دعاية ترامب وهاريس الانتخابية.. "شتائم وتنمّر وسخرية" وأشياء أخرى
أقل من أسبوعين يفصلان العالم عن متابعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر انطلاقها في الخامس من نوفمبر المقبل، بين المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، ومرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
وعلى مدار الأشهر الماضية، شهدت حملات الدعاية الانتخابية بين المرشحين احتدامًا في المنافسة حول العديد من الملفات مثل الهجرة والاقتصاد وكذلك ملف الإجهاض الذي حظي بتركيزٍ عالٍ خلال المناظرة الرئاسية الأولى بين هاريس وترامب في سبتمبر الماضي، فضلًا عن ملف السياسات الخارجية فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية.
وداخليًا، احتدمت المنافسات الانتخابية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي عقب إعصاري هيلين وميلتون، حيث تحولت الكارثة التي فاجآت الولايات المتحدة قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، إلى حلبة منافسة جديدة بين المرشحين حول من الأفضل لإدارة الأزمة.
ولم تقتصر المنافسة الانتخابية على الملفات السياسية والاقتصادية فحسب، بل شرع المرشحان ترامب وهاريس، إلى الإسقاط على الحالة الصحية لكل منهما، حيث سخر كل منهما على تقدم سن الآخر مشككًا في أهليته لقيادة البلاد.
منافسة صحية
في 20 أكتوبر الجاري، نشرت هاريس، تغريدة قالت فيها إن ترامب "منهك وغير مستقر وغير لائق ليكون رئيسًا للولايات المتحدة".
وفي أحد التجمعات الانتخابية السابقة في أتلانتا، اتهمت هاريس منافسها ترامب، بـ"التهرب من المناظرات وإلغاء المقابلات بسبب الإرهاق وسنه".
وقالت إن ترامب بات على نحو متزايد غير مستقرّ وغير أهلٍ لممارسة المهمات الرئاسية.
واستفزازًا لمنافسها الجمهوري، نشرت هاريس تقريرًا طبيًا يتحدث عن صحتها الممتازة، فيما أشارت حملة الرئيس السابق إلى أنه أيضًا في صحة مثالية وممتازة لقيادة البلاد، ووصف هاريس بأنها "لديها طاقة أقل من طاقة أرنب".
الخطاب الديني
في 20 أكتوبر الجاري، توجهت هاريس إلى إحدى الكنائس في ولاية جورجيا؛ لحث المصلين على التصويت في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، كما حثت على رفض المرشحين الذين ينشرون الكراهية والانقسام - حسب قولها -، وذلك سعيًا منها إلى حشد الناخبين في المرحلة الأخيرة من حملتها الرئاسية.
وقالت هاريس خلال حديثها في كنيسة "نيو بيرث" المعمدانية بمدينة ستونكريست: "ما نراه هو أن بعض الأشخاص يحاولون تعميق الانقسامات بيننا، ونشر الكراهية، وزرع الخوف، وإحداث الفوضى"، مضيفة أن هذه الانتخابات يجب أن تتمحور بشكل أكبر حول أفكار المرشحين الداخلية، وليس مجرد الشخصيات.
من جهته، وصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب، منافسته كامالا هاريس بأنها "مدمرة للدين"، وأن المسيحيين سيعانون بشدة إذا أصبحت رئيسة.
وفي تصريحٍ له خلال حدث انتخابي بولاية نورث كارولينا، قال ترامب: "إنها مدمرة للمسيحية وللإنجيليين والكنيسة الكاثوليكية.. إنها أسوأ كابوس لكم.. وأسوأ بكثير من جو بايدن".
وحثَّ دونالد ترامب، الناخبين المسيحيين على المشاركة في الانتخابات، زاعمًا أن إدارة هاريس ستقيد الحريات الدينية في البلاد حال فوزها.
مبارزة اقتصادية
في مناظرتهما الأولى خلال سبتمبر الماضي، شغلت ملفات الهجرة والاقتصاد حيزًا كبيرًا من وقت المناظرة، حيث أكدت هاريس أنها ستساعد الطبقات الأمريكية الوسطى وستخفض نسبة الضرائب، قائلة: "أنا ابنة الطبقة الوسطى وأملك خطة لتخفيض الضرائب وتحسين معيشة الأمريكيين".
من جهته قال ترامب، إنه أسس واحدًا من أعظم اقتصادات العالم عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة، مضيفًا: "جو بايدن وكامالا هاريس دمَّرا اقتصاد بلادنا.. هي لا تمتلك سياسة اقتصادية.. بل هي ماركسية ووالدها كان ماركسيًا ومختصًا في الاقتصاد.. هم من دمروا بلادنا من خلال سياسات جنونية"، مضيفًا أن "هاريس لا تملك خطة للنهوض بالاقتصاد الأمريكي، بل نسخت خطة جو بايدن".
وانتقد المرشح الجمهوري إدارة الاقتصاد في ولاية بايدن، قائلًا: "الولايات المتحدة تعاني من تضخم هو الأسوأ في التاريخ، وحال فوزي سيتم فرض رسوم على الواردات.. لن أفرض رسومًا على المبيعات ولكن على البضائع المستوردة".
