رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة مهمة لسلطنة عُمان

الزيارة قام بها الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، مساء أمس الأول، الأحد، والتقى خلالها نظيره العمانى بدر البوسعيدى، وفهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء، بسلطنة عُمان، وقيس اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إضافة إلى عدد من أعضاء الجالية المصرية. وهى زيارة مهمة؛ نظرًا لقوة العلاقات المصرية- العُمانية، ولأن علاقات السلطنة الطيبة والمتوازنة بكل القوى الإقليمية المتناحرة مكّنتها من القيام بدور إيجابى إقليميًا ودوليًا.

مع نظيره العمُانى، تناول وزير خارجيتنا الأوضاع الإقليمية الراهنة والتحديات المتواترة التى تشهدها المنطقة، والتطورات فى سوريا والحرب فى قطاع غزة، والأوضاع فى ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وحالة التوتر والتصعيد فى البحر الأحمر، التى تؤثر بشكل مباشر على الدول المشاطئة له، وعلى مصر بشكل خاص، فى ضوء تراجع إيرادات قناة السويس. كما تطرقت مباحثات الوزيرين إلى أوضاع منطقة القرن الإفريقى والتطورات فى السودان والصومال، و... و... وعكست رؤية مشتركة للتحديات التى تشهدها المنطقة وكيفية مواجهتها. والإشارة، هنا، مهمة إلى أن السياسة الخارجية العمانية تقوم على عدة مبادئ استراتيجية أهمها عدم التدخل فى شئون الدول الداخلية، والسعى إلى حل النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية، والحرص على توثيق التعاون والصداقة مع الجميع، بصورة لا ضرر فيها ولا ضرار.

الأهمية التى توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، أكدها وزير خارجيتنا، خلال اللقاء، مشيرًا إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـ«الدقم»، وكذلك الربط البحرى بين ميناءى «الدقم» و«صلالة» والموانئ المصرية، ما يعزز التبادل التجارى بين البلدين، ويسهم فى تعميق التعاون بينهما فى مجالات النقل الملاحى والتخزين اللوجستى، واتفق الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين، خلال الربع الأول من السنة الجارية، لتعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات.

سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، جرت مناقشتها، أيضًا، مع نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء بالسلطنة، بعد أن نقل وزير خارجيتنا، أو كرّر، نقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى، للسلطان هيثم بن طارق وتمنياته للشعب العمانى الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار، وأكد عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التى تربط مصر وسلطنة عُمان، والتى توطدت بزيارة الرئيس السيسى مسقط فى يونيو ٢٠٢٢ وزيارة السلطان هيثم بن طارق القاهرة فى مايو ٢٠٢٣، وتوجيهاته بالارتقاء بهذه العلاقات على كل المستويات وفى مختلف المجالات، وترجمتها إلى خطوات عملية ملموسة لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين نحو مزيد من التقدم والرخاء والازدهار.

فى هذا السياق، أعرب وزير الخارجية عن حرص مصر على تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والثقافى بين البلدين، مشيرًا إلى أن مناخ الاستثمار المصرى شهد العديد من الإصلاحات المؤسسية، بهدف تيسير الإجراءات على المستثمرين. وهو ما أوضحه أيضًا خلال لقائه وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، الذى أشاد فيه بمسيرة النهضة والتنمية العمانية والإنجازات التى حققتها السلطنة خلال السنوات الأخيرة، فى ضوء تنفيذها خطط الإصلاح الاقتصادى التى تضمنتها رؤية السلطنة ٢٠٤٠، مؤكدًا أهمية تحقيق التكامل بين هذه الرؤية و«رؤية مصر ٢٠٣٠»، لتعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات الاستثمار، ومضاعفة التبادل التجارى، وتحقيق التكامل فى قطاعات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والنقل الملاحى والتخزين اللوجستى، والصناعات الغذائية والدوائية، وتصنيع الأجهزة الطبية.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، أشاد خلال لقائه أعضاء الجالية المصرية فى سلطنة عمان بالدور المهم الذى تقوم به الجالية فى نقل صورة إيجابية عن مصر ودعم العلاقات المصرية- العمانية، فى ضوء العلاقات الأخوية والتاريخية التى تربط بين البلدين، مؤكدًا أهمية دور الجالية فى المساهمة فى عملية التحديث التى تشهدها الدولة الشقيقة، الذى كان محل تقدير من الجانب العُمانى، إضافة إلى دورهم فى دعم التعاون الاقتصادى ونقل وتبادل الخبرات المصرية والعُمانية.