الصين تايوان.. تحركات تحت عتبة الحرب
أثارت التدريبات العسكرية الصينية واسعة النطاق التي أجرتها بكين مؤخرًا، قلق تايوان، حيث أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، أنها رصدت 153 طائرة حربية صينية حول الجزيرة، ما عدته رقمًا قياسيًا بالنسبة ليوم واحد من التدريب.
مناورات عسكرية صينية
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن مناورات بكين الأخيرة أثارت ذعر تايبيه "عاصمة تايوان"، مطالبة المجتمع الدولي والشركاء بممارسة ضغط أكبر على بكين.
ووفقًا للصحيفة، قال مسئول كبير في الأمن القومي بتايوان، إن مشاركة 153 طائرة و36 سفينة بحرية صينية في تدريب عسكري حول تايوان، "أظهرت مدى خطورة التهديد الذي نواجه في ذلك اليوم ومدى حجم الضغط".
وأضاف: "نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي من إدانة الصين لعدم الإعلان عن تدريباتها مسبقًا في انتهاك للقانون الدولي والإضرار بالسلام والاستقرار الإقليميين، كذلك انتهاك ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها لحل النزاعات".
وأوضح المسئول أنه في حين ستبذل تايوان قصارى جهدها لتعزيز دفاعاتها، فإن الشركاء يحتاجون إلى المساعدة في تعزيز الردع ضد العدوان العسكري الصيني.
وأشار إلى أن تدريبات يوم الإثنين سلَّطت الضوء على أهمية العمليات المنتظمة التي تقوم بها الولايات المتحدة وغيرها من الجيوش لتأكيد حرية الملاحة ضد المحاولات الصينية لفرض السيطرة على المياه الدولية والمجال الجوي.
قلق تايوان
وقالت "فايننشال تايمز"، إن هذا النداء يعكس القلق المتزايد من أن الاستخدام المتكرر للصين والتوسع السريع في التحركات العسكرية وغيرها من التحركات حول تايوان، يجعلها قريبة من القدرة على شن هجوم دون سابق إنذار أو بدونه.
من جهته، حذَّر وزير الدفاع التايواني الشهر الماضي، من أن العمليات المتنامية لبكين في المجال الجوي والمياه المحيطة تجعل من الصعب التمييز بين تحول الأمر من التدريب إلى الحرب.
ونوهت الصحيفة البريطانية، إلى أن تايبيه حذَّرت منذ فترة طويلة من مخاطر نشاط المنطقة الرمادية الصينية بالقرب من حدودها، واصفة التحركات الصينية الأخيرة بـ "تحركات تحت عتبة الحرب".
ووفقًا للتقرير البريطاني، تضخمت المناورات الجوية للجيش الصيني من أقل من 20 غارة على المنطقة العازلة التي أعلنتها تايوان في عام 2019، إلى 2459 هذا العام، ولكنها لازالت خارج المجال الجوي السيادي لتايوان، لذا؛ كافحت تايوان والولايات المتحدة لمواجهتها.
دعم أمريكي
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مرارًا وتكرارًا، إن الولايات المتحدة ستأتي لمساعدة تايوان إذا هاجمتها الصين، ولكن إدارته ضيقت نطاق مبيعات الأسلحة إلى الذخائر والأسلحة الحاسمة لمحاربة الغزو، وهي السياسة التي قال المسؤولون التايوانيون إنها تضعف قدرة البلاد على صد حملة الضغط المتزايدة التي يشنها جيش الصين.
ويعتقد المسئولون العسكريون والأمنيون التايوانيون، أن تدريبات يوم الاثنين جعلت هذه المشكلة أسوأ بكثير، وقال المسؤول الكبير: "على الرغم من أننا ما زلنا نعتقد أن الحرب ليست وشيكة وليست حتمية، فإن قدرتهم على التحول من التدريبات إلى الحرب تتعزز حقًا".
وتفاقم التهديد بسبب إعلان بكين الواضح عن أنها تمارس حصارًا للموانئ والقواعد العسكرية الرئيسية في تايوان، ما يعني أن التدريبات الأخيرة كانت بمثابة خطوة إلى الأمام حتى من المناورات غير المسبوقة التي أطلقتها بكين في أغسطس 2022 لمعاقبة تايبيه لاستضافتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي، حسبما قال مسؤولون تايوانيون.
وقال المسئول الكبير إنه كان من "الخاطئ" النظر إلى تدريبات يوم الاثنين على أنها محدودة لأنها استمرت يومًا واحدًا فقط أو الاعتقاد بأنها لم تتضمن مكونات إطلاق نار حي، مضيفًا: "على الرغم من أنهم لم يطلقوا صواريخ في اتجاه تايوان هذه المرة، إلا أنهم مارسوا عملياتهم الصاروخية، وأطلقوا صاروخين في اتجاه داخلي".
وقال مسئولان غربيان إن تحليلهما لم يشر إلى وجود صلة بين إطلاق الصواريخ الصينية والتدريبات في تايوان، لكن مسؤولين أجانب آخرين قالوا إن الحكومة التايوانية ذكرت نشاط إطلاق النار الحي في إحاطتها بشأن التدريبات وقالوا إن تايوان افترضت وجود صلة لأنها حدثت في وقت واحد.
وأدرجت الصين قوة الصواريخ التابعة لها، كجزء من القوات المشاركة في التدريبات، لكنها لم تعلن عن أي إطلاق للصواريخ.