أبدًا بالعودة، وهناك عدة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين منتشرون فى الغالب فى الدول العربية منذ قيام إسرائيل عام ١٩٤٨.
وأوضحت الصحيفة أن تعليقات ترامب جاءت فى الوقت الذى رفضت فيه القوات الإسرائيلية دخول آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يتوقعون العودة إلى شمال غزة، أمس الأحد، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.
يأتى ذلك فيما أدانت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامى» الفلسطينيتان مقترح ترامب.
وقالت حركة «الجهاد الإسلامى»، فى بيان عبر حسابها على منصة «تليجرام»: «ندين بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب»، معتبرة أنها «تندرج فى إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه».
فيما قال عضو المكتب السياسى لـ«حماس»، باسم نعيم، لوكالة «فرانس برس»: «إن شعبنا كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سيُفشل كذلك مثل هذه المشاريع».