رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتصال لم يُضف جديدًا

شكليًا، كان الاتصال التليفونى، الذى جرى أمس الأول، الثلاثاء، بين الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، ووزير الخارجية المعين بالحكومة السورية الانتقالية، هو أول اتصال أو تواصل رسمى بين مسئول مصرى وتلك الحكومة الجديدة، المؤقتة، حكومة الأمر الواقع، أو سمّها كما شئت. أما موضوعيًا، فلم يتضمن الاتصال غير تكرار لموقف مصر، الذى أعلنته، عشرات المرات، قبل وبعد التطورات الأخيرة، بلسان رئيسها ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها.

لدى استقباله جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، وبريت ماكجورك، منسق الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومى الأمريكى، فى ١٤ ديسمبر الماضى، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أو جدد الإعلان، عن موقف مصر الداعى إلى ضرورة الوقوف بجانب الشعب السورى فى هذا الظرف الدقيق، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية واحترام سيادتها، ودعم مؤسساتها، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة تضم جميع مكونات وأطياف الشعب السورى، ولا تُقصى طرفًا، ودعم جهود إعادة الإعمار وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين. وفى اليوم نفسه، كان وزير الخارجية يكرر طرح الموقف المصرى فى اجتماع لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا، الذى استضافته مدينة العقبة الأردنية.

تكرّر الإعلان عن الموقف المصرى، أيضًا، خلال لقاء الرئيس السيسى والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، فى ١٦ ديسمبر، وصولًا إلى الاتصال التليفونى الذى تلقاه من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، السبت الماضى، الذى شدد خلاله الرئيسان على أهمية الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة سوريا، وضرورة بدء عملية سياسية شاملة تضم جميع مكونات الشعب السورى. و... و... وفى كلمة مصر، مثلًا، أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أى منذ خمس سنوات تقريبًا، طالب الرئيس بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة التى تعيشها سوريا، منذ سنة ٢٠١١، تحترم سيادتها، وتحافظ على وحدتها وسلامة أراضيها، وتوقف نزيف الدم، وتقضى على الإرهاب.

أيضًا، خلال قمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى، التى استضافتها العاصمة الإدارية الجديدة، فى ١٩ ديسمبر، قال الرئيس السيسى إن مصر تؤكد دعمها التام وحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها، كما تؤكد دعمها لكل جهد، يسهم فى إنجاح العملية السياسية الشاملة، بمشاركة الشعب السورى بكل مكوناته وشرائحه، ودون إملاءات أو تدخلات خارجية. والموقف نفسه، كرره الرئيس خلال لقاءاته على هامش القمة مع قادة تركيا، وإيران، وماليزيا، ولبنان، وبنجلاديش، و... و... وفى اليوم السابق، ١٨ ديسمبر، اتفق مع رئيس إندونيسيا، طبقًا للبيان المشترك، على أن الحل الوحيد المستدام للوضع فى سوريا يأتى من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، تعطى الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السورى وتضمن وحدة الأراضى السورية.

لم يكن اتصال الثلاثاء، إذن، غير تحصيل حاصل، إذ أكد فيه وزير الخارجية، مجددًا، وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السورى الشقيق، ودعم تطلعاته المشروعة، ودعا كل الأطراف السورية فى هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار فى سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها. وأضاف أن مصر تأمل أن تتسم عملية الانتقال السياسى فى سوريا بالشمولية، دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة. كما شدد، كذلك، على أهمية أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكل القوى الوطنية تعكس التنوع المجتمعى والدينى والطائفى والعرقى، مع إفساح المجال لأن يكون لتلك القوى دور فى إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الموقف المصرى من الأزمة السورية يكاد يتطابق مع المبادئ والمرتكزات، التى تضمنها البيان الختامى لاجتماع لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا، التى تضم وزراء خارجية مصر والعراق والأردن والسعودية ولبنان، والأمين العام لجامعة الدول العربية. وهى المبادئ والمرتكزات، التى قال البيان إن التعامل مع الواقع الجديد فى سوريا سيرتكز على مدى انسجامه معها.