قمة «الكالاماتا» العاشرة
تحالف الكالاماتا، الذى استضافت القاهرة، قمته العاشرة، الأربعاء، هو آلية التعاون الثلاثى المصرى اليونانى القبرصى، وحصل على اسمه من مدينة «كالاماتا»، Kalamata، التى تقع فى جنوب اليونان، وأصبحت فى ٢٣ مارس ١٨٢١ أول مدينة تحررها القوات اليونانية، خلال انتفاضة الاستقلال من الاحتلال العثمانى. وكانت ولا تزال مشهورة بزراعة الزيتون الذى يحمل اسمها، وكان أشهر ما حمله اليونانيون معهم عندما قدموا إلى الإسكندرية فى القرن التاسع عشر.
خلال لقائهم بالقاهرة فى نوفمبر ٢٠١٤، أطلق قادة الدول الثلاث أولى جولات آلية التعاون الثلاثى التى انتهت أعمالها بإصدار إعلان مشترك، «إعلان القاهرة»، أعربت فيه الدول الثلاث عن اعتزامها تعزيز وتوثيق التعاون فى جميع المجالات، ثم تتابعت اللقاءات فى عواصم الدول الثلاث، وأدت القمم التسع السابقة إلى زيادة التعاون فى مجالات الدفاع، والأمن، ومكافحة الإرهاب، والطاقة، والاقتصاد، والتجارة، والبيئة، والسياحة، وحماية التراث الثقافى، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.
للبناء على ما تحقق خلال القمم التسع السابقة ومتابعة المشروعات الجارى تنفيذها فى إطار التحالف أو الآلية الثلاثية، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، مع الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليونانى، فى قصر الاتحادية، وقبل أن يتم توقيع مذكرات ثنائية وثلاثية من أجل تعزيز سبل التعاون فى مجال الطاقة، أكد القادة الثلاثة ضرورة تعزيز الشراكة فى مشروعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء، والربط الكهربائى المشترك، واستكمال البنية الأساسية اللازمة لهذا الربط، وتكثيف التعاون فى إطار منتدى غاز شرق المتوسط، الذى يقع مقره فى القاهرة، ولا يزال باب عضويته مفتوحًا لجميع الدول التى تتشارك القيم والأهداف ذاتها.
عكست القمة حرص القادة الثلاثة المستمر، والتزامهم الدائم، بالتضامن المتبادل فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، معتمدين على الشراكة المبنية على مبادئ الثقة والاحترام والتعاون. وأكدوا التزامهم الجماعى بتعزيز السلام والاستقرار فى المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معربين عن توقعهم من جميع الأطراف المساهمة فى الاستقرار والامتناع عن الأعمال الاستفزازية. كما جدد القادة اتفاقهم على دعم وتعميق التشاور السياسى بشأن سبل التصدى للتحديات التى تواجهها المنطقة التى أكد الرئيس السيسى، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، أنها لا تتحمل مزيدًا من المؤامرات.
تناولت القمة، أيضًا، تطورات الأوضاع الإقليمية، فى مقدمتها الوضع فى فلسطين، وأعرب القادة الثلاثة عن حرصهم على الوقف الفورى لإطلاق النار وتيسير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع تأكيد أهمية العمل نحو تنفيذ حل الدولتين، وضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، كما جرى تبادل الرؤى حول سوريا وليبيا والسودان، واتفق القادة الثلاثة على أهمية بدء عمليات سياسية شاملة تؤدى إلى تحقيق السلام والاستقرار والحفاظ على مقدرات تلك الدول وشعوبها.
مع تأكيد قبرص واليونان على الدور المصرى الكبير فى إنهاء الأزمة فى السودان، والترحيب بالتزامات اللجنة العسكرية المشتركة «٥+٥»، بشأن إعادة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية الليبية، قال البيان المشترك إن مصر وقبرص واليونان تتابع التطورات الأخيرة فى سوريا، وتؤكد أن هذه المرحلة الدقيقة فى تاريخها تتطلب جهودًا متضافرة من شعبها من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة تحت ملكية وطنية سورية، دون تدخل أجنبى، تشمل جميع الأحزاب الوطنية السورية، وتتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤. وإضافة إلى ذلك، أعرب القادة عن قلقهم الشديد من الانتهاك المنهجى للسيادة السورية، مشددين على ضرورة احترام وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، ضمن حدود آمنة. كما أكدوا أهمية حماية أعضاء الأقليات الدينية والعرقية، والحفاظ على التراث الثقافى السورى.
.. وأخيرًا، أسعدنا، طبعًا، أن يثنى الرئيس القبرصى ورئيس الوزراء اليونانى على دور مصر، بوصفها ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وإشادتهما بالجهود المصرية المستمرة والدءوبة، وإعرابهما عن دعمهما هذه الجهود، وتأكيدهما أهمية دعم الاقتصاد المصرى من خلال حزمة الدعم المالى والاستثمارى التى رافقت الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى.