وصاية مرفوضة.. قاليباف يثير غضب لبنان وإجراء دبلوماسى للرد
حديثٌ إيراني أعقبه غضبٌ لبناني إزاء تصريحات رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، الذي أبدى خلاله استعداد بلاده إلى التفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الأمر الذي عدَّه لبنان تدخلًا فاضحًا في شئونه ووصاية مرفوضة تستلزم بالضرورة إجراءات دبلوماسية للرد على طهران.
قاليباف: إيران مستعدة للتفاوض مع فرنسا لوقف إطلاق النار في لبنان
في حديثه لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، المنشور بتاريخ 17 أكتوبر الجاري، ألمح رئيس البرلمان الإيراني، إلى استعداد طهران للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الأممي 1701 الذي ينص على نشر الجيش اللبناني وحده في جنوب البلاد، كشرط أساسي لعودة السلام.
وقال من جنيف: "نعتقد أن إيران ستكون مستعدة للتفاوض بشكل ملموس حول إجراءات تنفيذ القرار 1701 مع فرنسا، التي ستعمل كدولة وسيط"، إلا أن تصريحات قالیباف أثارت غضب الداخل اللبناني، ما دفعه للرد واتخاذ إجراء دبلوماسي للاستيضاح.
ميقاتي: حديث قاليباف وصاية مرفوضة على لبنان
وردًا على تصريحات قالیباف، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عن استغرابه من تصريحات رئيس البرلمان الإيراني، مؤكدًا أنه يُعَّد تدخلًا فاضحًا في الشأن اللبناني، ووصاية مرفوضة من إيران.
وجاء في بيان مجلس وزراء لبنان، عبر صفحته الرئسمية بمنصة X: "استغرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حديث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701".
وقال ميقاتي: "نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلًا فاضحًا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان، علمًا بأننا كنا أبلغنا وزير خارجية إيران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما إلى لبنان، بضرورة تفهم الوضع اللبناني، خصوصًا وأن لبنان يتعرض لعدوانٍ إسرائيلي غير مسبوق، ونعمل لدى جميع أصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار".
وتابع: "موضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية، ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه، لا السعي لفرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية".
استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت
واستكمالًا للرفض اللبناني للتصريحات الإيرانية، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، من أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.
وطلب ميقاتي، من وزير الخارجية، إبلاغ القائم بالأعمال الإيراني، الموقف اللبناني في هذا الصدد.
إيران تفند تصريحات قاليباف
الغضب اللبناني من تصريحات قاليباف، دفع طهران للرد، حيث أكد البرلمان الإيراني، أمس الجمعة، أن طهران تدعم كل ما توافق عليه الحكومة والمقاومة اللبنانية لتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن البرلمان الإيراني أصدر بيانًا أوضح فيه أن مواقف قاليباف تجاه التطورات الجارية في لبنان لم تختلف عن التصريحات التي أدلى بها خلال كلمته في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي وزيارته الأخيرة إلى لبنان، وكذلك في مقابلاته مع وسائل الإعلام.
وأكد البيان أن "ما نُسب إلى رئيس البرلمان الإيراني، قاليباف، من قبل بعض وسائل الإعلام غير صحيح تمامًا، وأن مواقفه بشأن التطورات الجارية في لبنان لم تختلف عن تلك التي عبر عنها في كلمته بالجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي وخلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، وأيضًا خلال مقابلاته مع وسائل الإعلام".
وتابع البيان: "كانت هذه المواقف واضحة وصريحة، وتتمثل في أن إيران تدعم كل ما يُقرّهُ الشعب اللبناني وحكومته والمقاومة لتحقيق هدنة دائمة.. هذا هو الموقف الذي تم التأكيد عليه أيضًا في لقائه الأخير مع ميقاتي".
وأضاف البيان: "من الطبيعي ألا يتوهم أي طرف أنه يمكن التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة دون موافقة المقاومة.. بناءً على ذلك، يمكن أن تكون إيران مستعدة للتعاون مع أوروبا لدعم أي هدنة تحظى بموافقة المقاومة والحكومة اللبنانية".
وخلال كلمته في الدورة الـ149 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، أکد رئیس البرلمان الإيراني، محمد باقر قالیباف، أن إيران تؤید وقف إطلاق النار الذي يحظى بدعم لبنان، حكومةً وشعبًا ومقاومةً.
وقال قاليباف: "ننصح الدول الداعمة للكيان الصهيوني بوقف دعمها الاستخباري والسياسي والاقتصادي قبل فوات الأوان".