"وعد بلفور الثانى" يُربك الشرق الأوسط!!
يتفق الكثير من المحللين حول العالم على أن الرئيس دونالد ترامب ارتكب أول خطأ فادح له فى السياسة الخارجية، حين قال للصحفيين إنه يريد «تطهير» غزة، عن طريق نقل بعض سكانها إلى الأردن ومصر.. ربما كان اقتراح ترامب يمثل دافعًا شخصيًا، أكثر من كونه سياسة مُخططة.. لكن التصريح العلنى المرتجل أذهل القادة العرب المعتدلين، الذين كانوا يتطلعون إلى العمل معه، إذ يمكن أن تؤدى إعادة توطين الفلسطينيين إلى زعزعة استقرار الحكومات العربية المعتدلة فى جميع أنحاء المنطقة.. صحيح أن ترامب يستمتع بكونه رئيسًا مشاكسًا، لكن ما قاله كان أقرب إلى رمى قنبلة يدوية، حتى إن مسئولًا عربيًا قال إن خطة ترامب ربما عكست فكرة رائد أعمال عقارى لتطوير الأعمال بدلًا من ممارسته صحيح السياسة الخارجية، «إنه حرفيًا مِعوَل هدم الآن»، بما قاله عن غزة، من أنه يفضل «الانخراط مع بعض الدول العربية وبناء مساكن فى موقع مختلف، حيث يمكن للفلسطينيين العيش بسلام من أجل التغيير».
أدلى ترامب بتصريحاته على الطائرة الرئاسية، بعد فترة وجيزة من طرح الفكرة فى نهاية محادثة خاصة مع العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى.. ومثل معظم القادة الأجانب، يريد العاهل الأردنى التعاون مع ترامب، لكنه لا يستطيع المخاطرة بزعزعة استقرار بلاده، بتدفق جديد من اللاجئين الفلسطينيين.. وكان رد فعل الشرق الأوسط سريعًا وسلبيًا بشكل حاد.. إذ قال وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، إن معارضة الأردن تهجير الفلسطينيين «حازمة ولن تتغير».. وأعادت السفارة المصرية نشر تعليق سفيرها معتز زهران، بأن «مصر لا يمكن أن تكون جزءًا من أى حل ينطوى على نقل الفلسطينيين إلى سيناء».. حتى أنصار ترامب العرب شعروا بالفزع: «نحن نرفض رفضًا قاطعًا اقتراح الرئيس بنقل الفلسطينيين فى غزة- بالقوة على ما يبدو- إما إلى مصر أو الأردن»، كما قال بشارة بحبح، رئيس منظمة «عرب أمريكيون من أجل ترامب»: «لسنا بحاجة إلى ادعاءات أو تصريحات جامحة تتعلق بمصير الفلسطينيين».
إن تعليق ترامب المرتجل حول نقل الفلسطينيين يُضخم الاتجاه الذى كان واضحًا منذ انتخابه: ميله لبدء معارك غير ضرورية حول مشاريعه، كما يقول ديفيد إجناتيوس، فى «الواشنطن بوست»، لقد دخل فى شجار مع الدنمارك حليفة الناتو بشأن جرينلاند، وهدد باستعادة قناة بنما، وقام بالتصعيد ضد كندا مرارًا وتكرارًا، بشأن اختلال التوازن التجارى.. ويبدو أنه ينسى أن السياسة الخارجية ليست طريقًا أحادى الاتجاه.. فحتى القوى العظمى تحتاج إلى أصدقاء.
لذلك، فإن إرباك الشرق الأوسط ليس من الحكمة بشكل خاص الآن، حيث تحاول المنطقة التعافى من حرب مدمرة.. حتى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن فى غزة، الذى يتفاخر ترامب بالمساعدة فى تسهيله، أصبح هشًا بشكل متزايد، حيث يحسب الإسرائيليون حقيقة أنهم فشلوا فى إنشاء هيكل حكم بديل فى غزة ليحل محل حماس.. ووقف إطلاق النار فى لبنان، وهو مفتاح آخر للاستقرار المستقبلى فى المنطقة، مُعرض للخطر، لأن إسرائيل لم تتخل بعد عن الجنوب، ولم يستولِ الجيش اللبنانى بعد على السلطة بالكامل من حزب الله.. وإذا انهارت هذه الصفقة، سيدفع لبنان الثمن، ولكن إسرائيل ستدفع الثمن أيضًا، فى حالة استمرار الاضطرابات شمال حدودها.