ملف الهجرة
وخلال المناظرة الرئاسية أيضًا، اتهم ترامب الرئيس بايدن، ونائبته هاريس، بتشجيع المهاجرين بالقدوم إلى الولايات المتحدة، وصرَّح: "هم الذين سمحوا للإرهابيين وتجار المخدرات بالدخول إلى بلدنا..هم يدمرون بلادنا ولم يسبق أن حدث مثل هذا، لقد سمحوا بدخول 20 مليون مهاجر خلال عهد بايدن".
وردت هاريس على اتهامات ترامب، بأن الكونجرس مررَّ قانونًا يسمح بنشر 1500 جندي لحراسة الحدود وملاحقة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود.
وشددت: "الشعب يريد قائدًا يعالج المشاكل ولا يتهرب منها.. أما ترامب فهو شخص يحاول دائمًا تجاوز المشكلات وليس حلها".
الإجهاض وحقوق المرأة
حظي ملف حقوق المرأة والإجهاض باهتمامٍ بالغ خلال الدعاية الانتخابية لكلا المرشحين، حيث يُشكِّل الإجهاض إحدى القضايا الرئيسة في الحملة الانتخابية.
واتهم ترامب الديمقراطيين، بدعم حق المرأة في الإجهاض حتى خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وهو ما وصفه بأنه "إعدام للأطفال".
وخلال حلولها ضيفة على بودكاست "Call Her Daddy"، دافعت هاريس عن حق المرأة في الإجهاض، مشيرة إلى أن اتهامات ترامب بأنها تؤيد "إعدام أطفال" في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل، ما هي إلا "أكاذيب"، مشيرة إلى أنه عندما كان رئيسًا للبلاد هو الذي عين 3 حكام في المحكمة العليا من أجل إلغاء قانون الإجهاض.
وأضافت: "هناك 20 ولاية أمريكية تجرم الطبيب أو الممرضة التي تقدم الرعاية الصحية أو تساعد أي امرأة تريد الإجهاض".
وخاطبت هاريس، النساء الأمريكيات عبر قناة "إي بي سي": "أتعهد إن أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأوقع على قانون الإجهاض بفخر.. الشعب يؤمن بحرية المرأة وأن تفعل ما تشاء بجسدها".
تحدي "هيلين" و"ميلتون"
جاء إعصارا "هيلين" و"ميلتون" ليضيفا ساحة معركة انتخابية جديدة بين ترامب وهاريس، حيث تسابق المرشحان على استغلال الحدث سياسيًا لصالحهما في الانتخابات، وكسب أصوات جديدة في ولايتي جورجيا وكارولينا الشمالية، حيث إنهما من بين الولايات السبع المتأرجحة.
واتهم ترامب، إدارة بايدن، بالتقاعس في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لمتضرري إعصار "هيلين" الذي ضرب ولاية فلوريدا، وخلال زيارته للمناطق المنكوبة، وعد ترامب بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والوقود والمعدات المستخدمة في عمليات الإنقاذ والمياه للمحتاجين.
ووصف ترامب، هاريس، بأنها "غير كفؤ"، مبرهنًا على ذلك بعدم استجابة الحكومة الفيدرالية، لمساعدة سكان جنوب شرق الولايات المتحدة الذين تضرروا بشدة من إعصار هيلين.
من جهتها، أجرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، زيارة ميدانية إلى ولاية جورجيا؛ للوقوف على الأضرار التي خلَّفها الإعصار، فيما طالبت من السلطات المحلية والفيدرالية بـ"الاستجابة لجميع مطالب المتضررين والاستماع إليهم".
وصفت هاريس منافسها الجمهوري، بأنه "طائش"، متهمة إياه بنشر أكاذيب بشأن تعامل السلطات الفيدرالية مع كارثة الإعصار هيلين.
وزعم ترامب، أن أموال وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية قد نفدت بسبب الإنفاق على برامج تتعلق بالمهاجرين غير النظاميين.
وردَّت هاريس: "الحقيقة أن وكالة إدارة الطوارئ لديها موارد كثيرة متاحة للناس الذين هم في أمس الحاجة إليها الآن، وموارد لمساعدة الناس على الوقوف على أقدامهم وإعادة الإعمار".
الحرب الروسية الأوكرانية
لم تغب الحرب الروسية الأوكرانية عن ملفات الدعاية الانتخابية بين هاريس وترامب، حيث شدد الأخير على ضرورة إنهاء الحرب بسرعة؛ لما استنزفته من ملايين الخزينة الأمريكية.
وقال ترامب: "بايدن لم يتحدث مع بوتين منذ أكثر من عامين.. أنا سأحل الصراع قبل أن أصبح رئيسًا لأننا على شفير حرب عالمية ثالثة".
من جهتها ردت هاريس: "لو كان ترامب رئيسًا لكان بوتين الآن في العاصمة كييف"، مضيفة أن "إدارة بايدن جمعت 50 دولة حول العالم لمساعدة أوكرانيا، لكن ترامب كرر تأكيده بأنه حال فوزه في الانتخابات سيجد حلًا لإنهاء الحرب قبل أن يصل إلى البيت الأبيض.