ومن خلال إشعال حرائق جديدة فى المنطقة، يُقلل ترامب من قدرته على إخماد النيران الموجودة بالفعل.. وبصفته رئيسًا، من المفترض أنه يُقدر قيمة الاستقلال، فإنه يُخاطر بالظهور بأنه أسير للفصائل الأكثر يمينية فى إسرائيل، التى كانت من بين المدافعين القلائل عن إعادة توطين الفلسطينيين قسرًا من غزة.. ومع أول جنون من الأوامر والتطهير والحظر، ومع وابل نيرانه متعدد الاتجاهات، يبدأ ترامب معارك أكثر مما سيكون قادرًا على إنهائها.. مع أنه عادة ما يكون التوجيه الأول فى الحرب هو تركيز النار بدلًا من تشتيتها، وتحقيق أهدافك واحدة تلو الأخرى.. صحيح، لدى ترامب بعض الأفكار الجيدة للسياسة الخارجية، خصوصًا فيما يتعلق بإنهاء حرب أوكرانيا بطريقة لا تُكافئ الغزو الروسى الشامل عام 2022، لكنه يخاطر بأفكاره الجيدة، من خلال تقديم وابل من الأفكار السيئة، مع نهج غير مركز، يبدو بشكل متزايد مثل كل شىء، فى كل مكان، أو كل شىء فى وقت واحد!!.
●●●
الإسرائيليون هم الأسعد باقتراح ترامب، الذى وصفه الإعلام العبرى بـ«وعد بلفور الثانى»، حيث قال مايكل شيفربر، فى القناة الرابعة عشر الإسرائيلية اليمينية، إن الرئيس ترامب، كرجل أعمال داهية وغير مُقيد بحدود، أعلن عن «وعد بلفور» هذا الأسبوع، بإعلانه أنه يجرى مفاوضات مع المصريين والأردنيين بشأن هجرة سكان غزة إلى هذه البلدان.. والذين ظنوا أن ذلك كان مجرد صدفة، كانوا مخطئين، فهو ليس صدفة، بل خطة منظمة وتأسيسية، وبدأت تؤتى ثمارها، ثم عاد الرئيس وأعلن نواياه.. ثم عزز كلامه، قائلًا إن كلًا من إندونيسيا وألبانيا دولتان مستهدفتان لتنفيذ هذه الخطة.. ثم ذكر «شيفربر» أن ديفيد بن جوريون- أول رئيس وزراء لإسرائيل- لم يكن الأكثر بلاغة بين أعضاء الهجرة الثانية.. كما أنه لم يكن، فى البداية، الأبرز بينهم.. وبالتأكيد لم يكن يمتلك أرقى القدرات الكتابية بينهم.. مظهره الخارجى المتواضع «قصير، أصلع، شاحب ويفتقر إلى السمة الخاصة»، وافتقاره إلى المهارات الاجتماعية «شهد لنفسه أنه لم يكن لديه سوى بيريل كاتسنلسون، كصديق حقيقى»، لم يضعه فى مقدمة القيادة فى بداية مسيرته العامة.. وكانت ميزته الواضحة والفريدة التى منحته مكانة رائدة فى قيادة الحركة الصهيونية هى قدرته الهائلة على تحديد الفرص التاريخية، وتسخيرها بجهد كبير، وتفانٍ لا نهاية له، لصالح المشروع الصهيونى.
هكذا رأى بن جوريون إعلان بلفور، فى الثانى من نوفمبر 1917، بشأن إعلان بريطانيا دعمها إقامة وطن قومى للشعب اليهودى فى أرض فلسطين، باعتباره معلمًا تاريخيًا أرخميدسيًا.. و«اعترف بن جوريون فى الإعلان بالاعتراف الدولى والتزام المجتمع الدولى بإقامة دولة مستقلة للشعب اليهودى فى أرض إسرائيل».. نوع من البنية التحتية الأولية لـ«إعلان الاستقلال» الأول للشعب اليهودى فى بلادهم.. وبهذا يكون الإعلان بمثابة تحقيق لحلم هرتزل السياسى.. ومن ناحية أخرى، وبرؤية رصينة، عرف بن جوريون كيف يدرك أن هذه كانت بداية العملية.. الإعلان، حسب قوله، لا يضمن قيام الدولة بشكل تلقائى وفورى، بل يُشكل المعلم الأول لعملية طويلة ومعقدة، ستصاحبها صراعات سياسية وعسكرية مصيرية.. وإخلاصًا لتشخيصه الدقيق ونظرته العملية- يقول شيفربر- عمل على كافة المستويات لضمان ألا يبقى وعد بلفور حبرًا على ورق، بل سيتم تنفيذه عمليًا.. ومنذ تلك اللحظة، كان من الطبيعى أن يقود ويقف على رأس المشروع الصهيونى.. ومنذ تلك الأيام المشئومة، إلى هذا الوقت، تواجه دولة إسرائيل منعطفًا تاريخيًا، فيما يعرف بالصراع الإسرائيلى- العربى.
انتخاب الرئيس ترامب فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحاته الملموسة فى هذا الشأن، عدا عن وقف إطلاق النار الهش فى الحرب على كافة الجبهات، وعودة المختطفين، ودراسة التحديات التى لم يتم الاستعداد لها بعد- تجعل «شعب إسرائيل، يواجه ساعة تاريخية ومصيرية».. ويبدو أن الدعوة الفورية التى وجهها ترامب لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لزيارة البيت الأبيض «الأولى لرئيس دولة منذ تنصيب ترامب»، فى الرابع من فبراير المقبل فى البيت الأبيض، ليست عرضية، كما يراها شيفربر، بل المقصود منها بدء العملية السياسية.. وإذا كنا نتحدث عن هجرة العرب من غزة إلى الدول المجاورة وحتى أبعد، فما الذى يمنعهم من ذلك، حتى بالنسبة لعرب الضفة الغربية، الذين، بحسب نفس وجهة نظر الرئيس ترامب، «يعيشون فى منطقة صعبة، ويتعرضون للعنف، ويحق لهم أن يعيشوا حياتهم فى مكان مريح دون اضطرابات وثورات وعنف».
ويرى «شيفربر» أن الولايات المتحدة، أكبر بكثير من بريطانيا بداية القرن الماضى، تسيطر وتدير شئون العالم بطريقة قوية وعميقة.. وأن مشاركتها والتقارب المتبادل القائم بينها وبين دول الشرق الأوسط كبير وحاد، فوجود الأردن والسعودية وغيرهما يعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة، عسكريًا وسياسيًا، وبالتأكيد اقتصاديًا.. وينحو «شيفربر» باتجاه التهديد المُبطن، عندما يذكر كيف استسلم رئيس كولومبيا، فى بضع دقائق، أمام التهديد الأمريكى بفرض رسوم جمركية عالية على الواردات إذا لم يستقبلوا المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا الولايات المتحدة، وهنا، تقول الدكتورة «اليهودية» كلوديا شينباوم، إن كولومبيا لم تكن بحاجة للتهديدات على الإطلاق، وفهمت التلميح واستوعبت طواعية عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، بعد مغادرتهم الولايات المتحدة.. ومن هنا، فإن أصوات الاستياء ورفض ملوك وحكام المنطقة العرب المشاركة والانخراط فى «خطة الهجرة» التى وضعها ترامب، قد يتبين بسهولة أنها عملية، وعملية تمامًا!!.
لم يكن ترامب بحاجة إلى أكثر من تصريح، لأن زيارته الأولى خارج حدود الولايات المتحدة، وعلاقات العمل مع السعوديين، تتضمن استثمارات وتجارة فى الولايات المتحدة من جانب السعوديين بمبلغ أربعمائة وخمسين مليار دولار.. وسرعان ما أعلن ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، فى اتصال هاتفى مع الرئيس ترامب، استعدادهم لذلك، بل وأعلن أن الاستثمار سيصل إلى ستمائة مليار دولار.. ولذلك يصبح من الواضح أن الإمكانية، خلال رئاسة ترامب، لإحداث تغييرات كبيرة فى الشرق الأوسط عالية ومُرجحة.. وقد أثبت مبعوث الرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مهارته فى نسج صفقة المختطفين وإخراجها إلى حيز التنفيذ، وهو لا يضيع الوقت ويقفز بين دول المنطقة بقوة كبيرة واستعداد كبير لتحقيقها، حول إنشاء «الشرق الأوسط الجديد».
وكما هو الحال فى وعد بلفور عام 1917، فقد تم بالفعل طرح فكرة التهجير أمام الرئيس ترامب على الطاولة، بل وتم تنفيذها جزئيًا فى الماضى، من خلال «اتفاقيات أبراهام» بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان.. وكان المطلوب من الدول العربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل والاعتراف بوجودها، وذلك دون التعبير أو ذكر المطلب التاريخى الأولى من جانبها، «حل المشكلة الفلسطينية»، وفى المقابل حصلت على منافع اقتصادية، وفتح الأسواق والاستثمارات الإسرائيلية والأمريكية.. وبكلمات بسيطة، تم تهميش «المشكلة الفلسطينية»، وأصبحت غير ذات أهمية تحت الضغط الأمريكى، مما سمح بإقامة علاقات دبلوماسية وإقامة علاقات تجارية وثقافية بين إسرائيل والدول العربية.
والآن يواصل الرئيس ترامب خطته المستندة إلى «اتفاقيات أبراهام»، ويحاول التخفيف بشكل أكبر من عواقب «المشكلة الفلسطينية»، من خلال هجرة السكان العرب فى غزة إلى دول عربية و/أو إسلامية، وتوسيع وتطبيق الاتفاقيات- اتفاقيات أبراهام- إلى دول أخرى، مثل المملكة العربية السعودية.. لأنه يرى أن الميزة التى يستفيد منها المحور السنى الإقليمى، على حساب إضعاف المحور الإيرانى الشيعى، واضحة، والثمن فى شكل تطبيع أو حتى اتفاقيات سلام مع إسرائيل يستحق العناء.. الفلسطينيون، كما فى اتفاقيات أبراهام، اليوم وبعد تحالفهم الفاشل مع إيران فى السابع من أكتوبر، وفشلهم فى الحملة ضد إسرائيل، لا تعتبرهم الإدارة الأمريكية ولا يشكلون عاملًا مهمًا فى ذلك النظام التأسيسى الجديد الذى يرونه فى الشرق الأوسط.. كما يقول «شيفرير».
ولكن من المهم أن نلاحظ- يضيف شيفربر- أن الشرق الأوسط اليوم يختلف جوهريًا عما كان عليه فى بداية القرن العشرين.. والدول المعنية هى دول ذات سيادة ولها مصالح اقتصادية وسياسية متنوعة، وليست مناطق خاضعة للحكم الاستعمارى.. وتكمن الميزة المهمة على وجه التحديد فى العلاقة الاقتصادية المعقدة التى نشأت فى المنطقة، من ناحية تعزيز المحور السُنى بسبب الخوف الحقيقى والفورى من التأثيرات المفترسة لإيران الشيعية وانتشارها.. بل إن التعاون الاقتصادى، خصوصًا فى مجالات الطاقة والنقل والتكنولوجيا والتجارة، يشكل حافزًا قويًا لنجاح التحركات السياسية المقترحة.
ويظهر نجاح «اتفاقيات أبراهام» أنه عندما تجتمع المصالح الاقتصادية والأمنية فمن الممكن التغلب على رواسب الماضى، وخلق تعاون غير مسبوق.. لذا، توفر تصريحات الرئيس ترامب، إلى جانب الواقع الجيوسياسى الجديد الذى نشأ بعد أحداث السابع من أكتوبر، فرصة نادرة لإعادة تشكيل الخريطة الإقليمية.. ولحسن الحظ بالنسبة لنا كإسرائيليين- يقول شيفربر- يتمتع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بصفات متعددة، ولديه قدرة ممتازة على التعرف على التاريخ، وكما هو الحال فى الاتفاقيات الإبراهيمية، فمن الأفضل الآن أن يدير هذا الحدث التأسيسى ويستخدمه لصالح شعب إسرائيل، وإسرائيل نفسها!!.
وعليه، وفى نظر شيفربر، إن التحدى الذى يواجه القيادة الإسرائيلية اليوم لا يكمن فقط فى إدراك الفرصة التاريخية، بل أيضًا فى استيعاب القدرة على الإبحار عبر القيود المعقدة فى القرن الحادى والعشرين: الحاجة إلى الحفاظ على الدعم الدولى، وبناء تحالف إقليمى مستقر قادر على مواجهة التهديد الإيرانى، بطريقة مُثلى ومستنيرة، والتأكد من صمود الحلول المقترحة أمام اختبار الزمن والانتقادات العامة العالمية.. وكما كان الحال فى أيام وعد بلفور، لا تزال هناك حاجة اليوم إلى رؤية استراتيجية طويلة المدى، تجمع بين الفرصة التاريخية والقدرة على التنفيذ العملى.. لقد دخل رئيس الوزراء، نتنياهو، أيضًا فى هذا التحدى- تنفيذ وإدارة الخطوة التاريخية بعد تحديد الفرصة- بطريقة رصينة وخبرة، وبتنقل صحيح ومستنير بين الرؤية والواقع.. ولم يستوعب «شيفربر» ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أن «الحل ليس إخراج الفلسطينى من أرضه ومكانه، لا.. بل الحل فى الدولتين، جنبًا إلى جنب.. أمن وسلام للمواطن الإسرائيلى، وأمن وأمان للمواطن الفلسطينى»، وأن هذا الذى يتحدثون عنه، من ترحيل الشعب الفلسطينى من مكانه، «ظلم.. لا يمكن أن نشارك فيه».
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.